السبت، ديسمبر 11، 2010

هل إستجاب الله لدعاء الشيخ الشعراوي،وكنا قدر مبارك فنصره وأعانه علينا؟!!سالم القطامي


برقية سرية من السفيرة الامريكية في القاهرة كشفتها ويكيليكس القت شكوكا على التوريث وقالت ان الرئيس يحض واشنطن على عزل ايران تمهيدا لمواجهتها:
مبارك سيموت رئيسا ويخشى مصير الشاه وسياسته قد تؤدي لاضطرابات وفراغ بالسلط10

 
 قالت برقية سرية بعثت بها السفيرة الامريكية في القاهرة مارغريت سكوبي الى واشنطن، كشف عنها موقع ويكيليكس، واطلعت 'القدس العربي' على نصها الاصلي في موقع صحيفة 'الغارديان' البريطانية، ان الرئيس المصري حسني مبارك يعتزم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وانه سيفوز فيها حتما، سيترك الحكم بالوفاة، وليس عبر انتخابات ديمقراطية، معتبرة انه لا توجد في مصر انتخابات نزيهة. وحسب البرقية التي من المتوقع ان تثير حرجا واسعا في القاهرة، ومزيدا من التعقيدات في العلاقات المصرية الامريكية التي عانت من التوتر مؤخرا، بسبب انتقادات واشنطن لما اعتبرته انتهاكات في الانتخابات التشريعية، فان جمال مبارك هو ابرز المرشحين لخلافة والده، الا انها لا تستبعد ان يكون اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة، او 'الحصان الاسود' عمرو موسى امين الجامعة العربية هو الخليفة المنتظر.
ولكن السفيرة الامريكية لاحظت ان مبارك يبدي تحفظا على ملف التوريث، وبررت ذلك بأن فكرة مبارك عن الحاكم القوي لكن العادل، التي يرى نفسه فيها، تضعف من صورة جمال بسبب افتقاده للخبرة العسكرية. واضافت ان الرئيس ربما يضع ثقته في الله والاجهزة الامنية والمؤسسة العسكرية لضمان انتقال سلس للسلطة، وتخلص الى انه لا احد يعلم حقا من سيكون خليفة مبارك رغم 'الوشوشات الكثيرة'.
ولكن سكوبي تحذر في موضع لاحق من البرقية قائلة 'ان مبارك برفضه المشاركة في السلطة، وفرض طوق حازم على كبار مساعديه، ينبئ باضطرابات ويخلق امكانية فراغ في السلطة بالبلاد.
واعتبر مراقبون، ان هذا الجزء من البرقية السرية التي ارسلت في ايار (مايو) 2009، بالاضافة الى ما قد يسببه من تغيير واشنطن لسفيرتها بالقاهرة، بعد ان اصبح صعبا استمرارها في عملها، الا انه يوضح قلقا امريكيا على مستقبل الاوضاع في مصر، ويلقي بظلال من الشك حول سيناريو التوريث، لسببين رئيسيين:
التأكيد ان مبارك لن يتخلى عن السلطة في حياته، ما يعني ان المؤسسة ليس هي من سيحدد الرئيس المقبل، وهذا سيناريو مفتوح لا يمكن التنبؤ بنتيجته.
الاشارة الى تحفظ الرئيس عن دعم سيناريو التوريث، ما يدعم التحليلات والتكهنات التي تحدثت حول وجود صراع بين معسكرين، احدهما مؤيد لتنازل الرئيس لجمال، والاخر يطالب الرئيس بالبقاء (الى اخر نفس) وتدعمه المؤسسة.
واشارت سكوبي الى ان مبارك 'رئيس فخور لامة فخورة' وانه يعتد كثيرا بالخبرة الطويلة التي يتمتع بها في ملفات الشرق الاوسط وصراعاته.
واضافت ان الرئيس يحب الاستماع الى الاطراء على مصر ومكانتها، ولا يعتد بالمجاملات الشخصية.
واعتبرت انه رجل واقعي ومحافظ ومجرب، وقادر على النجاة في ظروف صعبة مشيرة الى انه نجا من ثلاث محاولات للاغتيال على الاقل، وهو ليس لديه وقت لمحاولة تحقيق اهداف مثالية.
واعتبرت ان مبارك العلماني يرفض تدخل الدين في السياسة، ويرى ان الضغوط الامريكية على مصر لاعتماد اصلاحات سياسية تقوم على اسس غير صحيحة.
واشارت الى انه يستشهد عادة بما حدث لشاه ايران عندما ضغطت عليه واشنطن لادخال اصلاحات سياسية، ما ادى الى سقوط حكمه وقيام نظام ثوري اسلامي في مكانه.
وتقول سكوبي: نعتقد الآن انه يخشى انهيار باكستان ووقوعها في ايدي طالبان وهو يضع اللوم على واشنطن لانها اصرت على خطوات ادت الى اضعاف الجنرال مشرف.
وتضيف: وبالرغم من انه يعرف ان الرئيس السوداني البشير ارتكب اخطاء كبرى عديدة، الا انه لا يستطيع العمل لاطاحته من الحكم.
وحول اسلوب عمله، قالت ان مبارك لا يملك مستشارا يستطيع الحديث باسمه كما انه منع ايا من مساعديه من تجاوز صلاحياتهم.
واشارت الى انه يثق في خطط وزير الداخلية حبيب العادلي ومدير المخابرات اللواء عمر سليمان للتعامل مع 'مسببي المشاكل' في الداخل.
وبالنسبة للجيش فانه واثق من قدرته على مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين ويبدو حادا بشكل معقول، كما ان قادته راضون عما يتمتعون به من امتيازات حسب تعبير البرقية.
وتشدد البرقية السرية على ان مصر ما زالت قوة اقتصادية وسياسية وثقافية كبرى ورغم ذلك فان المشاكل الاقتصادية تسببت في اصابة كثير من المصريين بالغضب والاستياء وتشير الى ان الدخل القومي المصري كان مساويا للدخل القومي لكوريا الجنوبية، اما الان فانه اصبح يقارن بدخل اندونيسيا.
واشارت الى ان العام 2008 شهد اضطرابات خبز للمرة الاولى منذ عام 1977، وان النظام استخدم سياسة القبضة الحديدية ضد دعاة الاصلاح، وخاصة جماعة 'الاخوان المسلمين' التي ما زال نفوذها يتزايد.
وتوقعت سكوبي ان يقوم مبارك بانتقاد سورية وقطر بشكل خاص اثناء زيارته لواشنطن، باعتبارهما تابعتين لايران وانه ربما يسأل عن خطة واشنطن للاشتباك مع سورية، وانه قد يعرض التعاون في ذلك.
واعتبرت ان النظام المصري مستعد للعمل مع اسرائيل ضد 'المتعاونين' مع ايران، خاصة بعد اكتشاف خلية حزب الله في مصر. وتوقعت ان يقوم مبارك بحض واشنطن على عزل طهران، تمهيدا لمواجهتها.
مصر: هل من صنّع الأغلبية والمعارضة يستطيع أن يُصنّع شعبا؟ 0

 
يقول العارفون بأمر التاريخ وفلسفته، وأصول الاجتماع الإنساني وقوانينه؛ يقول هؤلاء ان التاريخ لا يكرر نفسه وإذا تكرر فإنه في المرة الأولى يأتي في صورة مأساة، وإذا ما عاد ثانية يكون في شكل ملهاة. وتاريخ الانتخابات دائم التكرار، ويعيد نفسه بشكل عقيم ورتيب طوال عقود ثلاثة مضت.
وتجاوز في تكراره طَوْري المأساة والملهاة بمراحل، وهذا التكرار حوله إلى فجور. واعتمادا على هذا القياس نستطيع أن ندعي بأن ما شهدته مصر في الجولة الأولى للانتخابات في الثامن والعشرين من الشهر الماضي وجولة الإعادة في الخامس من هذا الشهر؛ شهدت أقصى درجات ذلك الفجور، وتخطت كل صور التدليس والفساد والتزوير والترويع والغباء والعنف، وسوف يجد هذا الحال من يصفه يوم افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة؛ بكل ما تأكد فيها من بطلان، بأوصاف لا علاقة لها بالحقيقة والواقع.
وسوف يقف كبيرهم؛ سعيدا منتشيا؛ مدعيا أن مصر شهدت انتخابات هي الأكثر نزاهة في تاريخها، والأكثر تعبيرا عن شعبها؛ منذ أن عرف المجالس النيابية والتمثيلية. وقد يعود بنا إلى البدايات مع أول مجالس عينها نابليون بونابرت؛ فور غزو قواته واحتلالها لمصر؛ وهي المجالس التي عُرفت باسم دواوين الأقاليم في المديريات (المسمى القديم للمحافظات) والديوان العام في القاهرة، فيما بين 1798 حتى 1801، يعود بنا إلى ذلك الوقت حتى يومنا هذا. مع أن مقارنة ما يجرى اليوم بما تم إبان فترة الاحتلال الفرنسي، أو إبان غيرها من الفترات، كلها لا محل له من الإعراب السياسي والأخلاقي.
لنترك ما يمكن أن يقوله حسني مبارك خلال الأيام القليلة القادمة، ولا أريد أن أكرر كلاما تردد كثيرا عن بطلان مجلس الشعب القادم من عدمه، فما قرره القضاء بأحكامه الحاسمة والنزيهة يقطع كل قول. فكلمته فاصلة وأخيرة. وإذا كان مجلس الدولة بكافة درجاته قد أكد بطلان العملية الانتخابية برمتها، لم تكن الأحكامه مبنية على وقائع التزوير الثابتة، وبنيت على ما سبقها من عوار إجراءات وترتيبات سبقت العملية الانتخابية ذاتها، ومن خلل في الأسس والقواعد التي قامت عليها؛ من عدم قانونية وعدم دستورية إجراءات الإعلان عنها، وترتيبات التوقيت والعزل الأمني للمرشحين وشطبهم من قوائم الترشيح، وما تبع ذلك من أحكام صدرت تبطل ذلك العزل، وعدم إعادة قيد المستبعدين مرة أخرى بجداول المرشحين. وبدا ذلك منطقيا في ظل تشكيل لجنة عامة أوكلت لها مهمة الإشراف على الانتخابات، ورأسها أحد أقارب حسني مبارك، ومن أبناء قريته كفر المصيلحة بمحافظة المنوفية، وهي المحافظة التي حور الشباب اسمها، وجعلوها بديلا للجمهورية، فيقولون: 'منوفية مصر العربية'؛ بدلا من جمهورية مصر العربية؛ سخرية واستهزاء بما آلت إليه الأوضاع وتحول الحكم إلى حكم وراثي. انتهى فيه النظام الجمهوري عمليا.
المشهد العام لما بعد الجولة الثانية بدا مزريا ومخجلا، بما احتواه من مظاهر وظواهر ليست مألوفة، ناتجة عن إمساك جمال مبارك من خلال ذراعه الأيمن والأكثر بطشا أحمد عز؛ محتكر الحديد وأمين تنظيم الحزب الحاكم؛ إمساكه بمفاتيح إفساد العملية الانتخابية؛ الاستعانة بالبلطجية، والإشراف على توزيعهم بين الدوائر، وتمويل شراء الأصوات ورشوة الناخبين، وتوجيه قوات الشرطة وأجهزة الأمن ضد الخصوم، وبدا ضباط وجنود شرطة الداخلية، وعلى رأسهم وزيرهم موظفين تابعين له ويأتمرون بأمره. ولأني ركزت اهتمامي على معرفة رأي الشباب غير المسيس وغير المنتمي إلى أحزاب، وممن ليست لهم علاقة بحركات الاحتجاج والإضرابات المنتشرة في أنحاء مصر. ولفت نظري رأي شاب لم يصل الثلاثين بعد، وهو ممن بدأوا حياتهم العملية القصيرة ضابطا في الشرطة، وترك عمله البوليسي للعمل في واحدة من الهيئات القضائية، وحين أردت استطلاع رأيه قال: رأيي إن الانتخابات كانت مهزلة.
لذا لم تضع المعركة أوزارها؛ فما زالت نيرانها مشتعلة على المستويات السياسية والعائلية والقبلية والطائفية في طول البلاد وعرضها. خلفت وما زالت ضحايا عديدين، ومع ذلك تجد أن أهل الحكم سعداء بأعمالهم وفضائحهم، ونستطيع تلمُّس ذلك من ظواهر ومظاهر شاعت في أثناء الانتخابات؛ لم تشهدها مصر منذ ما قبل 1952، كظاهرة إحراق صناديق الانتخابات والسطو على مقرات اللجان الانتخابية وتحطيمها، وما تبعها من انسحاب كثير من المرشحين خلال إجراء الانتخابات، بجانب مظاهر أخرى متنوعة. والأكثرى لفتا للأنظار من كل هذا هو ما جرى للأحزاب؛ بدأت فيها انفجارات وانشقاقات بدت وكأنها تعبر عن عدم قدرة أعضائها على تحمل ضعفها الذي تفاقم أكثر من اللازم، حتى الأحزاب التي عادت إليها الروح، مثل حزب الوفد لم تسلم هي الأخرى من الانفجارات والتوترات.
ويجب ألا ننسى ما جرى لأيمن نور وحزب الغد ونعمان جمعة وحزب الوفد بعد انتخابات 2005 وما جرى لكل منهما لمجرد أنهما نافسا حسني مبارك على الرئاسة منافسة حقيقية، وكان الثمن اتهام أيمن نور بالتزوير والسطو على حزبه وإحراقه، وتفجرت الأوضاع بداخل الوفد وصلت حد استخدام السلاح وسقوط جرحى ومصابين بين الأعضاء وحرق المقر الرئيسي بالقاهرة، ومن المتوقع أن تكون الانفجارات هذه المرة على نطاق أشمل وأوسع، وامتدت إلى حزبي التجمع والناصري، ولا يُستثنى من ذلك الحزب الحاكم ولا الإخوان المسلمون.
وبالنسبة للحزب الحاكم فإن بعض ما يجري داخله يمكن استنتاجه مما نشر عن 'انقلاب قصر' داخل أروقته وبين قياداته لعماد الدين حسين في صحيفة 'الشروق' المصرية يوم الأربعاء الماضي؛ وكشف الكاتب خطة كان وضعها صفوت الشريف الأمين العام للحزب الحاكم؛ تضمن حصول الحزب على ثلثي مقاعد مجلس الشعب، دون إحداث هزات كبرى، وتسمح بنسبة مقاعد مناسبة لأحزاب المعارضة الرئيسية، ثمنا لرفضها مقاطعة الانتخابات وقبولها بالمشاركة فيها؛ وهي أحزاب الوفد والتجمع والناصري، وتقليص عدد مقاعد الإخوان المسلمين وليس إقصاؤهم بالكامل، لتكون المنافسة في انتخابات الرئاسة القادمة بين مرشح الحزب الحاكم وشخصيات مثل السيد البدوي ورفعت السعيد أو سامح عاشور، وليس أشخاصا من نوع محمد عبد العال وموسى مصطفى موسى ورجب هلال حميدة، كما أشار الكاتب.
وأضاف أن تيار لجنة السياسات، وهو يعني جمال مبارك وحاشيته، لم تعجبه تلك 'الهندسة الانتخابية' على حد تعبيره، وقام بـ'التطهير السياسي' اللازم بشكل كامل؛ كوصفنا لما حدث في مقال السبت الماضي؛ به أبيدت المعارضة، وأقيم على أشلائها مسخ تشريعي؛ مهمته تسمية الرئيس المقبل لمصر!!
والنتيجة تصنيع برلمان معقم بلا معارضة، ولما اكتشفت المعارضة مخطط 'التطهير السياسي' وسراب وعد حسني مبارك انسحبت، وتفتق ذهن عباقرة لجنة جمال مبارك المعروفة باسم لجنة السياسات عن مخطط مقابل، يرى أنهم ما داموا قد تمكنوا من تصنيع أغلبية فهم يستطيعون تصنيع معارضة بنفس الأسلوب، وهو ما قاموا به في الجولة الثانية، وزوروا لصالح عدد من عناصر المعارضة إنقاذا للموقف، وبدا العمل مضحكا وساخرا في نفس الوقت؛ صُنّعت معارضة من أحزاب صغيرة أو ورقية، وجلبوا إلى صفوفها من جرمه القانون وأدانه وصدرت ضده أحكام مخلة بالشرف، وبدأت برئيس حزب التكافل الاجتماعي، النائب الجديد لدائرة إمبابة القريبة من القاهرة في الجولة الأولى، وكذا مرشح حزب الغد المنشق، جناح موسى مصطفى موسى المناوئ لأيمن نور في دائرة عابدين بالقاهرة، وفي جولة الإعادة أختاروا مرشحي حزب الجيل وحزب السلام.
المسؤولية لا تقع على جمال مبارك وبطانته فقط، وتقع بنفس الدرجة على الأحزاب التي شاركت في الانتخابات وكسرت إئتلاف المقاطعة، أملا في صفقة لم تتم. وكان من المفترض أن تحصل بموجبها على نصيب من تركة الإخوان المسلمين، التي كانت في البرلمان السابق، وكشفت تصريحات وردت على لسان معارضين راهنوا على وعد حسني مبارك بالنزاهة، في ظروف لم تبد فيها بادرة واحدة على صدقه، وفي الوقت الذي كانت تُطلق فيه التصريحات عن النزاهة كانت الخطوات تجري على قدم وساق لإغلاق كل منافذ التعبير والرأي، وتجريم كل أنواع الرقابة السياسية والقضائية والقانونية والدولية، وبدت المؤشرات واضحة لمن له عين، لكن الصفقات الوهمية أًصابت أبصار الذين تعلقوا بها بالعمى، ودفعوا الثمن غاليا. وكان حديث قادة الوفد والتجمع الأكثر وضوحا على ذلك الوعد والوهم.
ومن تابع تصريحات السيد البدوي وبعض قادة حزب الوفد، واستمعوا إلى ما ورد في المقابلة التي تمت مع طاهر أبوزيد لاعب الكرة الشهير يوم الاثنين الماضي في برنامج العاشرة مساء على فضائية دريم 2، وقد كان مرشحا عن حزب الوفد عن دائرة الساحل القاهرية، وما صرح به رفعت السعيد يكتشف أنهم خدعوا أنفسهم قبل أن يخدعوا الآخرين.
وهذا يحمل شبهة تواطؤ بين فصائل المعارضة، التي قبلت المشاركة دون ضمانات تذكر، وحين شعرت بالخطر من مخطط 'التطهير السياسي' ولت الأدبار، لكن ذلك جاء متأخرا، وعزز فساد الحكم، ومنح انتخاباته شرعية ليست لها، على الأقل في جولتها الأولى، وأغرى تصنيع المعارضة بالاستغراق في تصنيع واقع سياسي وهمي، قامت به طبقة هي الأخرى صُنعت لتكون قاعدة اجتماعية واقتصادية مساندة لمبارك الابن؛ لا علاقة لها بالطبقات بمعناها الاجتماعي والسياسي السليم؛ امتصت دم المجتمع وألقت به خارجه. ولم تكن سوى فطريات وطفيليات طفت على جسد المجتمع المصري؛ ونشرت فيه العلل والأمراض.
ويبدو أن تصنيع أغلبية ومعارضة داخل برلمان فاقد الشرعية والمشروعية أغرى جمال مبارك ومساعده بقدرتهما على تصنيع شعب؛ يكون طوع البنان، ويستجيب لأطماع انتخابات الرئاسة القادمة. فهل هذا ممكن؟!
ويكيليكس: السفيرة الامريكية في مصر قالت انه لا توجد انتخابات نزيهة ومبارك لا يثق في قدرات جمال وسيبقى في الحكم مدى الحياة0

 
 نقلت صحيفة 'الغارديان' البريطانية عن وثائق سربها موقع ويكيليكس انه من المرجح ان يعاد انتخاب الرئيس المصري حسني مبارك للرئاسة مرة اخرى العام المقبل وان يبقى في السلطة طوال حياته.
وجاءت هذه المعلومات في وثيقة امريكية دبلوماسية اعدتها السفيرة الامريكية في القاهرة مارغريت سكوبي ونشرها موقع ويكيليكس، حسبما ذكرت الصحيفة في وقت متأخر من الخميس.
ولمحت البرقية التي كتبت في ايار/مايو قبل زيارة مبارك الى واشنطن، ان الانتخابات الرئاسية التي ستجري في مصر في 2011 'لن تكون حرة ولا نزيهة'.
وقالت الصحيفة ان 'رأي سكوبي الصريح كان ان مبارك .. من المرجح ان يقضي اخر ايام حياته في السلطة بدلا من التنحي طوعا او من خلال انتخابات ديموقراطية'.
وجاء في البرقية ان 'الانتخابات الرئاسية المقبلة ستجري في 2011، واذا كان مبارك لا يزال حيا، فانه من المرجح ان يرشح نفسه مرة اخرى ويفوز دون اي شك'.
واضافت انه 'رغم المناقشات الواسعة والمتواصلة، فلا احد في مصر متأكد من سيخلف مبارك او تحت اي ظروف'.
ويعتبر جمال نجل الرئيس مبارك، المصرفي البالغ من العمر 47 عاما والذي ترقى في صفوف الحزب الوطني الحاكم، 'المرشح المرجح' لمنصب الرئاسة اضافة الى رئيس الاستخبارات عمر سليمان والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
وقالت الصحيفة ان 'صورة مبارك كقائد قوي ولكن نزيه تضعف من موقف جمال نوعا ما، نظرا لافتقار جمال الى الخبرة العسكرية، وربما يفسر ذلك امتناع مبارك عن التدخل في مسألة الخلافة'. واضافت 'ويبدو انه (مبارك) يعتمد على الله وعلى الجيش القوي واجهزة الامن المدنية لضمان انتقال السلطة بشكل سلس'.
ولم يعلن مبارك، الذي خضع في اذار/مارس لعملية لازالة المرارة وزوائد لحمية في الامعاء، بعد عن ما اذا كان سيرشح نفسه للانتخابات الرئاسية.
وفي الوقت الذي كتبت فيه البرقية، وصف مبارك بانه 'في صحة جيدة، واكثر مشكلة صحية يمكن ملاحظتها هي ضعف السمع في اذنه اليسرى.
ويأتي نشر هذه البرقية عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت في مصر في 28 تشرين الثاني/نوفمبر و5 كانون الاول/ديسمبر التي فاز فيها حزب الرئيس مبارك بالاغلبية الساحقة حيث حصل على 420 مقعدا من اصل 508 مقاعد، مما عزز قبضته قبل الانتخابات الرئاسية.
وفاز المستقلون بسبعين مقعدا فيما لم تحصل احزاب المعارضة سوى على 14 مقعدا بعد ان قاطع معظمها الانتخابات التي قال عنها مراقبون انه شابتها اعمال تزوير واسعة، فيما اعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأنها. ورفضت القاهرة مزاعم التزوير ووصفت انتقادات حليفتها للانتخابات بانها 'تدخل غير مقبول' في الشؤون الداخلية.
وتصف البرقية مبارك بانه 'رجل مجرب وواقعي حقيقي وحذر ومحافظ بطبيعته، وليس لديه وقت للاهداف المثالية'.
وقالت البرقية ان 'مبارك ليس لديه شخص مقرب او مستشار يمكنه ان يتحدث باسمه بحق، كما انه منع ايا من مستشاريه الرئيسيين من العمل خارج نطاق السلطة الذي حدده لهم بشكل دقيق'.
واضافت البرقية ان 'جمال مبارك وعددا من وزراء الاقتصاد يساهمون بارائهم في الامور الاقتصادية والتجارية، الا انه من المرجح ان يقاوم مبارك اية اصلاحات جديدة للاقتصاد اذا ما رأى انها ستضر بالامن العام والاستقرار' في البلاد.
ووصفت البرقية مبارك بانه 'مصري علماني كلاسيكي يكره التطرف والتدخل الديني في السياسة' وتمثل حركة الاخوان المسلمين المعارضة 'الاسوأ' بالنسبة له.
وكانت جماعة الاخوان المسلمين فازت بخُمس مقاعد البرلمان في الانتخابات التي جرت عام 2005 الا انها فشلت في الحصول على اي مقعد في الانتخابات الاخيرة.
كما تطرقت البرقية لدور مصر في النزاعات الاقليمية بما فيها عملية السلام في الشرق الاوسط والعراق. كما لخصت رأي مبارك في الرئيس الامريكي السابق جورج بوش.
وقالت ان 'مبارك اعتبر الرئيس بوش بانه شخص ساذج يخضع لسيطرة مساعديه ولم يكن مستعدا مطلقا للتعامل مع العراق في فترة ما بعد صدام خاصة مع تزايد النفوذ الايراني في المنطقة'. 

استبعد تماما أن يحل الرئيس مبارك مجلس الشعب الذي تحوم حوله شبهة البطلان في أحسن الأحوال أو هو باطل فعلا نتيجة لأحكام القضاء الإداري الكثيرة التي سبقت الانتخابات وتجعله غير قائم أصلا.
مبارك سيجتمع غدا مع أعضاء الهيئة البرلمانية الجديدة لحزبه للاتفاق على تشكيلات المجلس الجديد، وهذا يعني أنه لا يفكر بالمرة في ما يعتقده أو يحلم به البعض. سرور نفسه الذي يثق الرئيس في قدراته الفذة كترزي قوانين اعتبر الأقوال ببطلان مجلس الشعب مجرد آراء سياسية وليست قانونية.
من المفيد جدا لكي نتوقع ما يفكر فيه الرئيس مبارك بشأن المرحلة المقبلة أن نقرأ ما تسرب عنه من وثائق ويكيليكس. أولا نستنتج من نصيحته للأمريكيين باختيار ديكتاتور عادل لحكم العراق أنه لا يفكر في الديمقراطية التعددية لبلده ويستبعدها تماما خلال الست سنوات القادمة التي تبدأ من نوفمبر 2011 عقب الانتخابات الرئاسية.
يبدو أن الأمريكيين يصدقون تلك النصيحة بالنسبة لمصر. فصحيفة وول ستريت جورنال رشحت اسم الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني وأحد رجالات حرب أكتوبر لخلافة الرئيس مبارك المحتملة، مستندة في ذلك على رأي لمصدر في الحزب الوطني الحاكم لم تكشف عنه، ولكونه رجلا عسكريا يحظى بتأييد المؤسسة الأقوى.
أمس تسربت وثيقة تخص السفيرة الأمريكية في القاهرة تؤكد أن مبارك سيحكم مصر حتى رحيله عن الحياة ولن يحدد في حياته اسما معينا خليفة له سواء نجله جمال أو أي شخصية أخرى.
قد تكون قراءة الوثيقة كافية لتبرير الطريقة الشرسة التي أدارت بها مجموعة جمال مبارك انتخابات مجلس الشعب واطلاق يد التزوير وتجاهل أحكام القضاء.
هناك معسكر الرئيس وحده الذي لا يريد حتى الآن الإقرار بالتوريث، لكنه لا يرفضه تماما ويتركه للغيب. إنها الإجابة الواضحة بإشارته إلى السماء وقوله "الله أعلم" عندما سئل في إحدى زياراته الخارجية عن خلافته.
وهناك معسكر جمال الذي يقوده عز في المرحلة الراهنة، ويخشى أن تؤول السلطة لشخص آخر غير متوقع، وبالتالي ستكون مكاسب هذه المجموعة المهيمنة على الإقتصاد والثروة مهددة بكاملها.
تقول السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبي في برقية دبلوماسية سرية بتاريخ مايو إلى 2009 إلى وزيرة الخارجية هيلاري كيلنتون "من المرجح أن يترشح الرئيس حسني مبارك الذي يتولى السلطة منذ 1981، لولاية سادسة في 2011 وسيفوز حتما ويبقى في منصبه حتى وفاته".
وتضيف "برغم المناقشات الهامسة المتواصلة فلا يوجد أحد في مصرعلى يقين بمن سيخلف مبارك في نهاية المطاف ولا تحت أي ظروف. ويرى مسئولون أنه سيسعى لفترة ولاية سادسة إذا كان قادرا على ذلك".
وتقول أيضا "إذا لم يترشح مبارك يتوقع كثيرون أن نجله جمال قد يخوض انتخابات الرئاسة أو أن يظهر مرشح آخر له خلفية عسكرية. يبدو أن نموذج مبارك كزعيم قوي ولكنه عادل سيستبعد فيما يبدو نجله جمال إلى حد ما، مع الوضع في الاعتبار افتقار جمال للخبرة العسكرية. وقد يفسر ذلك عدم تدخل مبارك في مسألة الخلافة".
ثم تستطرد السفيرة الأمريكية "في الواقع يبدو أنه يضع ثقته في الله والجيش الموجود في كل مكان والخدمات الأمنية المدنية لضمان انتقال سلس للسلطة. إن مبارك كثيرا ما قاوم دعوات أمريكية لمصر لادخال إصلاحات سياسية وتخفيف السيطرة المتفشية لقوات الأمن".
ووصفت مبارك بأنه "واقعي موثوق وحقيقي وحذر بالفطرة ومحافظ ولديه القليل من الوقت لتحقيق الأهداف المثالية". وفي نهاية برقيتها تقول سكوبي: تباطأت قوة دفع الإصلاح الاقتصادي وفشلت معدلات الناتج المحلي الاجمالي المرتفعة في السنوات الأخيرة من انتشال الطبقات الدنيا في مصر من براثن الفقر. معدلات التضخم المرتفعة والاضطراب المالي العالمي نجم عنهما فقر مدقع وفقدان للوظائف".
في الفقرة الأخيرة نشتم هرولة معسكر جمال للوصول إلى السلطة عبر مجموعته من رجال البزنس التي يقودها أحمد عز والتي فشلت في تقديم حلول إدارية وعملية ناجعة للرئيس مبارك.
هذه الهرولة فتحت بدون وعي باب التزوير في انتخابات مجلس الشعب على مصراعيها.
معسكر "جمال" يخشى المستقبل ويعتقد بخبراته السياسية القليلة إن معارضة قوية تقوض فرصه. 
إذا كنت عايز تعرف قيمتك في عين نظامك!قارن بين تعويضين،وأصرخ وقول منه العوض وعليه العوض،في مبارك وعصابته!!!وزارة السياحة تعوض مؤقتا الضحايا المصابين من“القرش القاتل” بـ ٥٠٠٠٠ ألف دولارأمريكي للمصاب الواحد٣٠٠٠٠٠جنيه مؤقتا وللمصاب ،مصنع طلخا للأسمدة يقرر صرف تعويضات لأسر العمال المتوفين والمصابين في انفجار الغلايات فيتعطف رئيس الشركة بصرف 6 أشهريعني ٣٠٠جنيه في الشهر تعويض للمصابين و9 أشهريعني لحالات الوفاة بس !!،هو دا ثمن المصري في عين نظامه!!!!!!سالم القطامي

ليست هناك تعليقات:

ينتزع اللقب بفارق نقطتين عن أرسنال.في سبع سنوات أفوز بلقب الدوري الإنجليزي ست مرات

    أشاد جوسيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي بإنجاز تتويج فريقه بلقب الدوري الإنكليزي لكرة القدم للمرة الرابعة على التوالي. وبات مانش...