الجمعة، سبتمبر 03، 2010

جدّد السياسيّ اليمينيّ الهولنديّ غيرت فيلدرز صاحب فيلم “فتنة” المثير للجدل انتقاداته الحادّة الموجّهة للإسلام والمسلمين، وفي تصريحات جديدة من المتوقّع أن تثير الغضب في العالمين العربيّ والإسلامي قال فيلدرز إنّ الإسلام “أيديولوجية متسمة بالعنف مثل الشيوعية والفاشية”.

الإسلام “يتسم بالعنف”

وذكرت صحيفة “دي فولكسكرانت” الهولنديّة اليومية في عدد الاثنين أن فيلدز البالغ من العمر 46 سنة قال في تصريحات للتلفزيون الأسترالي إن الإسلام لا يمكن مقارنته بالمسيحية ووصفه بأنه “أيديولوجية متسمة بالعنف مثل الشيوعية والفاشية”.
وطالب فيلدرز الذي يوصف بالسياسيّ “الشعبويّ” الذي أسّس “حزب الحرية” أحد اكبر الأحزاب الهولنديّة بوقف الهجرة إلى الدول الغربية من جميع الدول التي تقطنها أغلبية مسلمة.
وأكد فيلدرز في المقابلة التي أجراها التلفزيون الاستراليّ أنه لا يهتم بمسألة أن تغضب تصريحاته المسلمين وقال :”لا أهتم إذا شعر الناس بالإساءة لأنها الحقيقة”.

فيلدرز يُغضب المصريين

تصريحات فيلدرز الأخيرة عن الإسلام والمسلمين ليست الأولى من نوعها بالنسبة إلى هذا السياسيّ الذي يوصف بأنه “معاد للإسلام” والذي شكل تحالفا دوليا يهدف إلى التصدي لأسلمة المجتمعات تحت اسم “التحالف الدولي من اجل الحرية”.
ووصف فيلدزر هذا التحالف بأنه ” خيمة كبيرة تشمل جميع الأشخاص والمنظمات التي “تقاتل من اجل الحرية وتناهض الإسلام”.
و”سطع نجم” فيلدزر مع إعلانه إنتاج فيلم “فتنة” الذي يتهجم على الإسلام ، ويتناول فيلم فيلدرز وجهات نظره المعادية للقرآن،وغايته بحسب منتجه إظهار ” الفظاعة الموجودة في القرآن”.
ومنذ أيام قليلة أثار السياسيّ الهولنديّ اليمينيّ حنق المصريين عندما وجه رسالة إلى المسلمين عبر موقع الكترونيّ بعنوان “للتحرر من قيود الإسلام”، وتطرّق فيها إلى زيارته لمصر كأول دولة مسلمة يزورها وهو في سنّ الثامنة عشرة.
وعلى الرغم من أن غيرت فيلدرز تحدّث عن “حسن ضيافة ولطف وود شعب مصر الذي استضافه لشرب الشاي” إلا أنّ الصحف المصرية وكتابا كثيرين اتهموه بالتطاول على مصر وشعبها عندما قال:” المواطنون خائفون من رئيسهم محمد حسني مبارك، حيث قام الرئيس حينها بزيارة مفاجئة لشرم الشيخ ، فاجتاح كمّ من الخوف البلد فجأة عندما أعلن أن مبارك كان قادما في زيارة غير متوقعة”.
ووصف غيرت فيلدرز القاهرة قائلا: “إنها مدينة فقيرة وقذرة بشكل لا يصدق، لم أكن أتوقع أن مثل هذه المدينة الفقيرة والقذرة تكون جارة لتل أبيب التي تعد من أنظف المدن حول العالم”.
وأضاف في رسالته أن تفسير المصريين والعرب لما وصلوا إليه من فقر بالمقارنة بإسرائيل أنهم كانوا ضحايا مؤامرة عالمية تدعى”الإمبريالية” و”الصهيونية”، والتي تهدف إلى إبقاء المسلمين في الفقر والخنوع ، وقال فيلدرز إنه أرتكب خطأ كبيرا في القاهرة ،حيث قام بشرب كوب من الماء في الشارع ولكن المياه لم تكن نظيفة ما جعله يصاب بالتسمم، مضيفا أنه قام باستئجار غرفة مزدحمة كريهة الرائحة بمبلغ دولارين في اليوم.
ويرى فيلدرز أن المشكلة لا تكمن في المسلمين أنفسهم، ولكن في الإسلام كديانة، والتي عزم هو نفسه على “مكافحتها” ،ويقول:” هناك من يقول إنني أكره المسلمين. أنا لا أكره المسلمين، لكنني أحزن لكون الإسلام يجردهم من قيمتهم الإنسانية”، مضيفا أن “كل ما يعانيه المسلمون من مشكلات في الحياة مصدرها الإسلام”.كما أرجع فكرة اضطهاد المرأة المسلمة بشكل رئيس إلى الإسلام ذاته.

انتقادات لصاحب “فتنة”

رسالة غيرت فيلدرز إلى المسلمين أثارت غضب الإعلام الهولنديّ قبل الإعلام العربيّ ، فالرجل يتعرّض لانتقادات بالجملة في بلده هولندا، وحتى من داخل حزبه نتيجة تصريحاته “العدائيّة” التي ألّبت ضده مسلمي هولندا وبقية الأقليات الدينيّة.
ووصف المحرّر السياسي في إذاعة هولندا الحكوميّة ميشيل هوبينك خطاب خيرت فيلدرز الذي توجه به للمسلمين بـ”الخطاب الاستعماريّ الذي عفا عنه الزمن”.
ويمضي ميشيل هوبينك قائلا: “يظهر هذا الخطاب استعادة طبق الأصل لأدبيات الاستشراق في القرن التاسع عشر.ولعل زعيم حزب الحرية لا يدري أن هذا النوع من التفكير تم تقويضه من قبل النقاد في سبعينات القرن الماضي كما فعل المفكر الفلسطيني ادوارد سعيد.
ويقول منتقدو أدب الاستشراق إن الأديان في العالم مثل الإسلام وغيره لا تتسم بخاصية ثابتة يطبعها السلم أو العنف.على مر العصور، ظهرت مجموعة كبيرة من التفسيرات والتيارات في الأديان. وباسم الدين تمت الدعوة إلى عدة مطالب متنوعة ومختلفة.نعم، هناك مدارس فكرية تدعو إلى العنف في الإسلام، ولكن هناك أيضا مدارس أخرى تدعو إلى السلم باسم الإسلام. هناك أيضا مدارس تدعو بالقدر نفسه إلى العقلانية والحرية الفردية والمسؤولية اعتمادا على النص القرآني. القرآن والسنة النبوية غنيان جدا بالمواضيع التي قد يجد الجميع فيها ضالته. انه لمن الخطأ ربط الإسلام بمظهر واحد من مظاهره التاريخية”.

الأقليات تستغيث!

تصريحات فيلدرز المتتالية دفعت بست جماعات من الأقليات العرقية في هولندا إلى التحذير في رسالة موسعة نشرت عبر وسائل الإعلام من أن حقوقها قد تتعرض للخطر إذا تشكلت حكومة هولندية جديدة تعتمد على دعم حزب مناهض للهجرة.
وبعثت الجماعات التي تمثل الأتراك والمغاربة والكاريبيين الهولنديين وآخرين برسالتها إلى رئيس المحادثات الائتلافية بين حزب الشعب من اجل الحرية والديمقراطية الليبرالي والحزب المسيحي الديمقراطي اللذين يمثلان اليمين والتي بدأت قبل شهر بشأن تشكيل حكومة أقلية.
ونظرا لان الحزبين لا يمتلكان الأغلبية بمفردهما فقد وجها الدعوة إلى خيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية المناهض للهجرة للمشاركة في المحادثات.
وإذا توصّل الطرفان إلى توافق في الرأي بشأن السياسات فان فيلدرز الذي يريد وقف هجرة المسلمين تماما إلى هولندا وحظر القرآن الكريم قد يوافق على دعم الحزبين الآخرين في البرلمان.
وكتبت الجماعات في رسالتها:” تشكيل حكومة بين حزب الشعب من اجل الحرية والديمقراطية والحزب المسيحي الديمقراطي بدعم من حزب الحرية قد يؤدي – في ضوء وجهات نظر هذا الحزب – إلى رؤية وسياسات تقوم على الوصم والمعاملة غير المتساوية والتمييز ضد الأقليات بوجه عام والمسلمين بوجه خاص.”

المهمّة: تحذير أميركا من الاسلام

من جهة أخرى، وجهت سهام نقد جديد إلى السياسي الهولندي فيلدرز تتعلق بـ”دور كبير” يقوم به للتصدّي لبناء مسجد بالقرب من موقع برجي مركز التجارة العالمي الذي دمر في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول من العام 2001.
ويبدو لكثيرين أنّ هذا الدور أو العلاقة الخفية قد انكشفت بمجرّد إعلان فيلدرز عزمه السفر إلى نيويورك يوم 11 سبتمبر أيلول والتعبير بشكل واضح عن رفضه لبناء المسجد.
يشار إلى أنّ منظمة تطلق على نفسها “أوقفوا أسلمة أميركا” دعت إلى مؤتمر حاشد في نيويورك يوم 11 سبتمبر المقبل للتنديد بالإسلام، ومن بين المدعوين ورد اسم الهولندي غيرت فيلدرز الذي قال إنّ ” لديه مهمة وهي تحذير أميركا من الإسلام”.

استحقاقات داخليّة

تصريحات فيلدرز المعادية للإسلام عادة ما تتكرّر كلما واجه استحقاقا سياسيا على غرار الانتخابات الأخيرة في هولندا التي هاجم فيها المسلمين بشكل غير مسبوق ودعاهم إلى التخلي عن هذا الدين لأنه “سبب مشاكلهم”.
ويربط بعض المتابعين بين تصريحاته الأخيرة والسجال السياسي الدائر حاليا في هولندا حول تشكيل الحكومة الذي تأخرّ بشكل ملحوظ.
ويتفاوض فيلدرز منذ ما يزيد عن الشهر على اتفاقية لتشكيل حكومة مع المسيحيين الديمقراطيين والليبراليين.
وطالب ساسة بارزون من الحزب المسيحي الديمقراطي ، فيلدرز بالتحفظ في تصريحاته على خلفية مساعي تشكيل الحكومة ولاسيما أن “هذه التصريحات من الممكن أن تضر بسمعة هولندا في الخارج” .
يشار إلى أنّ فيلدزر مثل في عدة مناسبات أمام القضاء في هولندا بعد أن ادعى عليه محامون ومسلمون بتهم تتعلّق بـ” التحريض على الكراهية والتمييز” وبحسب الجدول الزمني الذي أعلنت عنه المحكمة فإن الجلسات سوف تستأنف في الرابع من أكتوبر المقبل على أن يصدر الحكم في الثاني من نوفمبر.
استمراراً لردود فعل رجال السياسة والفكر بإيطاليا حول قرار الرئيس الأمريكي أوباما ببناء مسجد بالقرب من مكان أحداث الحادي عشر من سبتمبر ورغبته في خلق حوار فعلي مع الإسلام، رحب الباحث الإيطالي في علم الاجتماع ستيفانو أليفي، وهو خبير كذلك في شؤون الإسلام بأوروبا, بمواقف أوباما التي اعتبرها مثالاً يجب أن يتبعه القادة والسياسيون الأوروبيون لكونه الأمثل والأصلح حسب تعبيره.
وقال: أليفي إن هناك حملة خاطئة في أوروبا لمعاداة الإسلام والمسلمين تتجلى في عدد من المظاهر والقرارات والمواقف السياسية التي أعتبرها غير ديموقراطية وتعارض المبادئ الأساسية التي بنيت عليها دساتير دول الاتحاد الأوروبي.
وأضاف الباحث الإيطالي الذي ألف عددا من الكتب عن الإسلام بالغرب, أن عدم السماح ببناء أماكن للعبادة يتنافى مع مبادئ الدساتير الأوروبية والدستور بالولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أن هذه الدول كانت دائما تمنح مجالاً كبيراً لحرية الأديان.
وتساءل أليفي في أحد فصول كتابه الجديد الذي سينشره قريباً: “لماذا أوباما على صواب؟”، ثم يجيب بشرح أفكار الرئيس الأمريكي ومواقفه في علاقتها بضرورة الدخول في حوار مع الإسلام وبمبادئ الدساتير الديموقراطية. وقال: إن الرئيس الأمريكي صائب في دعمه لبناء مسجد بالقرب من منطقة جروند زيرو التي شهدت أحداث 11 سبتمبر لأن ذلك يدعم الحريات العامة وحريات الأديان وبالتالي يحمي حقوق الأقليات حسب مبادئ الدستور الأمريكي والدساتير الديموقراطية.
وطالب الباحث الإيطالي الحكومات الأوروبية بتبني نفس الخطوات التي اتخذها أوباما محذرا إياها من الانسياق وراء رغبات الرأي العام وعامة الناس مثلما حدث بسويسرا عندما قررت إجراء استفتاء شعبي لمنع بناء المآذن، وقال: “يجب قيادة الرأي العام لاحترام مبادئ الدستور وليس الانقياد وراء الناس لخرقها، وهذا خرق للديموقراطية”.
وتطرق ستيفانو إلى نقاط أخرى اعتبرها إيجابية في مواقف أوباما بعد تأكيده أن فكرته في الدخول في حوار مع الإسلام تذهب إلى إشراك عدد كبير من المسلمين في الحرب ضد الأقلية المتطرفة المنتمية إلى نفس الدين. وقال: “إن إضفاء صفة (شيطانية) على ديانة بأكملها تعني تهميشها والمساعدة بشكل أكبر على خلق متطرفين”.
من جانب آخر، أمر حاكم جهة لومبارديا التي تعتبر أهم جهة بإيطاليا, بلدية مدينة ميلانو والمسؤولين السياسيين فيها بالجلوس إلى مائدة واحدة لتمكين الجالية الإسلامية فيها من مسجد يليق بحجمها ومكانتها.
وقال الحاكم روبيرتو فورميجوني إنه لا يعقل أن تكون مصليات المسلمين في مدينة ميلانو التي تعتبر الأكثر تقدما بإيطاليا عبارة عن خيام وملاعب رياضية، مؤكداً أن ذلك يضر بصورة جهته وبإيطاليا ككل. وأضاف: “المسجد مشكل يجب إيجاد حل عاجل له، وأقترح تخصيص يومين أو ثلاثة ليجلس الجميع إلى مائدة واحدة لنخرج بحل سريع ونمكن بالتالي الجالية الإسلامية وفي رمضان المقبل من مسجد للصلاة”.
وحسب عدد من الصحف الإيطالية فإن مطالبة فورميجوني بحل عاجل لإيجاد مسجد في مدينة ميلانو مرده إلى عدة أسباب أولها صورة مدينته التي ستستقبل في السنوات المقبلة معرض “إكسبو” العالمي, وثانيها إعجابه بالعمل الذي يقوم به الرئيس الأمريكي أوباما وبسياسته وخطابه تجاه الإسلام, وثالثها رغبته في إدماج الجالية الإسلامية في محيط جهته.
ووجدت بادرة فورميجوني معارضة شديدة من طرف أحزاب يمينية متشددة وعلى رأسها عصبة الشمال الذي وصف تمكين الجالية الإسلامية بميلانو من مسجد بالاحتلال الإسلامي للمدينة وبانتشار التطرف والفوضى.
وقال سالفيني (وهو أحد قادة الحزب المتشددين والمناهضين للإسلام) إن على ما أسماهم بالإسلاميين, أن يصلوا ببيوتهم، فميلانو لا تحتاج إلى مسجد، وإن القرار في ذلك يجب أن يكون شعبياً.
ويصلي عدد من مسلمي ميلانو منذ سنتين في الملعب الرياضي “بالاشارب” بعد أن قرر وزير الداخلية روبرتو ماروني (وهو كذلك من عصبة الشمال) إغلاق مسجد فالي يانر بحجة إزعاجه للسكان وخلق فوضى بالطريق العام. وكان رئيس المركز الإسلامي المغلق حميد الشاعري قد بعث برسالة إلى عمدة مدينة ميلانو لمطالبتها بإيجاد حل لمشكل المسجد وتمكين الجالية الإسلامية بمدينة ميلانو من مكان مناسب للإقامة صلاة التراويح, لكنه حتى الآن لم يحصل منها على أي رد رسمي.
وتعيش الجالية الإسلامية بعدد من مدن الشمال الإيطالي نفس المشكلات، الأمر الذي جعل عدداً من الاتحادات والجمعيات الإسلامية تطالب باحترام الإسلام والدخول مع الجالية الإسلامية بإيطاليا في حوار حقيقي لإيجاد حلول للمشكلات التي تعيشها، مطالبة في الوقت نفسه باقتفاء أثر الرئيس الأمريكي باراك أوباما

ليست هناك تعليقات:

ينتزع اللقب بفارق نقطتين عن أرسنال.في سبع سنوات أفوز بلقب الدوري الإنجليزي ست مرات

    أشاد جوسيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي بإنجاز تتويج فريقه بلقب الدوري الإنكليزي لكرة القدم للمرة الرابعة على التوالي. وبات مانش...