الجمعة، يناير 14، 2011

اللى بيتكلم عن خانة الديانه فى البطاقه، البطاقه فى جيبى ومحدش هيعرف ديانتى ايه لكن الصليب على ايدىك يعلن لكل من حولى انى مسيحى ماتيجى نلغى الصليب اللى على ايدىك الاول ،ونلغي الأسماء الصليبية المستوردة والمميزة لعبدة الصليب،وبعدين نلغى خانة الديانه من البطاقه،أكيد مش هتوافقوا علشان إنتم مستفيديين من المسكنة والكهانة وإستدرار عواطف الغرب الصليبي والذي لن يفيدكم إذا أزفت الآزفة ،فماذا يفيدكم لو كسبتم عطف الغرب الصهيوصليبي الإستعماري،وخسرتم شركائكم في الوطن والمصير!!سالم القطامي





*** الأقلية ووهم الاضطهاد :

ثم طرحنا التساؤل هل المسيحيون حقاً أقلية في مصر ؟! والإجابة لا تحتاج هنا إلى التفاف أو تفلسف زائد ، نعم المسيحيون أقلية عددية وليس في هذا امتهان للمسيحيين بل هو توصيف لواقع موجود ليس لهم وحدهم بل إن المسلمين إذا كانوا يمثلون أغلبية في مصر مثلاً فهم يعدون أقلية في بلاد أخرى ، ونعلم جيداً كيف يعاني هؤلاء المسلمون الأقلية في تلك البلاد الذين ليس لهم أقباط مهجر ولا حتى مسلمو مهجر يدافعون عنهم .

فليس هناك إشكالية في توصيف جماعة ما بأنها أقلية فهذا ينطبق على كل طائفة ترتكز على مقومات عقائدية أو مجموعة عرقية ترتكز على مقومات الجنس والثقافة ، بل يمكن أن تكون هذه الأقلية فاعلة ومتعايشة ومندمجة بشكل كامل بحيث لا تشعر وأنت تتعامل معها بأنها تختلف عن النسيج العام لهذه الدولة أو تلك ، المشكلة الحقيقية في أن هذه الأقلية هنا أو هناك ترسم حول نفسها ( جيتو ) منغلق أو تضع نفسها في جزيرة منعزلة وتعتقد أن كل من حولها يسعى إلى اضطهادها واستئصالها ، تلك هي المشكلة في تصوري .

ونحن هنا في هذه القراءة سوف نعتمد مرجعيتين الأولى تاريخية تخص ماضي المسيحية وعلاقتها بنفسها وبالآخر ، والثانية مرجعية عقائدية تخص ما يعتقده المسيحيون من خلال الكتاب المقدس بقسميه العهد القديم والجديد ، والملفت بل والعجيب أن ثمة نصوص في العهد الجديد تطالب المسيحيين بالتعالي فوق الإحساس بالأقلية أو لنقل الاضطهاد ، فقد جاء على لسان يسوع في موعظة الجبل ما ينفي عن أتباعه تقبل فكرة الاضهاد أو الإحساس الدائم بها يقول ( طوبى للمضطهدين من أجل البر فإن لهم ملكوت السموات ، طوبى لكم متى أهانكم الناس واضطهدوكم وقالوا فيكم من أجلي كل سوء كاذبين ، افرحوا وتهللوا فإن مكافأتكم في السموات عظيمة فإنهم هكذا اضطهدوا الأنبياء من قبلكم ) متى 5 : 10 – 12 هذه هي تعاليم المسيح التي احتواها العهد الجديد فهل ابتعد عنها المسيحيون ومازالوا يحسون بعقدة الاضطهاد على الرغم من تحذير المسيح لمن يحيد عن تعاليمه عندما يقول ( فأي من خالف واحدة من هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس أن يفعلوا فعله يدعى الأصغر في ملكوت السموات .. فإني أقول لكم إن لم يزد بركم على بر الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السموات أبداً ) متى 5 : 19 – 20

لقد حددت تعاليم المسيح وفقاً لما ورد في العهد الجديد ووفقاً لما يعتقده المسيحيون دخول ملكوت السموات لمن تعالى فوق الاحساس بالاضطهاد ولمن زاد بره على بر من حوله ، فهل هذا ما يحدث خاصة ونحن قد رأينا ردود أفعال عنيفة وقوية من بعض المسيحيين بعد حادث الانفجار الأخير وصلت إلى حد المطالبة بدولة للأقباط في مصر ؟!! ألم يحذر المسيح نفسه وفقاً لما ورد في العهد الجديد من إحساس الغضب ومن رغبة الانتقام وحث على محبة الأعداء يقول ( أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم وأحسنوا معاملة الذين يبغضونكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم ) متى 5 : 45 هل يمكن أن نعتبر هذه العبارات صالحة لأداء الصلوات فقط دون تفعيلها في واقع الحياة ، إذا كان الإنجيل بما هو عليه الآن يطالب المسيحيين بمحبة أعدائهم ومباركة لاعنيهم ، فإننا نؤكد أن المسلمين في مصر ليسوا من أعدائهم ، صحيح أنهم يختلفون عنهم لكن من الضروري أن يحاط هذا الاختلاف بضوابط لا تصل به إلى حد الصراع الدامي .

*** تكريس ثقافة الاختلاف ..

لا يمكن لأحد أن ينكر أن ثمة اختلاف جوهري بين الديانتين الإسلامية والمسيحية ، وهي اختلافات تلقي بظلالها على أتباع الديانتين فكراً وسلوكاً ، وهذا طبيعي ومنطقي ، لكن المشكلة ليست في وجود هذه الاختلافات بل في كيفية التعاطي والتعامل معها ، فنحن مختلفون حتماً لكن ذلك لا يمنعنا من التعايش ، إننا هنا باختصار ندعو إلى تكريس وترسيخ ثقافة الاختلاف بين أبناء الوطن الواحد سواء أكان هذا الاختلاف في الفكر والمعتقد والسلوك مع التأكيد على وجود إطار عام وضوابط تحكم هذه الاختلافات حتى لا تحولها إلا خلافات وصراعات ، وسوف نتحدث إن شاء الله في مرات قادمة عن مفهوم ( ثقافة الاختلاف ) وأهمية وجودها ضماناً لحركة الحياة ، فالتعايش مع الاختلاف أفضل بكثير من تحويل الاختلاف إلى خلاف وصراع ، وأتصور أن الشريعة الإسلامية أقرت بهذا الإطار الإنساني العام يقول سبحانه وتعالى ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) هود 118 – 119

إنها جزء من مسيرة الإنسان على الأرض لا يختص بها قوم دون قوم ولا جماعة دون أخرى ، فهي سنة كونية باقية ما بقي الإنسان ، ولهذا تتابع الأنبياء والرسل ختاماً بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم لوضع معايير وقواعد تحكم هذا الاختلاف وتقنن الصراع

والمسيحية ذاتها تقر بمثل هذه الاختلافات لأنها سنة كونية تواجه حتى الأنبياء الذين يقابلون من يرفضهم ربما أكثر ممن يقبلهم وهذا ما ورد في العهد الجديد على لسان يسوع ( الحق أقول لكم : ما من نبي يقبل في بلدته ) لوقا 4 : 24 فهذا إقرار بوجود الرفض للنبي حتى في بلدته ، أو ما جاء على لسان يسوع أيضاً ( ما جئت لأدعوا أبراراً بل خاطئين ) مرقس 2 : 17 فهذه الثنائية ( الأبرار والمخطئون ) تؤكد مبدأ الاختلاف ، لكن هذه الاختلافات لا تمنع بحال من الأحوال من وجود تقبل كل طرف للطرف الآخر .

*** زيادة مساحات التقبل من الطرفين :

علينا إذا أردنا التقريب أن تزداد مساحات التقبل بين الأطراف المسيحية والمسلمة ، وليس ذلك بالترويج لمقولة أنه لا يوجد اختلاف ، فالاختلاف موجود كما سبق وأوضحنا ، وليس بالشعارات التي تقال في المناسبات المختلفة عن وحدة الهلال والصليب ، وليس بمؤتمرات الحوار بين الأديان التي تتحول أحياناً إلى ( خوار ) ، فعلى كل طرف أن يزيد من مساحة التقبل للطرف الثاني حتى يمكن للجميع أن يعيشوا بسلام واستقرار .

وفي هذا السياق فإنه ليس من المبالغة القول بأن ( الإسلام ) أكثر تقبلاً للمسيحيين من ( المسيحية ) في تقبلها للمسلمين ، وتلك قناعة بل مسلمة عقلية ومنطقية تؤكدها القرائن والدلائل ومنها :

1- أن الدين الإسلامي لا ينكر وجود المسيحية كديانة ومعتقد ، صحيح أن من مقومات الإسلام ومبادئه أنه جاء ناسخاً ومبدلاً للديانات قبله ، لكنه يعترف بوجود هذه الديانات السماوية ، ويؤكد ذلك قوله تعالى ( قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ) آل عمران آية 84 ، ومن الملفت أن هذه التكاملية وردت على لسان يسوع في العهد الجديد حيث يقول : ( لا تظنوا أني جئت لألغي الشريعة أو الأنبياء ، ما جئت لألغي بل لأكمل ) متى 5 : 18 لوقا 16 : 17وذلك في الوقت الذي تلغي فيه المسيحية وجود الدين الإسلامي ، ولا تعترف به كدين ومعتقد

2- أن الدين الإسلامي يعترف بوجود ( عيسى بن مريم ) نبياً ورسولاً للمسيحية ، صحيح أيضاً أن هذا الاعتراف الإسلامي يخالف التصور المسيحي لشخصية عيسى المسيح باعتباره ابن الله أو أحد الأقانيم الثلاثة ، لكنه على الرغم من هذا الاختلاف في المفهوم فإن الإسلام يقر بوجود المسيح وببعثته وبنبوته بل ويطالب المسلمين أن يحترموا المسيح كنبي ورسول ويحرم الاستهانة أو السخرية أو التقليل من شأن الأنبياء والرسل جميعاً بمن فيهم المسيح عليه السلام ، في حين أن المسيحية لا تقر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم بل يذهب الكثير من أتباعها – وهذا ما نراه باستمرار – إلى الهجوم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم والسخرية منه ووصفه بأوصاف لا تليق ، وذلك يعد أحد أهم ملامح الخطاب المسيحي الراهن تجاه الإسلام ليس من رجال الشارع المسيحي بل حتى من رجال الكهنوت

3- أن الدين الإسلامي يعترف ويؤكد على وجود كتاب سماوي نزل على عيسى المسيح عليه السلام وهو ( الإنجيل ) وهو الكتاب المقدس لدى المسيحيين ، صحيح أيضاً أن الإسلام والمسلمين يرون ما هو موجود الآن لدى المسيحيين من إنجيل محرفاً ، لكنهم على الأقل يؤمنون بنزول الإنجيل وبأنه كتاب سماوي ، وذلك في الوقت الذي لا يؤمن فيه المسيحيون بأن القرآن الكريم هو كتاب سماوي منزل ، بل لقد أصبح منذ وقت بعيد وصف القرآن بأوصاف مشينة من أدبيات الخطاب المسيحي .

وبالمناسبة فإن الثلاث نقاط السابقة هي التي أباحت زواج المسلم من المسيحية ولكن بشروط وضوابط معينة ، وذلك لأن المسلم يعترف بوجود الديانة المسيحية ويقر بوجود النبي عيسى المسيح عليه السلام ويحترمه ويجله ، ويعترف بوجود كتاب سماوي منزل عليه وهو الإنجيل ، فذلك كله سيجعله يحترم ديانة زوجته المسيحية مهما كان مختلفاً معها في كثير من الأحكام والمبادئ ، في حين حظر الشرع الإسلامي زواج المسيحي بالمسلمة وذلك لأنه لا يتعرف بدينها ولا بنبيها ولا بكتابها السماوي مما يجعل مساحة التقبل قليلة بل منعدمة .

*** العنف والاضطهاد الحقيقي في التاريخ :

4- أما النقطة الرابعة والهامة وهي المرتبطة بوجود أحداث عنف أو اضطهاد إسلامي للمسيحيين ، فيمكننا أن نطرحها بكل ثقة ونقول بأن الدين والتاريخ الإسلامي يؤكدان على قدرة المسلمين في التعايش مع غير المسلمين وخاصة المسيحيين ، وأن نسبة الاضطهاد الإسلامي للمسيحيين – إذا ثبت أكثرها – فإنها لا تقارن مطلقاً بما عاشه المسيحيون في مراحل سابقة بداية من اضطهاد اليهود للمسيح ذاته ولمن آمن به في بداية دعوته ، ثم ما رآه المسيحيون الأوائل من اضطهاد روماني لكل أتباع المسيح والذي استمر إلى أكثر من ثلاثة قرون انتهى بتحول الإمبراطورية الرومانية إلى المسيحية ، والعجيب أن هذه الإمبراطورية التي أصبحت مسيحية قد مارست الاضطهاد والعنف منذ عام 312 م بعد أن جعل قسطنطين المسيحية هي الدين الرسمي للدولة ، حيث قام بكل أنواع الاضهاد هو ومن خلفه لغير المؤمنين بالمسيح مما جعل الكثيرين منهم يدخلون المسيحية وهم غير مؤمنين بل محتفظين بدياناتهم ومعتقداتهم في السر وذلك تجنباً للاضطهاد

بل والأغرب من ذلك هو وجود فترة للاضطهاد المسيحي المسيحي المبكر الذي بدأ منذ اختلاف الكنيسة الشرقية في مصر والشام مع الكنيسة الغربية في روما ، حيث قامت الكنيسة الرومانية باضطهاد أتباع الكنيسة الشرقية مع أنهم كلهم يؤمنون بالمسيح !!

ثم نأتي إلى العصور الوسطى ونطلع على الدور الذي قامت به الكنيسة الكاثوليكية الغربية في تكميم الأفواه وفي استغلال الناس وفيما يسمى بصكوك الغفران حتى أن القساوسة والرهبان قد تحولوا إلى ملاك وإقطاعيين وغير ذلك مما أظهر حركات مضادة للكنيسة على المستويات العلمية والفكرية ورأينا كيف تعاملت الكنيسة بكل عنف وإضطهاد مع كل رأي علمي أو فكري يخالف رأيها ، إضافة إلى ظهور حركات وآراء على المستوى الديني والعقائدي تخالف الكنيسة الكاثوليكية فظهر مارتن لوثر عام 1517 م وبعده كلفن وغيره إلى أن تبلور المذهب البروتستناتي ، وهنا نرى الشيء العجيب وهو حدوث صراع دموي عنيف بين الكنيستين الكاثوليكية وبين الكنيسة البروتوتستانتية الوليدة وصل إلى إندلاع حروب طاحنة بينهما أطلق عليها حرب الثلاثين عاماً !!

وهذه الحرب هي واحدة من سلسلة الحروب الدينية والعقائدية في العالم المسيحي وقد جرت بين عامي 1618 م وحتى عام 1648 م ولنا أن نذهب إلى كتب التاريخ لنرى حجم الدمار الذي لحق بدول أوربية عديدة على رأسها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا وحجم المجاعات والأمراض التي لحقت بالناس جراء هذه الحروب !!

ثم لا ننسى ارتباط الكنائس الأوربية بالحركات الاستعمارية التي مزقت أوصال العالم القديم والجديد على السواء والتي نتج عنها خراب ودمار واستنزاف لثروات الشعوب المستعمرة مازالت تعاني من ويلاتها وآثارها حتى الآن ..

وحتى في العصر الحديث لم ينقطع الاضطهاد المسيحي المسيحي وقد رأينا ما فعله بعض أتباع المذاهب المسيحية مع أتباع مذهب المورمون وتحديداً في عام 1844 م فقد هاجم هؤلاء ( جوزيف سميث ) رائد المذهب المورموني وقتلوه هو وشقيقه دون محاكمة ، ثم قاموا بإحراق كنائس المورمون وقتلوا الكثير من أتباعها واستولوا على ممتلكاتهم واضطهدوهم أشد ما يكون الاضطهاد !

فتاريخ المسلمين الذي يمتد إلى أكثر من ألف وأربعمائة عام لم يحتو على مثل هذه الصفحات من الدموية والعنف والاضهاد في علاقتهم بالمسيحيين ، بل الذي يدعو للدهشة والتساؤل هو أن علاقة اليهود بالمسيحية والمسيحيين قد شابها عبر تاريخ طويل مواقف عنف واضطهاد بداية من اتهام المسيحيين لليهود بقتل المسيح – حسب المعتقد المسيحي في صلب السيد المسيح – وعلى الرغم من ذلك فإننا نجد الكثير من باباوات الفاتيكان – الذين يطلب آخرهم حماية المسيحيين في مصر – نجدهم يقدمون الاعتذار لليهود على هذا الاتهام بل ويصدرون وثائق لتبرئة اليهود من دم المسيح على الرغم من أن أناجيل العهد الجديد تنص صراحة على غير ذلك ومنها قول بطرس لثلاثة آلاف من اليهود : ( يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم ) أعمال 2 : 36 أو قول بولس ( اليهود الذين قتلوا الرب يسوع وأنبياءهم واضطهدونا نحن ) تسالونيكي 1 ، 2 : 15 من الغريب أن يتم الالتفاف على هذه النصوص المباشرة والواضحة الدلالة ومخالفتها مخالفة صريحة لتخرج وثائق متتابعة من الفاتيكان تعلن براءة اليهود من دم المسيح !!

وإذا كان هناك من يقول بأن القرآن الكريم يحتوي على آيات تحض على العنف تجاه الآخر ، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى المطالبة بحذف هذه الآيات من مناهج التربية والتعليم ، فإننا هنا لن نرد عن القرآن الكريم تلك التهمة فالله كفيل بحفظه ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ولأن هذه القضية قتلت بحثاً ودراسة ، لكننا سنرد رداً مضاداً ونقول إذا أراد هؤلاء ذلك فعليهم أن يقرأوا الكثير من أسفار العهد القديم بل وحتى عبارات كثيرة من العهد الجديد .

انظر إلى سفر الخروج حيث يقول ( فإن ملاكي يسير أمامك ويجيء بك إلى الأموريين والحثيين والفرزيين والكنعانيين والحويين واليبوسيين فأبيدهم ) الخروج 23 : 23 ويقول ( بل تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم ) الخروج 34 : 13 ويقول : ( اعبروا في المدينة خلفه واقتلوا ، لا تترأف عيونكم ولا تعفوا ، اعلكوا الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء .. فابتدأوا يهلكون الرجال والشيوخ الموجودين أمام الهيكل .. فاندفعوا إلى المدينة وشرعوا يقتلون ) حزقيال 9 : 5- 7 إنها عبارات كثيرة جداً سيطول بنا المقام لو رحنا نتتبعها في الكتاب المقدس وخاصة في العهد القديم حيث تتكرر كلمات ( التدمير والتحطيم والإبادة واللعن والقتل والانتقام والثأر .. ) بشكل واضح فهل يمكن أن نطالب بحذف هذه العبارات من التعليم في الكنائس أو غير الكنائس ؟!!

ولهذا بعد أن استعرضنا النقاط السابقة يمكننا إعادة القول بل والتأكيد عليه بأن مساحة التقبل الإسلامي للوجود المسيحي أكثر بكثير مما تمنحه المسيحية للمسلمين ، وإن كان الانفجار الأخير قد ملأ حلوقنا بالغصة ونفوسنا بالمرارة والأسى.. فإننا لا نريد أن نحول العلاقة بيننا وبين المسيحيين إلى معركة وجود أو دعوة استئصال ، فمثل هذه المعركة لا يمكن في حقيقة الأمر أن تعرف من الذي انتصر فيها ، وإن كنا سنعرف بلا شك من سيكون المهزوم والخاسر .. إنه سيكون الوطن الذي يتسع باتساع رقعته إلى التعايش ..ويا مسيحي الوطن العقلاء نحن أسلم لكم فاحتموا بنا ، ففي ذلك أمنكم ، ولا تحتموا بغيرنا ففي ذلك هوان لكم وإضرار بنا ، فشريعتنا الإسلامية تحتضنكم بل وتحيطكم بسياج من الرعاية والأمن لا بأوهام العنف والاضطهاد . 

ليست هناك تعليقات:

رسالة إلى آل سعيهود و آل شخيخ!! ردوا إلينا الحرمين وقايضوهم بالهرمين سنطالب ب #التدويل_إذا_أصروا_على_التثميل #التقديس_يتنافى_مع_التدنيس

 رسالة إلى آل سعيهود و آل شخيخ!! ردوا إلينا الحرمين وقايضوهم بالهرمين سنطالب ب #التدويل_إذا_أصروا_على_التثميل   #التقديس_يتنافى_مع_التدنيس