الجمعة، أكتوبر 15، 2010

إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"







الشيخ محمد الغزالي

أثارت "الفتوى" التي أطلقها د. محمد عبد الغنى شامة، مستشار وزير الأوقاف المصري للثقافة، باعتبار الرأي القائل بأن المرتد عن الإسلام يقتل هو "رأى ضعيف"، ولم يرد في القرآن نص يقضى بذلك بل يجب على السلطات حمايته وتأمينه، عاصفة جدل خطيرة.

فرغم استناد شامة إلى قول الله تعالى "إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا"، موضحا أنه لا سلطان على حرية العقيدة لدى الأشخاص.
ففي حين هلل كثيرون لهذا الرأي واعتبروه ضمانة جديدة لحرية العقيدة، إلا أن هذا الرأي تسبب في تذمر عدد كبير من أئمة وخطباء وزارة الأوقاف الذين حضروا افتتاح الدورة الجديدة للموسم الثقافي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والذي غاب عنه الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف، خصوصا أن وزير الأوقاف نفسه وليس مستشاره لا يعتبر مصدرا للفتوى المخولة بدار الإفتاء المصرية أو مشيخة الأزهر الشريف.
وتتركز أهم حيثيات الجدل المثار على خطورة هذه الفتوى أنها تأتي في وقت بالغ الحساسية في أعقاب ظهور عدة حالات بين مسلمين دخلوا في الديانة المسيحية، وذلك تحت ضغوط ربما يصادفها آلاف الشباب المسلمين من فقر وبطالة.
كما تأتي هذه الآراء كحجة للمتربصين بالدين الإسلامي الذي يتهمه أعداؤه بالتعصب رغم ما يعرفه القاصي قبل الداني من أن التسامح هو أهم سمات الدين الحنيف، لكن لا بد من وضع ضوابط لهذه المسألة خصوصا في ظل أجواء يراها الكثيرون محتقنة بين عنصري الأمة المسلمين والمسيحيين.
وقد ندد كثيرون برأي شامة مستحضرين شهادة العالم الإسلامي الجليل الشيخ محمد الغزالي أمام القضاء في أعقاب اغتيال المفكر فرج فودة حيث اعتبره الغزالي "كافرا ومرتدا" لما جهر به من أفكار ودون من كتابات.


فرج فودة


وفي شهادة الشيخ محمد الغزالي في أثناء محاكمة القاتل أفتى بجواز "أن يقوم أفراد الأمة بإقامة الحدود عند تعطيلها..وإن كان هذا افتياتا على حق السلطة،..ولكن ليس عليه عقوبة، وهذا يعني أنه لا يجوز قتل من قتل فرج فودة" حسب تعبيره.
وبهذا اعتبر موقف الغزالي مدافعا عن قاتلي فودة حين قال: "أنهم أدوا الفريضة،.لأن فرج فودة قال وكتب ما يخرجه عن دينه ويضعه في حكم المرتدٌّ، وأنّ من قتله يعتبر مفتئتاً على السلطان أي لا توجب عليه عقوبة" حسب تفسيره، ولو احتكمنا لرأي شامة بعدم قتل المرتد فإن هناك من يقول أن الغزالي قد أهدر دم قاتل فودة الذي اعتبره مرتدا ظلما.
وبشكل عام يصنف علماء الإسلام المرتد على نوعين:

نوع كتم كفره ورِدته ,و لا يُعلم عنه ما يخالف الإسلام، وهذا لا علاقة لنا به, فنحن لا نشق عن قلوب الناس ونتعامل بما ظهر منه ونكل سره إلى الله عز وجل.

ونوع جَاهرَ بكفره وأظهر رِدته وبدأ يطالب بأن يوضع على بطاقته الشخصية بأنه مرتد هذا إنسان خرج عن نطاق الحرية الشخصية التي يكتمها إلى إطار العلنية في الكفر والفتنة في المجتمع فهذا الذي يقع تحت طائلة قانون العقوبات تلك العقوبات التي يتولاها القضاء ويحقق فيها ويتحرى عنها وعن دلائلها وبياناتها وشهودها.

ويرى العلماء أن الذين ينكرون عقوبة الردة في الإسلام يُجّهلون الأمة الإسلامية على مدى أكثر من أربعة عشر قرناً، كون هؤلاء جميعا جهلاء لأنهم لم يفهموا أن الرِدة ليس فيها نص شرعي، مع أن دلائل القرآن والسنة قائمة وواضحة وصريحة على عقوبة الردة.
 ويدلل أصحاب هذا الرأي ببعض آيات القرآن الكريم ومن بينها:

قال الله تعالى "لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا"

من هم هؤلاء ...هم المرتدون ....المنافقون، الذين في قلوبهم مرض هم مرتدون...المرجفون في المدينة ......مرتدون.

فهؤلاء مرتدون كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ,فربنا حكم عليهم وقال أينما ثقفوا أُخذوا وقتِّلوا تقتيلاً. فهذه الآية صريحة في حكم قتل المرتدين , وهم المنافقون والذين في قلوبهم مرض , فهؤلاء يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر. وكشف الله دواخل نفوسهم وحكم بتقتيلهم.
ويذكرون بقول الله تعالى أيضا:
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المصير"
فمن هم المنافقون إلا المرتدون ..وما معنى أُغلظ عليهم إلا القتال والقتل.
الآية الكريمة التي يُستدل بها على حد الحرابة وهي قول الله تعالى: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"

ليست هناك تعليقات:

واقع الحقوق والحريات في تونس يتسم بـ"الهشاشة " وذلك لسببين أولهما الجانب التشريعي في البلاد وثانيهما الممارسات السياسية على أرض الواقع.

  واقع الحقوق والحريات في تونس يتسم بـ"الهشاشة " وذلك لسببين أولهما الجانب التشريعي في البلاد وثانيهما الممارسات السياسية على أرض ...