الأحد، يناير 16، 2011

إعطني مئة رجل من معدن محمد البوعزيزي وأنا أزلزل نظامنا القمعي وأغيره في ليلة بضحاها!سالم القطامي

توافرت كل أسباب الثورة في مصر،إلا إرادة وهمة ويقظة الشعب،فهل نستورد شعب حر ليثور بالنيابة عنكم،ليعتقكم من نير إستعبادكم؟!عجبت من شعب هذة خصاله،وهنيئا لحاكم مستبد مورث بأمثالكم!!!لشعب المصري محصن ضد عدوى الثورات والإحتجاجات والإنتفاضات عندما سقطت القدس في يد الحملة الصليبية الأولى عام 1099 بعد ان سقطت الرها عام 1096 وإنطاكية 1098

و فوجئ الغزاة أن الشرق متهاو ، وان إماراته ومدنه تتساقط كأوراق الخريف بدون مقاومة .

انتشر الخبر بسرعة البرق فى أوروبا ، ونزل المنادون فى الأسواق والشوارع والجهات ، يبشرون الناس بالأخبار السعيدة ، ويعلموهم بأن الشرق خال ، و على من يرغب فى الأرض و الثروة ، أن يعد العدة ويشد الرحال الى هناك ، وما عليه بعد ذلك سوى أن يشهر سيفه و يمد يده ، ليحصد ما يريد ، فيناله بلا مقاومة وبلا تعقيب .

وبالفعل تدافع الفرنجة من كل لون ، مهرولون الى ديارنا ، يتسابقون فى الاستيلاء على كل ما تطوله أياديهم ، وحملت لنا السفن كل يوم الآلاف من أوباش أوروبا .

وتوالت الحملات التى بلغ عددها سبعة حملات كبرى من عام 1096 حتى 1291

* * *

كان ذلك قبل أن تتمكن الأمة من استرداد توازنها و إعادة تنظيم صفوفها وتحرير أراضيها المغتصبة ، فيحرر عماد الدين زنكى إمارة الرها عام 1144 ، وصلاح الدين الأيوبي القدس عام 1187 ، الى ان تحررت آخر إمارة صليبية وهى عكا عام 1291 على يد الأشراف خليل بن المنصور قلاون .

* * *

و ما أشبه اليوم بالبارحة :

فبعد ضياع جنوب السودان ، نرى اليوم الطائفيين فى كل مكان يجوبون الأروقة والطرقات ، يبشرون كل من يرغب فى اقتطاع ما يستطيع من ديارنا .

نراهم فى مزارع ومراعى دارفور ، و فى كردستان العراق و بين الطوائف فى لبنان وفى أطراف صحارى المغرب ونراهم فى كنائس مصر ومساجدها .

ولما لا وقد سقطت جنوب السودان بدون مقاومة ؟!

فنحن لم نعد نرغب فى القتال ، وفلسطين والعراق خير شاهد على ذلك .

و لم نعد نمثل خطرا على أحد ، و أصبحنا كائنات أليفة ، لا تضر ولا تنفع .

وكل المطلوب معنا ، بضعة اضطرابات ، وسيارة مفخخة ، ثم يضغط الأمريكان ، فنجبن و نستسلم ونستبيح أوطاننا لكل من هب ودب .

هزلت .



اجتماع عاجل لمجلس الدفاع الوطني برئاسة مبارك



علمت "" أن أجهزة سيادية في مصر أعلنت حالة استنفار استثنائي ، تحسبا لأي ردات فعل لتطور الأحداث في تونس، ومن المنتظر أن يعقد في غضون الساعات المقبلة اجتماع عاجل لما يسمى مجلس الدفاع الوطنى الذى يرأسه الرئيس حسني مبارك ويضم رئيس الوزراء، ووزراء كافة الوزارات السيادية، والخدمية الهامة، ورؤساء كافة المؤسسات الأمنية، ورئيسي مجلسي الشعب والشورى، والقومية المتخصصة بالإضافة الى شخصيات أخرى، لبحث كافة التداعيات والاحتمالات.

ومن المرجح أن يتم اتخاذ إجراءات تستهدف التخفيف من وتيرة الحديث في وسائل الإعلام الحكومية عما يعتبره المصريون ترويجا لسيناريو التوريث من خلال التقليل من التصريحات المنسوبة لجمال مبارك أمين السياسات، والذي تضعه الترشيحات باعتباره الخليفة المحتمل لوالده الرئيس حسني مبارك إذا قرر التخلي عن الحكم، وفي حال رفض الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وعلمت " أن جهة سيادية نصحت الرئيس مبارك أواخر الشهر الماضي مجددا بضرورة حل مجلس الشعب قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في خريف هذا العام، في ظل الطعون على الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فضلا عن نصحه بعدم خوض الانتخابات لفترة رئاسية سادسة نتيجة حالة الغليان بالشارع المصري، ومخاوف من انعكاسات الأوضاع في تونس والجزائر.

وكان الرئيس مبارك أجرى مشاورات منذ أسبوعين مع مستشاريه، لإجراء تغيير وزاري محدود، وحركة محافظين، وكان مقررا أن تتم في أواخر يناتير أو في الأسبوع الأول من فبراير، ومن غير المعروف ما إذا كان الرئيس سيعجل بالإعلان عن هذا التغيير الوزاري وحركة المحافظين عن الموعد المقرر أم سيمضي إلى الإعلان عنه في الموعد المحدد سلفا.

وتشمل الإجراءات المتوقعة على صعيد محاولة تفادي تكرار السيناريو التونسي إصدار تكليفات إلى مجلس الوزراء بتأجيل الإعلان عن زيادات جديدة في الأسعار كما كان مقررا إلى أجل غير مسمى، والتصدي لأي محاولات لرفع أسعار بعض السلع كما حدث خلال اليومين الماضيين كما حدث للأرز، والمكرونة، والسكر.

وصدرت الجمعة توجيهات مشددة لمجلس الوزراء بضرورة القضاء على طوابير الخبز التى ظهرت بالمحافظات الكبرى خلال الآيام الماضية بعد تخفيض مديريات التموين لحصص الدقيق لعدد كبير من المخابز بزعم ارتكابها مخالفات تموينية.

وعلى الجانب الأمني تقرر اتخاذ إجراءات احترازية لمنع اندلاع المظاهرات، أو الوقفات الاحتجاجية بشكل تام لكافة القوى والحركات السياسية المعارضة.

وكانت الولايات المتحدة وجهت للنظام الحاكم في مصر وغيره من الأنظمة رسالة عاجلة بضرورة إقرار إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية خلال فترة قصيرة والاستفادة من درس سقوط نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وحتى لا تواجه المصير ذاته في ظل استمرار الأوضاع الحالية.

وطالبت واشنطن في تلك الرسالة بضرورة إقرار تعديلات دستورية وقانونية تخفف من قبضتها على السلطة والقيود المفروضة على العمل السياسي والعام، وإفساح المجال أمام مؤسسات المجتمع المدني لتقوم بدورها في العمل العام، والبعد عن أجواء الاحتقان.

وأكد السفير سعد عزام مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق لـ "المصريون"، أن ما وصفه بـ "زلزال قرطاج" وتهاوي نظام بن علي خلال ساعات سيدفع واشنطن إلى إعادة التفكير في سبل تعاطيها مع أنظمة الحكم بالمنطقة.

وتوقع أن تمارس واشنطن ضغوطا مشددة على الأنظمة العربية الحاكمة لإقرار إصلاحات ديمقراطية تخفف من حالة الاحتقان، وحتى لا تواجه نفس مصير بن علي خلال المرحلة القادمة، وقد تطالب بإقرار إصلاحات بشكل عاجل، حتى لا تؤدي إلى تضخم كرة الثلج لتطيح بعدد من المقربين لواشنطن.

ونفى عزام أن يكون سقوط نظام بن علي ناجما عن مخططات خارجية، مشددا على الطابع المحلي لثورة الياسمين والكرامة بتونس، حيث خاض الشعب التونسي المعركة ضد حكم ديكتاتوري عائلي سيطر عليه أباطرة الفساد وحرموا الشعب من سبل العيش الكريمة.

غير أن الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق استبعد أن تأخذ الأنظمة العربية العظة من درس سقوط نظام زين العابدين بن علي، باعتبار الأنظمة التي وصفها بـ "البوليسية الاستبدادية من أسباب الأزمة وليست جزءًا من الحل، مما يستلزم رحيلها".

ورأى في تصريحات لـ "المصريون"، أن سقوط نظام بن علي في تونس أكد انهيار المشروع الأمريكي في المنطقة وفشل جميع عملائه في البقاء بالسلطة معتمدين فقط على دعم الخارج؛ فهذا الرهان لم يعد مجديا بعد أن قدم الشعب التونسي درسا لجميع الشعوب العربية في توقه إلي الحرية وإنهاء الفساد والاستبداد.

وأضاف: إذا كانت مصر قادت الثورة في المنطقة ضد قوى الاستعمار ولعبت دورا في تحريرها من القوي الأجنبية فإن الشعب التونسي قاد ثورة تحرير البلدان العربية من "الاستعمار الوطني، وأنهت سيطرة نخب فاسدة علي الأوضاع في العالم العربي".

وقال إن "هذا الأمر لن يقف عند حدود تونس، بل سيمتد تأثيره لبلدان الجوار عملا بنظرية "أحجار الدمينو"، خاصة وأن تونس تشبه في نظام حكمها عدد من دول الجوار، بل أن الأنظمة المجاورة قد تكون أكثر فساد واستبدادا من نظام بن علي"، مشيرا إلى أن الأوضاع الاقتصادية في تونس تعد أفضل حالا مقارنة بدول عربية أخرى، منها مصر والجزائر، متوقعا أن يمتد ما حدث في تونس إلى ليبيا أيضا.

وأوضح أن دول الجوار التونسي لا تزال في مرحلة الدهشة من سقوط النظام التونسي بشكل سريع، وستخضع الأمر لدراسات متعمقة قبل أن تواجه نفس المصير، حيث ستقر عدة خطط لمواجهة هذا الكابوس قبل أن يهدد مضجعها، خاصة على المستوي الإعلامي من خلال الربط بين انتفاضة التونسيين والتحذير من حدوث عمليات فوضى قد تسفر عن مقتل الآلاف، لكنه قال إن مصير هذه الادعاءات سيكون الفشل، "فقطار الإصلاح انطلق من المحطة التونسية ولن يتوقف".

وحذر من خطورة تكرار السيناريو التونسي في دولة مثل مصر، في ظل الملفات المعقدة التي تعاني منها مثل أزمة مياه نهر النيل والفتنة الطائفية، وهي أزمات تهدد حياة شعب مصر وليس وضع النظام المصري فحسب.

وقلل من تداعيات سقوط النظام التونسي على تعليق "ملف التوريث" في مصر، مشيرا إلى أن هذا الملف يسير على قدم وساق دون أن يتأثر، لاسيما وأن ما وصفهم بـ "زبانية النظام" سيعزفون خلال المرحلة القادمة على أوجه الخلاف المزعوم بين مصر وتونس .وقال إن ذلك سيأتي على الرغم من أن الأوضاع المعيشية في تونس أفضل كثيرا من نظيره المصري، كما أن النظام التونسي استطاع تحقيق قفزات تنموية في مجالات التعليم والصحة والخدمات، فزين العابدين بن علي كان يحب تونس لكنه كان يحب نفسه أكثر، وهو ما أوقعه تحت تأثير قرينته وعائلتها الذين يتحملون المسئولية الأولى عن سقوط نظامه، كما يؤكد الأشعل.

وفور الإعلان مساء الجمعة عن سقوط النظام التونسى، ومغادرة الرئيس بن على هو وأفراد أسرته إلى الخارج نظم العشرات من شباب حركة "كفاية" وحزبي "الغد"، و"العمل" المجمد مظاهرة أمام السفارة التونسية بالقاهرة.

وردد المتظاهرون هتافات تقول "آه يازين العابدين.. خلعوك.. طردوك.. ونهبت الملايين"، و"بن علي فين؟.. في الشارع"، "العصيان المدني العام.. هو الرد على الطغيان"، "لا توريث ولا تمديد.. كلنا سيدي أبو زيد"، "الدور عليكم يا مصريين". كما رفع المتظاهرون أعلام تونس ومصر مطالبين بسقوط النظام الحاكم، كما طالبوا الشعب المصري بثورة شعبية مماثلة كالتي حدثت في تونس .

وقال الدكتور عبد الحليم قنديل المنسق العام لحركة "كفاية" إن "الدرس التونسي للمعارضة المصرية أن المعارضة لها تعريف وحيد وهو النزول للشارع.. مصر تحتاج محمد البوعزيزي وليس إلى محمد البرادعي"، داعيا كافة القوى السياسية للمشاركة في وقفة احتجاجية يوم الجمعة أمام نقابة الصحفيين لتحية انتصار الشعب التونسي.
أكد مفكرون ومثققون مصريون أن ما شهدته تونس من انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي قابل بشكل كبير للتكرار في مصر، خاصة مع تشابه الظروف بكلا البلدين إن لم تكن الأوضاع في مصر، في ظل غياب الأفق لأية عمليات إصلاحات سياسية في البلاد، بعد الانتكاسة الكبيرة التي تعرضت لها مسيرة الإصلاح خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة، في ضوء ما شهدته من تجاوزات جعلت مجلس الشعب مطعونا في شرعيته.

وقال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، المنسق العام لـ "الجمعية الوطنية للتغيير" لـ "المصريون" إنه من الوارد تكرار ما حدث في تونس في كثير من الدول العربية، مرجعا ذلك إلى تشابه الأوضاع في تونس مع بلدان عربية أخرى، من بينها مصر والأردن اليمن، من حيث أنها لا تتمتع بموارد كبيرة، ولديها مشاكل كثيرة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.

وأشار إلى أن تلك البلدان التي تحكمها نظم ديكتاتورية من المرجح أن تشهد احتجاجات مماثلة لما حصل في تونس، لافتا إلى أنه على الرغم من أن لكل بلد ظروفها الخاصة على حدة، إلا أنه قال إن لحظة الانفجار قادمة لا محالة لكن لا يستطيع أحد أن يتنبئ بموعدها أو بتاريخ حدوثها.

وأضاف إنه فيما يتعلق بمصر إذا لم يراجع النظام القائم موقفه من مشروع التوريث وإذا لم يراجع الرئيس مبارك موقفه من احتمال إعادة ترشحه لولاية سادسة "فأظن أن الانفجار ممكن أن يحدث في هذه المرحلة".

ووصف نافعة هذا العام بأنه يعد عاما مفصليا بالنسبة لمصر ودول عربية أخرى، في ظل التطورات التي يشهدها لبنان و أقطار عربية أخرى من بينها السودان، فضلا عن دخول الصراع العربي الإسرائيلي مرحلة جديدة، معتبرا أن تداخل كل هذه الأمور مع بعضها سيحدث تحولات كثيرة في أقطار عربية.

ورجح أن يتمثل رد فعل الأنظمة العربية تجاه تلك الأحداث في تشديد القبضة الأمنية، لأن التحولات المطلوبة على الصعيد الديمقراطي تحولات كبيرة، معتقدا أن النظم العربية ليست لديها الجرأة التي تمكنها من التحرك على هذا الصعيد، لأنها تخشى إن فتحت باب التحول الديمقراطي أن تضطر إلى القبول بتداول السلطة، وهو أمر مستبعد لأن هذه النظم "عنيدة ولن تقبل بهذا الأمر بأي حال من الأحوال".

من جانبه، اعتبر المفكر جمال أسعد عضو مجلس الشعب، أن احتمالية تكرار سيناريو الانتفاضة التونسية في أي بلد عربي أمر محتمل في ظل وجود أنظمة ديكتاتورية وانسداد ديمقراطي وعدم السماح للشعوب بالمشاركة السياسية، علاوة على المشاكل الاقتصادية والبطالة.

وحذر من أنه إذ لم تتدارك الأنظمة كل هذه المشاكل، ولم تسارع إلى إجراء عملية بإصلاح حقيقي فإنها قد تجد نفسها في النهاية عاجزة عن مواجهة الانفجار الشعبي الذي يمكن أن يحدث نتيجة أي حادثة بسيطة جدا مثلما حدث بتونس.

وقال إنه "من بديهيات الذكاء السياسي أن يسارع أي نظام إلى تحليل ما حدث بتونس ليأخذ الدرس منه، وأن يبادر إلى إعلان وترتيب وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية يشعر من خلالها المواطن أنه حصل على بعض حقوقه، حتى لا يكون هناك تراكم حقيقي للمشكلات قد تؤدي إلى تكرار ما حدث في تونس".

بدوره، أوضح المفكر الدكتور رفيق حبيب، أن مقدمات حدث بتونس والتي أدت إلى حدوث انتفاضة شعبية أشبه بالوضع في العديد من الدول العربية الأخري وعلى رأسها مصر، من حيث تردي الأحوال الاقتصادية، مشيرا إلى أن الوضع في تونس ليس أصعب من مصر بل أن أعداد الواقعين تحت خط الفقر في مصر يفوقون نظرائهم بتونس.

وقال إنه يمكن القول إن الظروف والأسباب متوفرة، وبالتالي فإنه من الممكن تكرار ما حدث بتونس في دول عربية أخرى خلال المستقبل المنظور، متوقعا ان تلجأ الأنظمة إلى تشديد إجراءاتها الأمنية، وهو ما قد يؤدي ذلك إلى حدوث اضطرابات بسبب عملية القبض العشوائي أو التعذيب، حيث سيكون لهذا الأمر أثره العكسي.

وأوضح أن ما حدث في تونس لا يمكن أن توقفه أي إجراءات أمنية، فعندما تخرج الجماهير بالشارع بعشرات الآلاف تواجهها قوات الأمن لأيام أو أسابيع لكن في النهاية تعجز عن مواجهتها لأكثر من ذلك.

وقال إن إذا أدركت الأنظمة أن الاستبداد المطلق وأن انتشار الفساد خطر وأن غلق نوافذ الحرية خطر وأن ترك الأمور تتردي خاصة في مستوي المعيشة خطر يمكن أن تبدأ في إجراء إصلاحات ولو شكليه ولو بطيئة، لكنه رأى أن هذا الاحتمال لا يزال ضعيفا، مثلما اعتبر أن احتمال تكرار في تونس هو احتمال ضعيف.

من جانبه، هنأ ممدوح إسماعيل محامي الجماعات الإسلامية الشعب التونسي بما وصفه بـ "فجر الحرية بعد 23 عاما من الحكم الشمولي الاستبدادي"، مشيرا إلى أن الشعب المصري وشعوب عربية كثيرة تتطلع إلى تحقيق العدل والحرية بدون فوضى ولا انهيار للمؤسسات ولا تدخل للقوى الغربية التي لا تريد بشعوبنا الخير.

وناشد الحكومة المصرية وقف العمل بقانون الطوارئ وتحقيق سيادة القانون بتطبيق أحكام القضاء التي أبطلت عضوية أعضاء البرلمان الذين قفزوا على كرسي البرلمان بالتزوير وتحقيق العدل والقضاء على الفساد الذي انتشر في البلاد.

وطالب بالإفراج عن المحاميين المسجونين إيهاب محمد إبراهيم ساعي الدين، ومصطفى أحمد فتوح أو بتعجيل جلسة النقض لهما، معتبرا أنه من العجيب والغريب أن يتم تعجيل جلسة النقض لهشام طلعت مصطفى هو وزميله المتهمين بالقتل ولا تُعجل جلسة النقض لمحاميين متهمين في جنحة ضرب عليها تحفظ كبير.
السلوك السياسى للمنتحر فى مصر وتونس


الشاب التونسى الذى لم يجد سوى عربة لبيع الخضروات ومع ذلك ضيق عليه زبانية النظام من موظفى الحكم المحلى والبلديات طلباً للرشوة قرر أن ينتحر انتحاراً مشرفاً أبياً مستجيبا لشاعر العروبة أبو القاسم الشابى الذى مات فى مثل عمره

إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر

ولابد لليل أن ينجلى ولابد للقيد أن ينكسر

كان أبو القاسم يتحدث عن ليل الاستعمار ولكننا اليوم نتمنى أيام الاستعمار بعد أن جثم على صدورنا جميعاً احتلال وطنى بغيض سد كل أمل فى الحياة الكريمة ووفر لأعوانه كل مقومات الترف والفجور واستباح كل شئ حتى حرمة الوطن ومقدساته حتى ضاق بالناس الأرض بما رحبت وظنوا بالله الظنونا. اختار شهيد تونس أن يخرج من الدنيا بمقابل وهو ايقاظ شعبه وكسر الخوف فى قلبه، فلاخوف إن كانت الحياة نفسها هى الثمن، فكان الشهيد شرارة فجرت الأوضاع الفاسدة التى ظن أصحابها أنهم مخلدون فيها حتى غرتهم الأمانى فرتبوا توريث هذه "الوسية" لذويهم وأحبابهم دون اعتبار لأخلاق أو قانون وضعوه أو شعب يردهم عند حدودهم ولذلك فإنه يحسن أن يتم تخليد شهيد تونس، لأن أثره سوف يحصد كل النفايات الحاكمة زبد الأرض الذين انخرطوا فيه ضد منطق الحق والتاريخ.

فى فلسطين يستشهد الشاب مخلفا القتلى والجرحى والرعب فى قلوب الإسرائيليين ورسالة حاسمة بأن الموت يهب الحياة والخلود للوطن ولكن حلفاء المشروع الصهيونى أعداء شعوبهم الذين ظنوا أنهم الآلهة ونسوا يوم الحساب أحبطوا حق الشباب الفلسطينى فى أن يواجه عدوه بصدره العارى بعد أن تقاعسوا عن مواجهة المشروع تحت شعار أن الصراع معه على الحدود وليس على الوجود أولئك الحكام الذين اشتروا الدنيا بالآخرة فما ربحت تجارتهم ولذلك جاء شهيد تونس ليشعل ثورة على مخلفات المشروع وأعوانه وهزيمة المشروع الأمريكى الذى نبهت وزيرة الخارجية فى لقائها مع وزراء الخارجية العرب، وقد كنت مدعوا لهذا المؤتمر ولكنى أثرت ألا أرى هذه الوجوه الذليلة ومشهد انكسارهم أمام هيلارى كلينتون، التى نبهت إلى أن امبراطوريتهم تلملم أسما لها بسبب تعفن نظمهم ولن تجدى المعالجات السطحية المخدرة والمتأخرة، كما لا تجدى توبة فى هذه المرحلة بعد أن أصم الحكام "البررة الوطنيون" آذانهم وسلطوا الأمن وفرقوا بين الأخ وأخيه وأذاقونا العذاب، فاليوم لكم عذاب الهون بما كنتم تكسبون، ولايجدى ماقاله فرعون واليم يطبق عليه: تبت الأن، فنجاه الله ببدنه ليكون للناس آية، فلنفكر كيف نجعل هؤلاء بعد الطوفان للناس آية، والله لايحب الفساد وقد أفسدوا وفجروا حتى ظن الناس أن ملك الموت قد غفل عنهم ولكن الله حذرنا ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون.

أما الشاب المصرى المنتحر فإنه إما أن يلقى بنفسه فى النيل أو يجاهد هرباً من الجحيم صوب أوربا أو غيرها فيموت فى البحر دون هدفه وهو عند الله شهيد إن شاء الله، أو ينتحر بطرق أخرى. المنتحر المصرى فقد الأمل فى النجاة وسدت أمامه طرق الخلاص بعد استيلاء الحزب الوطنى على دنيا مصر وأخرتها وتحدث رموزه عن مصر الأخرى التي لايعرفها الشعب. فالمنتحر المصرى غاضب ويائس ولكنه آثر أن يموت هذه الميتة التى تحطم قلوب المشاهدين له وهو يفارق دنيا مصر غير آسف عليها بعد أن عز عليه أن يعيش كريما فيها. فالشاب الذى انتحر فى النيل لأنه ليس لائقا اجتماعياً للالتحاق بالسلك التجارى رغم تفوقه العلمى، والشاب الذى انتحر فى النيل لأنه خذل محبوبته لعجزه عن توفير متطلبات تكوين الأسرة وهو عاطل والفتيات العوانس اللائى فقدن الأمل فى الزواج فينتحر منهن كل عام قرابة ثلاثة آلاف مما تسجله الأرقام الرسمية فاقدة المصداقية.

والسئوال : ما هى الدلالة السياسية لانتحار الشاب التونسى والشاب المصرى؟

الشاب التونسى يتمتع بالوعى والتصميم وإيقاظ المجتمع النائم على الظلم وهو قطعاً قرأ كلمة مونتسكيو بأن الظلم وحده لايولد الثورات وإنما الشعور بالظلم هو مفجر الثورات. أما فى مصر فإن المنتحر مظلوم وشعر بالظلم وحده واستنفذ طاقة الصبر لديه بعد أن باع العطارون كل مالديه للمصريين من صبر وصبار.

ولو أن الآلاف المنتحرة قد انتحرت وودعت الحياة بالشكل الذى فعله شهيد تونس لتغير الحال فى ساعة واحدة مادامت الرسائل التى تصل إلى النظام أنه شعب خائف ضعيف، ساهم فى اضعاف عزيمته، فانخرط الشعب فى الفساد مادامت المطالبة بالعدل لا تلقى مجيباً أو حتى مستمعاً. إن الشعب المصرى يختزن طاقة الصبر لديه عبر العصور ولكنى أظن أن دوام الحال من المحال حتى مهما تفننت السلطة فى تأخير الفترة الفاصلة بين الظلم والشعور به، وبين صور التعبير عنه، لقد طف الصاع وبلغت القلوب الحناجر، ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فهو بلاغ لكل من ألقى السمع وهو شهيد.
تداعيات الزلزال التونسي


الفرحة العارمة التي انتشرت في الشارع العربي من المحيط إلى الخليج كانت رسالة أكثر من واضحة لكل النظم العربية التي ما زالت تعيش في سكرة الاستعلاء بالقوة والقبضة الأمنية ، الشارع العربي كان في حالة أقرب إلى الهوس أمس وهو يحتفل بانتصار الشعب التونسي على واحد من أعتى الديكتاتوريات التي عرفتها الدول العربية في ربع القرن الأخير ، لم يكن أحد يصدق هذا الذي يسمعه والذي يراه ، لم يكن أحد يصدق أن الطاغية المتغطرس زين العابدين بن علي يقف في هذا المشهد الذليل أمام شعبه على الهواء مباشرة عبر تليفزيون الدولة الرسمي الذي طالما تمطع أمامه وهو يتباهى كالطاووس ، الآن هو يستجديه أن يتركه ويفعل له مقابل ذلك كل ما يريد ، الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ، كما لم يصدق أحد أن الطاغية يهرب كالجرذان في طائرته في جنح الظلام ، ثم تظل الطائرة عدة ساعات في الجو يستجدي دول المنطقة أن تقبل إيواءه وحمايته من شعبه ، فيتنكر له الجميع ، حتى الذين كانوا يتسترون عليه في الأليزيه ، طردوه وبحثوا له عن مأوى بعيدا عنهم .

المشهد التونسي غير المسبوق يعطي دروسا كثيرة لشعوب المنطقة ولنظمها أيضا ، لأن التغيير الذي يأتي بإرادة الشعب يكون الأكثر إبهارا وإلهاما ، والأكثر استقرارا والأكثر فاعلية وضمانة للإصلاح الحقيقي ، بخلاف التغيير الذي يأتي عبر الانقلابات العسكرية أو الانتقال الداخلي للسلطة عبر رجالها ومن قنواتها ، فهذا لا يمثل أي ضمانة ، بل قد يكون الجديد أسوأ من السابق ، على النحو الذي حدث مع بورقيبة وبن علي ، وقد يكون أفضل قليلا أو كثيرا مما سبق على النحو الذي حدث في موريتانيا وفي السودان ، اللذين شهدا تجارب استثنائية تخلى فيها القائد العسكري الجديد عن السلطة طواعية للشعب ، الحالة التونسية تختلف ، لأن التغيير فرضته الأمة ، فرضه الشعب ، فرضه الشارع ، وبالتالي فأي شخص يأتي إلى قيادة الدولة سيكون أمام ناظريه هذا العملاق المخيف ، الشعب ، وسيعمل ألف حساب لغضبته وثورته ، وبالتالي فمن المؤكد أن تشهد تونس في المستقبل القريب بناء ديمقراطيا نموذجيا للعالم العربي ، ومن المؤكد أن يشهد الإعلام التونسي طفرة كبيرة في ظل أجواء من الحرية والأفق المفتوح ، ومن المؤكد أن تشهد تونس انتخابات نزيهة ، لأول مرة منذ الاستقلال ، ومن المؤكد أن ينعم المواطن التونسي بقدر كبير من الكرامة التي حرمه منها الطغاة طويلا ، ومن المؤكد أن مستويات حقوق الإنسان وسيادة القانون ستشهد أيضا طفرة في تونس ، لا ننتظر أن تعرف تونس الديمقراطية الإنجليزية أو الألمانية قطعا ، ولكن المؤكد أنها ستعرف الديمقراطية وليس "هامش" الديمقراطية الذي يمن به حكام العالم الثالث على شعوبهم وكأنها هبة ومنة .

العرب جميعا ستتعلق أعينهم بتونس خلال المرحلة المقبلة ، كما أن العالم كله ستتعلق أعينه بتونس في الأشهر المقبلة ، لينظر الجميع إلى النموذج الجديد والمثير الذي أفرزته أول ثورة شعبية عربية حقيقية ـ منذ الاستقلال ـ تنتزع السلطة ، وهذا ما يفرض على القوى السياسية التونسية والنخبة مسؤولية جسيمة ، تلزمهم بأن يكونوا على قدر المسؤولية التي ينتظرها ، ليس فقط الشعب التونسي ، وإنما شعوب العرب جميعا ، كما ينتظرها مراصد أخرى في العالم ، لعلها تجد فيها نسخة يمكن تعميمها على بقية الدول العربية ، تكون آمنة ومسؤولة وتحترم المواثيق الحقوقية والمعايير الديمقراطية .

الزلزال التونسي هز المنطقة كلها ، والمؤكد أن نظما عربية عديدة شكلت خلايا أزمة طوال الساعات الماضية لدراسة الحالة وتداعياتها ، ومن ثم فأتصور أن التغيير قادم ، بدرجات متفاوتة ، إما بفعل الإيحاء وإثارة خيال الشعوب لانتزاع الحقوق ، حيث تمثل الثورات مصدر إلهام للدول المجاورة عادة ، فقد انهارت أوربا الشرقية بالتتابع عقب نجاح الثورة البولونية ، وقد يحدث التغيير بمبادرات استباقية من بعض النظم التي ستحاول قطع الطريق على انتقال تلك الروح إلى واقعها السياسي والاجتماعي ، عن طريق تقديم حزمة إصلاحات ترضي الجماهير ، وتخفف من الاحتقان والغضب ، وأتصور أن كافة مخططات التوريث التي يتم التفكير فيها حاليا في أكثر من بلد عربي ستهتز بقوة بعد المشهد التونسي ، لأن الجميع رأى بعينه ، أن الشعوب يمكن أن تقول : لا ، وأن الشعوب يمكن أن تعاقب بقسوة إذا طال الاستهتار بغضبها وأشواقها للحرية .
شوهد بعض رجال الأمن يبكون قبل أن يلوذوا بالفرار ويختفوا عن المشهد.

نعم هم جزء من تونس، أبناء للشعب.. لكنهم طغوا وتجبروا بأمر الطاغية الأكبر. اعتقلوا الأبرياء وعذبوا دون أن تحرك فيهم صرخة المعذبين ذرة من ضمير أو شفقة.

اعتقدوا أن القهر باق للأبد وأن المقهور سيظل مستسلما مرعوبا خائفا. يأكل الطغاة خبزه ويسلبوه حريته فلا يملك الجرأة أن يقول لهم لا.

الشعب التونسي ضرب المثل الأول للأنظمة الديكتاتورية في العالم العربية. قال كلمته للظالم ولم يرهبه رصاصه ولا معتقلاته. لم يتركه يتعلق بفزاعة تبرر له أمام الغرب قتل واعتقال الأبرياء.

الحرية ثمنها غال جدا والتونسيون دفعوه وسيتمتعون بها في حياتهم ومعيشتهم. لن يأتيهم زوار الفجر ولن تلهب ظهورهم بعد اليوم كرابيج الطاغية.

في تونس العاصمة والمدن الأخرى كان الشعب يبحث في الطرقات وأقسام الشرطة والمقرات الأمنية عن الذين قهورهم وسجنوهم وداسوا 23 عاما على كرامتهم. لم يتخيل أحد أن يختفوا تماما ويفروا كالثعالب.

لم يحتاج التونسيون إلى تدخل خارجي ليتخلصوا من الطاغية. لقد فعلوها بأنفسهم وهذه سابقة في العالم العربي أوقعت الذعر والقلق في الأنظمة البوليسية الديكتاتورية التي كانت تظن أن كراسيها مؤمنة بأجهزتها الأمنية الشرسة، وبكذبة يشيعونها في الغرب بأنهم يحمونه من المتطرفين الإسلاميين والجماعات الأصولية.

السؤال الأهم.. هل يتعظ الطغاة؟!. مشهد طائرة بن علي وهي تتوسل من المطارات العالمية الهبوط فترفض على النحو الذي جرى من باريس ومالطا وايطاليا، يجب أن يكون ماثلا في عيونهم على الدوام.

ما أشبه الليلة بالبارحة.. إنه نفسه مشهد طائرة شاه ايران السابق محمد رضا بهلوي عقب خروجه من طهران. لكن يبدو أن الكراسي تصيب عقول بعض الجالسين عليها بالصدأ خصوصا إذا طال التصاقهم بها.

كيف كان بن علي أمس وكيف أصبح اليوم؟.. أين ذهبت امبراطورية عائلته وأقاربه الذين احترقت ممتلكاتهم خلال اليومين الماضيين، وتم اعتقال بعضهم بواسطة أفراد الشعب.

باريس أعلنت أمس أن أقارب وعائلة بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي الذين تمكنوا من الفرار إليها غير مرحب بهم.

عماد الطرابلسي الشقيق الأصغر بليلى والذي استولى على ممتلكات عامة بملايين الدولارات محميا بنفوذها، تمكن منه الناس وقتلوا. شقيقها بلحسن الذي استولى على شركة الطيران وعلى الكثير من أراضي الدولة وشركات يمتلكها آخرون لا يعرف أحد مصيره. زوج ابنته محمد صخر الماطري فص ملح وذاب.

خلال المرحلة القادمة لن يلفت أي فاسد من عائلة الرئيس وزوجته أو عائلة الطفل المعجزة من محاكمته في تونس.

وستجري أيضا محاكمات لقيادات وضباط الأجهزة الأمنية الذين مارسوا التعذيب وساقوا الأبرياء إلى السجون.

ربما يتصور البعض أن ثورة الياسمين التونسية تم نشلها في لحظات التتويج، بتكليف محمد الغنوشي الوزير الأول بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، فهو من قيادات الحزب الحاكم الذي طغى طوال العقدين الماضيين وقهر المعارضة.. وحكومته هي التي أمرت باطلاق الرصاص وقتل الناس بلا وعي أثناء ثورتهم، وكان يجب أن يلحق برئيسه مع وزرائه.

لا يمكننا في الوقت الحالي أن ننفي محاولة سرقة الثورة أو السطو عليها، لكن الشعب الذي دفع الثمن غاليا لن يفرط في حقوقه التي سعى إليها.

ثورة محمد بوعزيزي وانتفاضة سيدي بوزيد التي الهمت تونس كلها أن تحصل على حريتها بإرادتها لن تسمح بوجود طاغية جديد ولا أجهزة أمنية على شاكلة سابقتها.

إنها ثورة شعبية وليست إنقلابا عسكريا وهذا يعطيها حصانة ضد استبدال ديكتاتورية بديكتاتورية أو طاغية بطاغية.
"لقد ضللونى ..وسأحاسبهم على ذلك" !!!!!!

هذا الإعتراف المتأخر جدا جاء على لسان الرئيس التونسى الهارب " زين العابدين " والذى ليس له من اسمه أى نصيب وقد بدت على قسمات وجهه علامات الفزع لأن الرجل لم يتوقع هبة شعبه الذى تجرع الذل والاستبداد على مدار ثلاث وعشرين سنة ذلك الشعب المحكوم كما يقال بالحديد والنار مثل الكثير من شعوب المنطقة والتى يتأسى الكثير من حكامها بمنطق فرعون " أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى"

وحين يحاول المخلصون من أبناء الأمة إسداء النصح لهم بأن يتخلصوا من بطانة السوء من حولهم وأن يحسنوا قراءة تاريخ أسلافهم الذين أتى الكثير منهم على أنقاض حكمهم تجد الصلف والغرور قد تمكن منهم ويصدحون بخطابات شيطانية ويتهمون كل مصلح مخلص نفس الاتهام الفرعونى المتكرر فى كل زمان ومكان " إنى أخاف أن يبدل دينكم أوأن يظهر فى الأرض الفساد " فضلا عن صرخات بطانة السوء وجوقة المنافقين الجدد من العلمانيين وأشباههم فى أرجاء البلاد " أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ".

وأصارحكم القول منذ هروب الرجل تزاحمت التساؤلات فى ذهنى :

1. ماالذى غير أسلوب الرجل من القمع إلى الإستجداء المذل ؟

2. وماالذى دفع الرجل إلى هذا الهروب المهين ؟

3. فيم كان يفكر حين رفض اليهودى ساركوزى أن يستقبله فى فرنسا؟

4. لماذا باركت أمريكا خلع الرجل بهذه البساطة وبارك الرئيس أوباما ثورة الشعب التونسى الباسل ؟

5. علام يدل الصمت الرهيب الذى أحاط بأشقاء الرجل من الحكام العرب المقربين منه سوى من كلمات مرسلة مكررة عن احترام خيار الشعب التونسى ؟

6. فيم تفكر المرأة الحديدية "ليلى الطرابلسى " هى وحاشيتها الذين ملأت أموال الشعب التونسى أرصدتهم البنكية الغربية ؟

7. ماذا تحمل الأيام القادمة لكل من الشعب التونسى وحاكمه الهارب ؟

8. هل قرأ كل حاكم يستبد برعيته الرسالة جيدا أم سيظل الصلف شعاره خلال المرحلة المقبلة ؟

9. هل آن الأوان كى يراهن الحكام على الشعوب بدلا من البيت الأبيض الذى سرعان مايتخلى عنهم بل ويتبرأ منهم براءة الذئب من دم يوسف ؟

10-هل فكر المحيطون بالحاكم أنه هرب وتركهم يواجهون الشعب وحدهم هل فكروا لماذا نضرب إخواننا ونسحلهم بل ونقتلهم من أجل مستبد ظالم وهل فقهوا مقولة " وعلى الباغى تدور الدوائر ؟

11-ماهى أسباب الفرحة العارمة التى غمرت الشعوب العربية على مختلف ثقافتها وتلك المشاركة الوجدانية التى أزاحت مخلفات التعصب الكروى ؟

12-هل استمع أى مسؤول فى البلدان العربية للمداخلات الهاتفية فى برنامح "الجزيرة مباشر" والتى تحدث فيها كل الناس معربين عن فرحتهم وتمنياتهم لخلع كل ظالم وأن تحذو الشعوب المقهورة حذو أبناء الأخضر ؟

13- هل وعى إعلاميو "التوك الشو" تصريحات صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن أحداث تونس وهل ينوون فتح هذا الملف بدلا من التكرار الممل فى الحديث السخيف عن أسباب وهمية لحادث الكنيسة ؟

14- ألا يحتاج شيوخ الدولة الرسميون فى كل بلد عربى إلى نصح أولى الأمر والمسؤولين والتنبيه على خطورة الأمر؟

فى الحقيقة لاأكاد أحصى التساؤلات التى أرهقتنى والتى أعرف الجواب عن بعضها وأجهل الجواب عن البعض ولكن ماأود أن أقوله أنه على كل حاكم أن يراجع أمره ليس خوفا من هبة شعوب مقهورة ولكن خوفا من رب الشعوب الذى خافه عمر أن يسأله عن بغلة تعثرت لم لم يمهد لها الطريق؟ فمابالكم بمن يركب البغلة ؟

إن كلمات زين العابدين عن تضليل مستشاريه لاينطلى على أحد فطالما تقلد الحاكم كرسى الحكم فهو المسؤول أمام الله عن من يوليهم على الشعب ولايجب عليه الاعتماد على تقرير من هنا أوهناك ولله در عمر بن عبد العزيز لما قال للوليد بن عبد الملك "إنه ليس بعد الشرك إثم أعظم عند الله من الدم، وإن عمالك يقتلون، ويكتبون: إن ذنب فلان المقتول كذا وكذا، وأنت المسؤول عنه والمأخوذ به، فاكتب إليهم ألا يقتل أحد منهم أحداً حتى يكتب بذنبه ثم يشهد عليه، ثم تأمر بأمرك على أمر قد وضح لك. فقال له الوليد بارك الله فيك يا أبا حفص ومنع فقدك" ..وإنى لأسأل زين العابدين ماذا سيقول لله عن حربه الضروس على الدين حين منع الحجاب وحرم تعدد الزوجات وفتح المعتقلات على مصراعيها لتتعدد المظالم عليه وعلى أسرته الفاسدة وكم يحضرنى قول خالد البرمكى حين سأله ولده ياأبت أبعد العز الذى كنا فيه يكون مصيرنا فى القيد والحبس فقال له يابنى " لعلها دعوة مظلوم فى جنح الليل والناس نيام غفلنا نحن عنها ولم يغفل الله عنها" وصدق البرمكى فلعلها دعوة "بو عزيزى " الذى أشعل النار فى نفسه غضبا من الظلم الذى تعرض له لاأقول بحثا عن حياة كريمة بل بحثا عن لقمة عيش يسد بها رمقه ولعلها دعوة أسرته التى فقدته ودعوة كل من يعانون مثلهم من القمع غير المبرر أقول لعلها دعواتهم فى جنح الليل غفل عنها "شين العابدين" وغفلت عنها سيدة تونس الأولى "ليلى الطرابلسى " والحاشية المنتفعة من حولهما ولكن الملك الذى لاينام أقسم " وعزتى وجلالى لأنصرنك ولو بعد حين" وقد نصر الله المظلومين بعد ثلاثة وعشرين عاما وهو عمر ليس بكبير فى أعمار الأمم ....

أيها الحكام فى كل مكان أقسم لكم بالله لسنا طامعين فيما فى أيديكم ولكننا ناصحين مخلصين لكم فالله الغنى عن شهوة تولى مسؤولية أمة فضلا عن إحساس بالعجز فى تحمل مسؤولية أسرة "حسنين ومحمدين " ولكن اقرؤوا التاريخ واتعظوا بمن سبقكم سواءا من أهل العدل أوأهل الظلم واختاروا لأنفسكم رضى الله أورضى النفس والسعيد من وعظ بغيره

والمصير معلوم إما مع بن الخطاب ونعمت العاقبة أو مع فرعون وهامان وقارون وبئست الصحبة ..اللهم اهدى حكام المسلمين وارزقهم البطانة الصالحة

تلكس مهم إلى :

1-هناء السمرى وسيد على مذيعى برنامج 48 ساعة "استقيلوا يرحمكم الله"...

2-رجل شرطة منوط بحفظ الأمن يقول النبى عليه الصلاة والسلام "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مسلم " صححه الألبانى..

3- قناة البى بى سى العربية " حرام كفاية " بمناسبة الحديث عن المسيحيين.

4- تركى الدخيل فى برنامج إضاءات " أكاد أشك فى دينك أيها العلمانى الأخرق " بئس ماأنجبت بلاد الحرمين.الله اكبر فر طاغية تونس هارباً بطائرته فى يوم الجمعة المبارك 14 يناير 2011 الموافق 10 صفر 1432 بعد 23 عام من حكم تونس بالحديد والنار

وقد شهد ت تونس فى الأسابيع الأخيرة ثورة من الشعب التونسى ضد الظلم والإستبداد والفساد حيث خرج الشعب التونسى على حكومته يصرخ مطالباً بالعدل والحرية فقابلته الشرطة التونسية بطلقات الرصاص فقتل حتى الآن حوالى 70تونسى

وقد اندلعت ثورة الشعب التونسى عندما اضطهدت البلدية التونسية شاباً ومنعته من العمل فأغلقت الدنيا فى وجه ومع الفقر والظلم والإستبداد الذى ليس له نظير ووسوس الشيطان للشاب محمد بوعزيزى فأحرق نفسه قهراً وياساً وهو عمل مرفوض شرعا من المسلم ولكن بلاشك الظروف المحيطة بالناس فى تونس صعبة وتجعل الحليم حيران فقد أغلقت الحكومة كل منافذ الدعوة الاسلامية التى تساعد الناس بالإيمان على الصمود امام الفتن والظلم فضعف ايمان الناس ...

والمسلم فى تونس بين مستخفِ بدينه أو هارب بدينه فى أوربا

وقد سيطر على الحكم والثروة فى تونس عصابة الرئيس فحكموا البلاد بالحديد والنار وقهروا الشعب واضطهدوا كل ماهو إسلامى

وكان أشد مما لفت نظرى أنه فى وسط غليان الشعب التونسى وثورته الهائلة على الظلم والإستبداد وسقوط القتلى يومياً برصاص الظلم خرج مفتى تونس عثمان بطيخ بفتوى انه لايجوز الصلاة على المنتحر !!!!!!

لقد ترك المفتى الظلم والكفر والقهر والفساد والدماء التى تسيل كالأنهار فى شوارع تونس ولم يلتفت إلا إلى حكم الصلاة على المنتحر !!!! والمسألة خلافية بين العلماء والراجح الصلاة عليه طالما أنه غيرثابت أنه مستحل الإنتحار فعن جابر بن سمرة قال أتى النبى صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمشاقص (سهم حديد ) فلم يصل عليه رواه مسلم قال النووى فى شرح مسلم وهذا الحديث مذهب من لايصلى على قاتل نفسه لعصيانه وهو مذهب عمر بن عبد العزيز والاوزاعى لكن جماهير العلماء قالوا يصلى عليه وبه قال الحسن والنخعى ومالك وأبوحنيفة والشافعى وأجابوا عن هذا الحديث أن النبى لم يصلى عليه زجرا للناس عن فعله وقد صلت عليه الصحابة

الشاهد أن المفتى لابد أن يكون حكيماً ويراعى أحوال الناس ولايفتن الناس فى المسائل الخلافية برأيه لكن مفتى تونس أعرض عن كل مايمليه العلم والحكمة وسارع لتسليط الضوء فقط على الصلاة على المنتحر وتعامى عن الظلم والفساد والنفاق والإستبداد والدماء المسلمة التى تسيل فى الشوارع وهى أشد حرمة عند الله من البيت الحرام فقدثبت فى الصحيحين أن النبى صلى الله عليه وسلم قال يوم النحر أعظم أيام المسلمين (فإن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمةيومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا)ورغم ذلك يتعامى كثير من المفتين فى بلاد المسلمين عن سلب الأموال وانتهاك الأعراض وسفك الدماء ولايلتفتون إلا مايريده المستبد من تجميل لفساده وظلمه وتحميل دين الله العظيم ما لا لم يأمر به من تأويل لكل ظلم

نعم فقد قال الصحابى الجليل ربعى بن عامر لأكبر وأقوى طاغية فى زمانه أن الاسلام العظيم جاء لتحرير الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد

ولكن مع احترامى للأشخاص فمنصب المفتى تم تقنيينه لخدمة المستبدين ولتعبيد الناس للمستبدين تحت غطاء الدين والدين منهم براء

وما يحدث من مفتى تونس ليس ببعيد عن مصر والدول العربية

ففضيلة المفتى وغيره من علماء المؤسسة الدينية الرسميةلاتسمع لهم صوتاً ضد الفساد والإستبداد والظلم وتزوير إرادة الشعب

وانى اتسائل أين هم من مقتل سيد بلال؟وإن قلنا أن مقتل سيد بلال ممكن أن تطير كراسيهم فيه فأين هم من مواساة أهالى قرية بنى صريد بالشرقية الذين قتل عشرات من أطفالهم فى حادث مرورى فظيع وهم فى طريقهم لعملهم من أجل سبعة جنيهات يعودون بها إلى أهاليهم يشترون بها الخبز الذى سرقه مليارديرات الحديد والمنتجعات!!!

والحقيقة أنه ليس حادث مرورى فقط إنما هو عنوان للفساد والإهمال والإستخفاف بأرواح الناس

فأين علماء الأزهر من مواساة هؤلاء المسلمين؟ والكثير من المصائب التى تعصف بالمصريين ولاتكاد تجد للمفتى ونظراؤه صوت إلا إذا أذنت السلطة لهم مع أن الأصل أنه لاسلطان عليهم إلا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم

وعندما أتوقف مع ثورة تونس أجد أن الشعب التونسى لم يلتفت لفتوى المفتى وصلى على بوعزيزى وخرج الى الشوارع هاتفاً صارخاً يسقط الظلم واستمر فى ثورته رغم القتل والإعتقال والظلم طوال أسابيع جتى تحقق أول بوادر النصر بهروب طاغية تونس

وأصبحت تونس محط أنظار العالم والمتطلعين للعدل من المسلمين

وكل الشعوب العربية والمسلمة ترفض الظلم والحكم الظالم و سقط من أعينها كثير من علماء ومفتين السلطة الظالمة التى سلبتهم كل حقوقهم فى العدالة والحرية وفى نعمة شرع الله العظيم وسيخرجون يوماً ليس ببعيد صارخين يسقط الظلم
لقد تراجع الرئيس التونسى أمام شعبه فى موقف مذل ومخزى وأعلن عن فتحه نوافذ الحرية وتحقيق العدل وعزله للبطانة الفاسدة التى ضللته ولكن تراجعه لم يفلح فى تضليل ثورة الشعب التونسى فاستمر فى ثورته حتى هرب طاغية تونس تاركاً شعبه فى ثورته  

ليست هناك تعليقات:

كيف تختار افضل محامي مناسب لقضيتك 2024

  كيف تختار افضل محامي مناسب لقضيتك 2024   Contents  [ hide ] 1  كيف تختار افضل محامي مناسب لقضيتك 1.1  اولاً : تحديد نوع القضية القانونية 1...