فضيحتان .. أو كارثتان شهدتهما مصر خلال الأسبوع الماضى شملا انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان بمصر ولآدمية من تعرض للأذى ..
أما الكارثة الأولى فشهدت واقعةً ما كان ينبغى
لها أن تمر هكذا مرور الكرام فى بلد يزعم طبالوا ومزمروا الإعلام " القومى "
أنها تشهد حرية وديمقراطية غير مسبوقة ..
تمثلت الكارثة فى الاعتداء على طالبة الأزهر بالزقازيق " سمية أشرف " .. ذروة الكارثة أن الاعتداء جاء ممن يفترض فيه حماية هذه الطالبة وافتداؤها من أى عدوان أو أذى ممكن أن يقع عليها ..
الاعتداء أتى من ضابط الحرس على بوابة جامعتها ركلاً بالأقدام فى بطنها حتى أصابها النزيف الداخلى ، وصفعاً باليد وضرباً بالعصا !!!
الانتهاك الثانى كان لسائق التاكسى بالمنصورة
.. أيضاً من الجهة المنوط بها حمايته وإرشاده والتعاون معه .. كانت من
رجال المرور .. ركلاً بالأقدام ولكماً وصفعاً ورجماً بالحجارة ، فى سفور
شديد وبشاعة تتجاوز كل الأعراف .
وقفات
ولنا مع هذين الانتهاكين ثلاث وقفات .. وصرخة ..
وقبلهم ملاحظة عجيبة .. تمثلت فى الاعتداء المشين الذى تعرض له رجلى أمن من
قبل الجمهور التونسى " الشقيق " أثناء مباراة الأهلى والترجى الأسبوع قبل
الماضى والتى ختمت أحداثها بعفو " رئاسى " رحيم رحيب كريم !!!
والرابط بين الملاحظة هنا وبين موضوع المقالة الرئيسى هو كرامة رجال الأمن .. هنا فى مصر أعزة على المصريين شداد أقوياء منتهكين
.. وإذا أراد من انتهكت حرمته أن يسترد حقه فلا مجيب .. وحين يقع الاعتداء
من غير المصريين ، رغم أنه اعتداء إجرامى وحشى بشع ، فلا تجد إلا العفو
والذلة والتواضع .. وكأن القائمين على الأمر بمصر يريدون أن يثبتوا صدق
الشاعر حين قال :
أسد على وفى الحروب نعامة ... ربداء تجفل من صفير الصافر .
أما الوقفة الأولى فهى عن رجال الداخلية الأشاوس الأشداء الذين يعتبروننا نحن المصريين أعداءهم الألداء ..
وإن كان أحد يشك فى فرضيتى هذه فليفسر لى هذا الكم الرهيب من الانتهاكات بلا رابط ولا ضابط ولا رقيب ولا محاسب .
أنا هنا أتساءل عن الحشو الذى ملؤوا به ذهن رجال الداخلية فى معاهدهم
وأكاديمياتهم أو منتدياتهم الخاصة .. كيف يصل أداء رجل الداخلية لهذا
المستوى المنحط من الآدمية ..
إنى أسائل نفسى وأتساءل معك عزيزى القارئ بعد أن شاهدت الكليبات أكثر من عشرين مرة لكل كليب ..
أتساءل : أى مستوى أو درك من
الانحطاط والتسفل والخسة وصل إليه هذا الضابط الذى ركل ابنتنا الطالبة فى
بطنها .. أى انخلاع من الآدمية هذا ؟ وكيف وصل هذا الضابط لذلك المستوى
التترى الهمجى ؟!
أتراه وصل إليه لخباثة فى نفسه دون تأثير لبيئة غسلت دماغه وأفهمته أنه
أعلى من المصريين ؟ لو كان الأمر كذلك لكان الانتهاك حالة فردية .. أما تنوع الانتهاك مع تنوع مجالات المنتهكين بين " أمن دولة تارة .. أو أمن مركزى أخرى .. وأخيراً حرس جامعة ثم مرور ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ "
- والنت مليئة بالكليبات والفضائح الخاصة بالانتهاكات - أقول هذا التنوع
مما يؤكد أنها مناخات فاسدة وأفكار ومفاهيم رديئة اكتسبها هؤلاء فى ظل
حكومة الطوارئ التى تجثم على صدورنا منذ ثلاثين سنة .. ولا نكاد نرى لها
كاشفة ..
الوقفة الثانية عن سلبية المشاهدين .. الجمهور الذى يحضر المأساة والملهاة وكأنه يشاهد فيلماً سينمائياً أو مسلسلاً تليفزيونياً أو مسرحية ، وتكاد تراهم كالخشب المسندة يشاهدون المأساة ولا يحركون ساكناً ، بل قد تراهم يعينون الظالم بجبن وخور فى غير موضعه .
قمة المأساة فى هذا الموضوع ستشاهدها أخى القارئ حين تشاهد الكليب الخاص بعربة الإسعاف وحين تتفكر فى سلوك رجل الإسعاف الجبان
والذى يخاف أن يتحرك بعربته وهى خارج الجامعة وبها مريضة تنزف ومعرضة
للموت ورغم ذلك ولمجرد تهديد ضابط حرس الأمن ، رغم أنه لا سلطة له عليه ،
رغم ذلك يقف وكأن عربته عليها تلالاً من الرمل ولا يستطيع أن يتحرك إلا بعد
إجراء مكالمات هاتفية دون أن يفكر للحظة فى الإنسانة التى تموت داخل
العربة ؟!
أى جبن وخور ومهانة تتلبسنا ؟ يذكرنى هذا بموقف الجمع من المسلمين حين
أمرهم التترى بالوقوف حتى يعود لهم بالسيف ، فما كان منهم إلا أن انتظروه
حتى عاد فقتلهم !!!!
يا الله ! أبلغ بنا الوهن هذا المبلغ ؟ إنا لله وإنا إليه راجعون .
خرج أبو داود من حديث أبي طلحة الأنصاري وجابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (ما
من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه
إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع
ينتقص فيه من عرضه وتنتهك فيه حرمته إلا نصره الله في موضع يحب فيه نصرته ) ، وخرج الإمام أحمد من حديث أبي أمامة بن سهل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (من أُذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدره على أن ينصره أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة ) ، وخرج البزار من حديث عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (من نصر أخاه بالغيب وهو يستطيع نصره الله في الدنيا والآخرة) " .
أما الوقفة الثالثة والأخيرة فهى مع أولئك
البطلات العظيمات - بارك الله فيهن - بدءاً من أختنا سمية .. وختاماً
سامياً بأختنا الرائعة التى صورت الفضيحة بل وكان لها دور إيجابى هائل فى
تشجيع رجال الإسعاف على المضى قدماً ، وتوهين عزم رجال حرس الجامعة الذين
ستشاهدونهم وهم يفرون من كاميرا محمولها التى تصور به الحدث .. لقد كانت
أختنا عظيمة ورائعة وأحسبها صاحبة رسالة فحياها الله وقواها ..
إنها نبتة من النبتات التى نظنها صالحة ولا نزكيها على الله .. لقد فضحت
ظالمين ونصرت مستضعفين وشجعت مخذولين حتى قاموا - على استحياء بدور فى
إنقاذ مسلمة من الموت - فمنها نتعلم الشجاعة والثبات .. حياها الله وقوى
عزمها وبارك فيها ..
إنها الإيجابية أيها القارئ الكريمة .. وهى
الوقفة الأخيرة لنا فى هذه المقالة ، هل تراها أضيرت من إيجابيتها .. بل
لعله موقف يرفعها الله به يوم القيامة إن شاء الله .
أما الصرخة فهى للمصريين - قومنا - ، لكل
المصريين ، حتى لا يسكتوا عن حق لهم أبداً ، ما الذى يسكتنا على هذا الضيم
وهذه المهانة من أحجار جامدة غسلت عقولها ومسخت هويتها حتى انحرفت بوصلة
عدوانهم فأصابت قومهم ..
لا ينبغى لكم أيها المصريون أن تصمتوا كل هذا الصمت على
هذه الانتهاكات أبداً ، ولا ينبغى لأحد منكم أن يقف موقفاً تنتهك فيه حرمة
أخيه دون أن يحرك ساكناً .. إن هذا لهو العيب والعار والذل بعينه ..
فهل تجد صرختى مجيباً ... لعل .. اللهم حاولت أن أبلغ .. اللهم فاشهد .
أما الكارثة الأولى فشهدت واقعةً ما كان ينبغى
لها أن تمر هكذا مرور الكرام فى بلد يزعم طبالوا ومزمروا الإعلام " القومى "
أنها تشهد حرية وديمقراطية غير مسبوقة ..
تمثلت الكارثة فى الاعتداء على طالبة الأزهر بالزقازيق " سمية أشرف " .. ذروة الكارثة أن الاعتداء جاء ممن يفترض فيه حماية هذه الطالبة وافتداؤها من أى عدوان أو أذى ممكن أن يقع عليها ..
الاعتداء أتى من ضابط الحرس على بوابة جامعتها ركلاً بالأقدام فى بطنها حتى أصابها النزيف الداخلى ، وصفعاً باليد وضرباً بالعصا !!!
الانتهاك الثانى كان لسائق التاكسى بالمنصورة
.. أيضاً من الجهة المنوط بها حمايته وإرشاده والتعاون معه .. كانت من
رجال المرور .. ركلاً بالأقدام ولكماً وصفعاً ورجماً بالحجارة ، فى سفور
شديد وبشاعة تتجاوز كل الأعراف .
وقفات
ولنا مع هذين الانتهاكين ثلاث وقفات .. وصرخة ..
وقبلهم ملاحظة عجيبة .. تمثلت فى الاعتداء المشين الذى تعرض له رجلى أمن من
قبل الجمهور التونسى " الشقيق " أثناء مباراة الأهلى والترجى الأسبوع قبل
الماضى والتى ختمت أحداثها بعفو " رئاسى " رحيم رحيب كريم !!!
والرابط بين الملاحظة هنا وبين موضوع المقالة الرئيسى هو كرامة رجال الأمن .. هنا فى مصر أعزة على المصريين شداد أقوياء منتهكين
.. وإذا أراد من انتهكت حرمته أن يسترد حقه فلا مجيب .. وحين يقع الاعتداء
من غير المصريين ، رغم أنه اعتداء إجرامى وحشى بشع ، فلا تجد إلا العفو
والذلة والتواضع .. وكأن القائمين على الأمر بمصر يريدون أن يثبتوا صدق
الشاعر حين قال :
أسد على وفى الحروب نعامة ... ربداء تجفل من صفير الصافر .
أما الوقفة الأولى فهى عن رجال الداخلية الأشاوس الأشداء الذين يعتبروننا نحن المصريين أعداءهم الألداء ..
وإن كان أحد يشك فى فرضيتى هذه فليفسر لى هذا الكم الرهيب من الانتهاكات بلا رابط ولا ضابط ولا رقيب ولا محاسب .
أنا هنا أتساءل عن الحشو الذى ملؤوا به ذهن رجال الداخلية فى معاهدهم
وأكاديمياتهم أو منتدياتهم الخاصة .. كيف يصل أداء رجل الداخلية لهذا
المستوى المنحط من الآدمية ..
إنى أسائل نفسى وأتساءل معك عزيزى القارئ بعد أن شاهدت الكليبات أكثر من عشرين مرة لكل كليب ..
أتساءل : أى مستوى أو درك من
الانحطاط والتسفل والخسة وصل إليه هذا الضابط الذى ركل ابنتنا الطالبة فى
بطنها .. أى انخلاع من الآدمية هذا ؟ وكيف وصل هذا الضابط لذلك المستوى
التترى الهمجى ؟!
أتراه وصل إليه لخباثة فى نفسه دون تأثير لبيئة غسلت دماغه وأفهمته أنه
أعلى من المصريين ؟ لو كان الأمر كذلك لكان الانتهاك حالة فردية .. أما تنوع الانتهاك مع تنوع مجالات المنتهكين بين " أمن دولة تارة .. أو أمن مركزى أخرى .. وأخيراً حرس جامعة ثم مرور ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ "
- والنت مليئة بالكليبات والفضائح الخاصة بالانتهاكات - أقول هذا التنوع
مما يؤكد أنها مناخات فاسدة وأفكار ومفاهيم رديئة اكتسبها هؤلاء فى ظل
حكومة الطوارئ التى تجثم على صدورنا منذ ثلاثين سنة .. ولا نكاد نرى لها
كاشفة ..
الوقفة الثانية عن سلبية المشاهدين .. الجمهور الذى يحضر المأساة والملهاة وكأنه يشاهد فيلماً سينمائياً أو مسلسلاً تليفزيونياً أو مسرحية ، وتكاد تراهم كالخشب المسندة يشاهدون المأساة ولا يحركون ساكناً ، بل قد تراهم يعينون الظالم بجبن وخور فى غير موضعه .
قمة المأساة فى هذا الموضوع ستشاهدها أخى القارئ حين تشاهد الكليب الخاص بعربة الإسعاف وحين تتفكر فى سلوك رجل الإسعاف الجبان
والذى يخاف أن يتحرك بعربته وهى خارج الجامعة وبها مريضة تنزف ومعرضة
للموت ورغم ذلك ولمجرد تهديد ضابط حرس الأمن ، رغم أنه لا سلطة له عليه ،
رغم ذلك يقف وكأن عربته عليها تلالاً من الرمل ولا يستطيع أن يتحرك إلا بعد
إجراء مكالمات هاتفية دون أن يفكر للحظة فى الإنسانة التى تموت داخل
العربة ؟!
أى جبن وخور ومهانة تتلبسنا ؟ يذكرنى هذا بموقف الجمع من المسلمين حين
أمرهم التترى بالوقوف حتى يعود لهم بالسيف ، فما كان منهم إلا أن انتظروه
حتى عاد فقتلهم !!!!
يا الله ! أبلغ بنا الوهن هذا المبلغ ؟ إنا لله وإنا إليه راجعون .
خرج أبو داود من حديث أبي طلحة الأنصاري وجابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (ما
من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه
إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع
ينتقص فيه من عرضه وتنتهك فيه حرمته إلا نصره الله في موضع يحب فيه نصرته ) ، وخرج الإمام أحمد من حديث أبي أمامة بن سهل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (من أُذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدره على أن ينصره أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة ) ، وخرج البزار من حديث عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (من نصر أخاه بالغيب وهو يستطيع نصره الله في الدنيا والآخرة) " .
أما الوقفة الثالثة والأخيرة فهى مع أولئك
البطلات العظيمات - بارك الله فيهن - بدءاً من أختنا سمية .. وختاماً
سامياً بأختنا الرائعة التى صورت الفضيحة بل وكان لها دور إيجابى هائل فى
تشجيع رجال الإسعاف على المضى قدماً ، وتوهين عزم رجال حرس الجامعة الذين
ستشاهدونهم وهم يفرون من كاميرا محمولها التى تصور به الحدث .. لقد كانت
أختنا عظيمة ورائعة وأحسبها صاحبة رسالة فحياها الله وقواها ..
إنها نبتة من النبتات التى نظنها صالحة ولا نزكيها على الله .. لقد فضحت
ظالمين ونصرت مستضعفين وشجعت مخذولين حتى قاموا - على استحياء بدور فى
إنقاذ مسلمة من الموت - فمنها نتعلم الشجاعة والثبات .. حياها الله وقوى
عزمها وبارك فيها ..
إنها الإيجابية أيها القارئ الكريمة .. وهى
الوقفة الأخيرة لنا فى هذه المقالة ، هل تراها أضيرت من إيجابيتها .. بل
لعله موقف يرفعها الله به يوم القيامة إن شاء الله .
أما الصرخة فهى للمصريين - قومنا - ، لكل
المصريين ، حتى لا يسكتوا عن حق لهم أبداً ، ما الذى يسكتنا على هذا الضيم
وهذه المهانة من أحجار جامدة غسلت عقولها ومسخت هويتها حتى انحرفت بوصلة
عدوانهم فأصابت قومهم ..
لا ينبغى لكم أيها المصريون أن تصمتوا كل هذا الصمت على
هذه الانتهاكات أبداً ، ولا ينبغى لأحد منكم أن يقف موقفاً تنتهك فيه حرمة
أخيه دون أن يحرك ساكناً .. إن هذا لهو العيب والعار والذل بعينه ..
فهل تجد صرختى مجيباً ... لعل .. اللهم حاولت أن أبلغ .. اللهم فاشهد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق