تونس: تجدد الاحتجاجات رغم محاولات التهدئة
ال
قوات الأمن انتشرت بشوارع ال
تجددت الاضطرابات في العاصمة التونسية الجمعة، بعد ساعات من الخطاب الذي وجهه الرئيس زين العابدين بن علي، أعلن خلاله عدم سعيه للترشح لفترة رئاسية أخرى، حيث تجمع الآلاف في شوارع العاصمة التونسية، في مظاهرة سلمية احتجاجاً على النظام الحاكم.
ورغم محاولات الرئيس بن علي لتهدئة "غضبة" الشارع التونسي، احتشد المتظاهرون أمام مقر وزارة الداخلية، ورددوا شعارات مناهضة للأجهزة الأمنية، منها "ارحلوا"، و"الحرية لتونس"، فيما لجأت قوات الأمن لاستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع، بينما شوهد المئات يفرون من شرطة مكافحة الشغب.
وقال هيكل مكي، أحد المحامين الموالين للمعارضة والذي كان ضمن المظاهرة، في تصريحات لـCNN الجمعة، إن المحتجين يريدون "تغيير النظام"، واستقالة الرئيس زين العابدين بن علي، ومحاكمة أركان النظام الحاكم المتورطين في قضايا فساد.
وتفجرت الاضطرابات في مختلف المدن والولايات التونسية في وقت سابق من الشهر الماضي، احتجاجاً على السياسات الحكومية التي يقول المحتجون إنها أدت إلى تردي أوضاعهم المعيشية، مع تزايد معدلات البطالة، وارتفاع أسعار العديد من السلع الأساسية.
وأسفرت المواجهات بين قوات الأمن والمحتجين، في الدولة العربية الواقعة على الساحل الجنوبي للبحر المتوسط، في شمال القارة الأفريقية، عن سقوط ما يزيد على 21 قتيلاً على الأقل، بحسب تقديرات رسمية، فيما تقول مصادر المعارضة إن الحصيلة تتجاوز 50 قتيلاً.
وكان الرئيس بن علي قد وجه خطاباً متلفزاً مساء الخميس، بثه التلفزيون الرسمي، قال فيه إنه "فهم الرسالة" التي أرسلها "العاطل عن العمل"، والسياسي الذي يريد مزيداً من الحريات"، وأكد بقوله: "فهمتكم جميعاً."
وتابع بن علي قائلاً: "أعطيت توجيهاتي للوزير الأول (رئيس الوزراء) بتخفيض أسعار المواد الأساسية.. وقررت إعطاء الحرية الكاملة لوسائل الإعلام.. لن نغلق مواقع إنترنت، ولن نسمح بالرقابة على الإعلام بأي شكل."
وأضاف الرئيس باللهجة التونسية المحلية "هذا التغيير استجابة لمطالبكم التي تفاعلت معها.. إن حزني وألمي كبيرين لما حدث.. فالعنف ليس من عاداتنا، والتونسي شخص متحضر وسلوكه حضاري."
وشدد بن علي على ضرورة التمسك بالدستور، قائلا إنه لن تكون هناك رئاسة مدى الحياة في تونس، مشيراً إلى أنه لن يغير الدستور للسماح له بخوض انتخابات الرئاسة مجدداً، عندما تنتهي فترته الحالية في 2014.
وأضاف الرئيس التونسي، البالغ من العمر 74 عاماً، أنه أمر قوات الأمن بوقف استخدام الرصاص الحي ضد المحتجين، قائلاً إنه لا يقبل أن تراق قطرة واحدة من دماء التونسيين.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، قرر الرئيس التونسي إقالة وزير الداخلية، رفيق بلحاج قاسم، وعين بدلاً منه الأكاديمي أحمد فريعة، فيما فرضت السلطات حظراً للتجول أثناء الليل، بدءاً من الثامنة مساءً وحتى السادسة صباحاً، اعتباراً من الأربعاء، في محاولة للحد من الاضطرابات.
اعتبر الزعيم الليبي، معمر القذافي، أن سبب الاستقرار في بلاده يعود إلى الديمقراطية الشعبية ونظرية "حكم الجماهير،" ورأى أن المظاهرات وأعمال العنف في العالم سببها "عدم وجود الناس على الكراسي،" في إشارة هي الأولى من نوعها للقذافي بالتزامن مع أحداث الشغب والاحتجاجات في الدول المجاورة، وعلى رأسها تونس والجزائر.
وقال القذافي، في خطاب شعبي إنه في عام 1977، عندما جرى اعتماد النظام "الجماهيري" وحكم اللجان الشعبية "بدأ الشعب يدير أموره بنفسه بدون نيابة بدون وساطة بدون حكومة بدون رئيس."
وأضاف: "لا شك أن هذا عمل صعب جداً، وليس موجوداً من قبل، فالشعوب مازالت في كل مكان تكافح وتموت من أجل أن تصل إلى هذه الكراسي؛ حتى تصل إلى السلطة،" ورأى أن من يصل اليوم للسلطة "ليست الشعوب، بل أشخاص شاطرين ، يستغفلون الجماهير لكي توصلهم للسلطة بالانتخابات؛ بالانقلابات."
وقال القذافي إنه لو طبق نظام اللجان الشعبية في أمريكا وبريطانيا لتوقفت الحروب، ولما كانت واشنطن دخلت في مواجهات عسكرية مع العراق وأفغانستان، وأضاف: "أيام الاستعمار زمان، عندما كانت بريطانيا أو أي دولة تبعث جيوشها تحتل العالم وتعمل مستعمرات، هذه فاتت ولن تتكرر، وإذا تكررت ستتم مقاومتها."
وتابع القذافي، في خطاب طويل نقلت تفاصيله وكالة الأنباء الليبية: "لو كانت السلطة بيد الشعب، لا أحتاج للخروج إلى شوارع أو أزقة، بل أجلس في المؤتمرات الشعبية مثل هذه.. الأمور في العالم متأزمة بهذا الشكل، فكل هذه الأحداث التي نسمع فيها هي من صنع حفنة من البشر، وليست صنع الشعوب ولا الملايين."
وحول أحداث الشغب، استنتج القذافي قائلاً: "لو أن كل الشعوب جالسة (بالمؤتمرات الشعبية) بهذا الشكل وتحل في مشاكلها، لن توجد أزمة في العالم؛ وليس هناك مظاهرات ولا تمردات ولا إطلاق نار أو رصاص، لأن الشعوب ليس لديها الآن إلا الشارع، هذا هو مؤتمرها ، لأنها محرومة من مؤتمرات شعبية تجلس فيها لتقرر."
يشار إلى أن القذافي لا يعتبر نفسه رئيساً لليبيا، بل يعتبر أن البلاد محكومة من قبل لجان شعبية تدير شؤونها بنفسها، وهو أمر مشكوك بصحته على نطاق واسع، إذ أن للقذافي نفوذ كبير في كافة القرارات الصادرة بالبلاد.
وتعيش دول شمال أفريقيا أزمة اقتصا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق