.. "زيادة عدد وحدة الأحداث الطائفية في مصر باتت من الأمور التي لا تزعج الأنظمة المصرية والحكومات المتعاقبة بل وصل دويها إلى العالم الخارجي وفي مقدمة دولة الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي .. ولم يكن تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة رأس سنة 2011 إلا جزء من كل وان كان هذا الحادث الأخير هو الأخطر ليس في تاريخ العمليات الإرهابية الموجهة ضد الأقباط فقط وإنما أيضا في تاريخ العمليات الإرهابية التي شهدت مصر ذروتها في عقد التسعينات من القرن الماضي".
دخلت مصر كما تحدثنا في الحلقة الماضية الالفية الثالثة باحداث قرية الكشح محافظة سوهاج جنوب مصر علي خلفية نزاع وقع بين تاجر مسلم وأخر قبطي و أسفرت عن مقتل 22 شخصا بينهم 21 من الأقباط وبعدها مرت الدولة الأكبر في العالم العربي والإسلامي ببعض الحوادث الصغيرة الي أن جاءت واقعة اختفاء وفاء قسطنطين في اواخر نوفمبر 2004 . والواقع أن قضية وفاء قسطنطين ترتبت عليها أحداث مؤسفة فى السنوات اللاحقة حيث كانت البداية الفاعلة لحرب الأسلمة والتنصير التى خاضها متطرفون من الديانتين الاسلامية والمسيحية وبسببها قتل المئات أغلبهم من الاقباط . ووفاء قسطنطين هي زوجة القس القبطي يوسف عوض كاهن كنيسة السيدة العذراء بابو المطامير محافظة البحيرة غرب القاهرة دخلت في الاسلام علي يد زميل لها في مستشفي المدينة وهربت من مسكنها وأندلعت مظاهرات قبطية غاضبة في البحيرة والقاهرة إحتجاجا علي إسلام واختفاء وفاء باعتبارها زوجة كاهن مسيحي ووقعت اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين بالكاتدرائية أسفرت عن إصابة أكثر من مائة شخص بينهم 35 شرطيا قبل القبض علي 34 مسيحيا وحبسهم 35 يوما بتهمة الشغب ومقاومة السلطات ثم الإفراج عنهم لأسباب - قالت الدولة - انه انسانية وليس تحت ضغط من قيادات الكنيسة فيما اتهم الأقباط مسؤولين محليين وأئمة مساجد في البحيرة والقاهرة وأسيوط بقيادة حملة لإدخال المسيحيات في الإسلام. تدخل الرئيس المصري حسني مبارك وأمر بتسليم وفاء للكنيسة لعقد جلسات إسداء النصيحة وتخييرها بين البقاء علي دينها أو تغييره وبالفعل تم تسليمها إلي الكنيسة القبطية التي احتجزتها في بيت للراهبات بمنطقة النعام شرق القاهرة قبل نقلها إلي دير الأنبا بيشوي بصحبة أسرتها، وتردد وقتها ان البابا شنودة قرر تعيينها في الكاتدرائية وعدم عودتها مرة أخري إلي بلدتها في أبوالمطامير. وفي اشارة الي انتهاء الازمة قطع البابا شنودة اعتكافه بدير وادي النطرون عائدا إلي مقر الكاتدرائية المرقسية في العباسية. لكن الأمر لم ينتهي عند هذا الحد حيث قدم عشرات من الإسلاميين المصريين بلاغا رسميا إلي النائب العام يطالبون فيه بالتحقيق في واقعة اختفاء وفاء قسطنطين وحجبها عن زوجها وبيتها وأسرتها مطالبين باستعادتها بعد أن أكدوا أنها لازالت تعتنق الاسلام . |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق