وسط تنديد محلي ودولي واسع.. ومطالبة بمحاكمة النائب القصاص
مصر: انصار التغيير يتظاهرون متحدين التهديد بضرب النار
تظاهر العشرات من مؤيدي الاصلاح السياسي في مصر امس الثلاثاء وسط اجراءات امنية مشددة احتجاجا على تعليقات برلمانيين من أعضاء الحزب الحاكم حثوا فيها الشرطة على إطلاق الرصاص على المتظاهرين.
وقال مشاركون في الوقفة الاحتجاجية ان التظاهرة ينظمها العشرات من نشطاء حركة '6 أبريل' والعديد من القوى السياسية الأخرى للتنديد بتصريحات عدد من نواب مجلس الشعب (الغرفة الاولى بالبرلمان) المنتمين للحزب الوطني بـ'ضرب النار' على المتظاهرين.
وقال شهود عيان ان نحو 80 متظاهرا تجمعوا أمام مبنى البرلمان بشارع القصر العيني بوسط القاهرة، ورددوا شعارات منها 'الشارع لنا'، و'يسقط نواب الوطني'، كما حملوا لافتات كتب عليها 'أضربني بالرصاص'، و'من أجلك أنت .. سأضربك بالنار'، في لهجة ساخرة من شعار مؤتمر الحزب الحاكم للعام الماضي.
وطالب المحتجون بمحاكمة النواب المطالبين باطلاق الرصاص عليهم، وقالوا ان تحريض اعضاء الحزب الوطني لقوات الامن عليهم يعتبر جريمة يعاقب عليه القانون.
وتزايدت الإنتقادات الموجهة للحزب الحاكم بسبب دعوى عدد من نوابه للشرطة بإطلاق النار على المعارضين لمنع المظاهرات.
ومنعت قوات الأمن المواطنين في المصالح الحكومية القريبة من الإلتحام مع المتظاهرين الذين حاصرتهم العناصر الأمنية لمنع وصولهم للباب المؤدي للبرلمان.
وطالب المتظاهرون، الذين رفعوا أعلام مصر، الدكتور أحمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب، بفصل النائبين من عضوية المجلس ومحاكمتهما لتحريضهما على قتل المتظاهرين. وردد المتظاهرون هتافات منها 'شوفت حميدة والقصاص بيخوفونا بالرصاص'، و'مجلس شعب يا فتحي سرور عايزين تعديل الدستور'، و'يا دي الذل ويا دي العار بيهددوا بضرب النار'، و'يسقط يسقط حكم العسكر يسقط يسقط حسنى مبارك'.
وتفاقم الوضع بسرعة حينما أصر عدد من نواب حزب الأغلبية الخروج للمتظاهرين لتوبيخهم وعلى رأس هؤلاء عبد الرحيم الغول رئيس لجنة الزراعة والذي استقبله المتظاهرون بالهتافات المدوية 'الغول باطل.. نواب القمار باطل... نواب الوطني باطل'، فخرج الغول عن شعوره وأمطرهم بوابل من الشتائم.
وقام نائب الوطني بدر القاضي بشد الغول من يده وأقنعه بالدخول للمجلس.. وفي الطريق وجد نواب الأغلبية نوابا من الإخوان يحاولون الخروج من اجل المشاركة مع المتظاهرين فنالوا عاصفة من التوبيخ وتجمع على إثر ذلك المتظاهرون بعد خروج عدد من نواب الإخوان من بينهم عبد الفتاح عيد والبلتاجي وصبحي صالح وحمدي حسن بالإضافة إلى النائبين المستقلين جمال زهران وعلاء عبد المنعم.
وفي تصريحات خاصة لـ'القدس العربي' قال النائب صبحي صالح إن سباب نواب الحزب الحاكم للمتظاهرين وآبائهم وأمهاتهم يكشف النقاب عن التردي في الأخلاق الذي يتسم به الكثير من رموز النظام.
وقال النائب جمال زهران إن: 'تحريض نواب الحزب الوطني ومعهم النائب رجب هلال حميدة، وزارة الداخلية على إطلاق النار على المتظاهرين كفيل بإسقاط عضويتهم ورفع الحصانة عنهم ومحاكمتهم جنائياً'، بحسب الشروق.
وتقدَّم كل من الدكتور عبد الجليل مصطفى المنسق العام السابق لحركة كفاية وأحمد بهاء شعبان أحد مؤسسي حزب الكرامة وخالد علي مدير المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ببلاغ أمس إلى المستشار عبد المجيد محمود النائب العام، لمطالبته برفع الحصانة عن النائبين حسن نشأت القصاص وأحمد أبو عقرب عضوي الحزب الوطني، بعد تحريضهما لوزارة الداخلية أول أمس على ضرب المتظاهرين بالرصاص. ومن جهة أخرى رفض الدكتور فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب، دخول أيمن نور، مؤسس حزب الغد، للمجلس لمقابلته لتقديم طلب رفع الحصانة البرلمانية عن أحمد أبو عقرب ونشأت القصاص، وقال نور 'يبدو أنهم لا ينكشفون على رجالة ومكسفوين يقابلوني وأنا مكسوف ليهم سلفاً'. وأضاف: 'سنقوم بإرسال المحامي عمر عز، لأن منعي من الدخول هو إجراء غير لائحي'.
وقال الدكتور عبد الجليل مصطفى المنسق السابق حركة كفاية إنهم لن يتنازلوا عن ملاحقة نواب الرصاص وإحالتهم إلى النيابة المختصة لاتخاذ اللازم من إجراءات ضد النائبين، مستنكرا تنصل الحزب الوطني من إدانة النائبين.
وأدانت منظمة العفو الدولية ما أدلى به نائبا الحزب الوطني الحاكم نشأت القصاص وأحمد أبو عقرب في البرلمان أول أمس، وتحريضهما للأجهزة الأمنية بإطلاق الرصاص على المتظاهرين المطالبين بالإصلاح السياسي.
كما أعلنت منظمة الكرامة الدولية لحقوق الإنسان أنها سترفع تصريحات نائبي الحزب الوطني الحاكم وتحريضهما لوزارة الداخلية بإطلاق الرصاص على المتظاهرين المطالبين بالإصلاح السياسي إلى كل من المقرر الخاص المعني بالقتل خارج القضاء، والمقرر الخاص المعني بالمدافعين عن حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، مؤكدة أن تصريحات نائبي الوطني تحريض على القتل.
وتقدمت حركة 6 أبريل بالاشتراك مع الجمعية الوطنية للتغيير وحركة كفاية، تقديم بلاغ للنائب العام، امس الثلاثاء، بطلب رفع الحصانة البرلمانية عن النواب الثلاثة حسن نشأت القصاص وأحمد أبو عقرب ورجب هلال حميدة، ومحاكمتهم بتهمة تحريض وزارة الداخلية على قتل المتظاهرين بالرصاص في الشوارع وعدم اللين أو التهاون معهم.
وفي محاولة لتدارك ما حدث قال صفوت الشريف، الأمين العام للحزب الوطني' نرفض بشدة إستخدام لغة التهديد بالقتل ضد المعارضة فنحن شركاء في وطن واحد'. وأضاف: إننا نحترم حرية الرأي وحق شباب مصر أياً كان اتجاهه في التعبير السلمي عن رأيه في إطار القانون وأنه يدين الدعوة إلى استخدام العنف أو اللجوء إلى القوة ويرفض التحريض على إطلاق الرصاص على أي مصري في هذا المجال ويقدر دور الشرطة في التعامل مع هذه الأمور في إطار من الحكمة وضبط النفس.
وأضاف الشريف أن الحزب الوطني يتمسك بإجراء انتخابات حرة نزيهة وشفافة ومحايدة، ويرحب برقابة المجتمع المدنى المصري للعملية الانتخابية طبقاً للضوابط التي تحددها اللجنة العليا للانتخابات وبحيث تكون المنافسة بين المرشحين شريفة تبتعد عن العنف أو الرشوة أو أي أساليب تتعارض مع الشفافية والنزاهة.
غير أن كل من النواب جمال زهران ومحمد البلتاجي ومحمد عبد العليم ومنسق كفاية الأسبق عبد الجليل مصطفى أشاروا الى أن الحزب الحاكم دأب على عقد محاكمات تأديبية داخل البرلمان بحق نواب مستقلين لأسباب تافهة، 'فعليه الآن محاكمة نائبيه محاكمة تأديبية برلمانية أو حزبية إذا أراد أن يتخذ موقفًا صحيحا'
القذافي يدعو العرب الى تسخير الاموال للبحث العلمي وليس صرفها على 'الاذاعات والصحف التافهة'
دعا الزعيم الليبي معمر القذافي امس الثلاثاء العرب إلى تسخير الأموال التي رأى أنها تصرف على الإذاعات والصحف التي وصفها بـ'التافهة' وعلى تسليح الجيوش المقدرة بمليونين إلا ربعاً، في عديدها، مشددا على ضرورة أن تخصص هذه الأموال 'للجامعات والبحوث العلمية'.
وتساءل القذافي، الذي كان يتحدث أمام اجتماعات الدورة 43 للمؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية التي بدأت في مدينة سرت، ما الفائدة من هذه الجيوش والطائرات والأسلحة التي تسخر لها هذه المبالغ الضخمة من الأموال والتي لا يمكنها أن تفعل شيئاً؟
ولفت في هذا الصدد إلى أن الأموال العربية الكثيرة قد 'تهدر أحيانا وتنتهي في أن نخسرها في أزمة مثل الأزمة المالية' التي اجتاحت العالم والتي 'فُقد فيها من الأموال العربية قرابة 2 تريليون ونصف تريليون'.
ووعد الزعيم الليبي المشاركين في أعمال هذا المؤتمر الذي حضر جلسته الافتتاحية الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بالدفع عن قضاياهم أمام الحكام العرب والدول العربية خلال فترة ترؤسه للقمة العربية.
وشدد في هذا الصدد على ضرورة 'منح الحرية للجامعات العربية ورفع المركزية' عنها من أجل الغوص في البحث العلمي، مؤكدا أن هذا العصر هو 'عصر العلم وليس عصر الدروشة والسحر' وأن الذي 'يتقدم علميا هو الذي ينتصر في المعركة'.
ولفت إلى أنه رغم أن العرب لديهم 'القوة البشرية والإمكانيات المادية' وهناك دول عربية بترولية وغازية لديها الأموال، غير أنه يتضح بأنها قادرة على 'استثمارها والتصرف فيها نتيجة كثرتها'.
ودعا إلى ضرورة النضال من أجل إنجاح البحث العلمي، مشددا على أن البحث العلمي 'مقرون بالحرية'، وقال 'إذا لم يتمتع المجتمع العربي بحرية والجامعات تمتعت بحرية كاملة فلن ينجح البحث العلمي'.
وأعرب عن أسفه لعدم تمكن العرب من 'اختراع أي شيء'، معتبرا ذلك بأنه 'مخجل' متسائلا كيف لأمة بهذه الإمكانيات والتاريخ والتحديات التي تواجهها 'لم تبذل جهدا في أن تخترع أي شيء أو تطور أي شيء بالغ ومؤثر'؟.
وقال 'رغم وجود التحديات التي تستفزنا وتحثنا على أن نُبدع ونجتهد لكي نواجه هذه التحديات ولكي ننتصر في معركة الحياة، لكننا علمياً متخلفون جداً للأسف'.
وحذر في الخصوص من سرقة العقول العربية التي قال عنها أنها أصبحت ظاهرة معروفة، لافتا إلى أنه إذا لم تخصص الأموال الكافية للبحث العلمي فإن الذي 'ينبغ ويتعلم سيذهب للخارج'.
|
|
القصاص : أنا قلت يضربوهم بالشيكولاتة وبالبنبوني |
نظمت جماعة "شباب 6 أبريل" بمشاركة عدد من أعضاء مجلس الشعب، وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان أمس، تنديدًا بدعوة نشأت القصاص النائب عن الحزب "الوطني" لوزارة الداخلية لاستخدام الرصاص الحي في مواجهة المتظاهرين خلال جلسة سابقة هذا الأسبوع، وهو ما اعتبروه تحريضًا مباشرًا على قتلهم، ردًا على دعوتهم لإجراء إصلاحات سياسية ودستورية في مصر.
وردد المشاركون هتافات ضد النائب، ومن بينها: "شفتوا نشأت القصاص بيهددنا بالرصاص"، "فين الدستور يا دكتور سرور"، "يا دي الذي يادي العار بيهددونا بضرب النار، "يسقط يسقط حزب العسكر، "الحرية لو هانموت"، "احنا شباب 6 أبريل احنا شباب هذا الجيل"، "ولا بنخاف ولا بنطاطي احنا اخترنا الصوت العالي"، "حزب العار قلها قوية وقالها صريحة أضربوهم بالرصاص"، "يا حاكمنا بالمباحث كل الشعب بظلمك حاسس"، "علي علي كمان وكمان مش هانخاف احنا ضد الظلم والطغيان"، "خطفوا شبابنا فاضل إيه"، قول لنظيف جوه القصر انتوا عصابة بتسرق مصر".
ورفض حرس مجلس الشعب السماح للدكتور أيمن نور النائب السابق بالدخول إلى المجلس لتقديم طلب إلى رئيسه الدكتور أحمد فتحي سرور يطالب فيه طبقا للمادة 360 من اللائحة الداخلية للمجلس التي تعطي الحق لأي مواطن التقدم بطلب رفع حصانة عن أي نائب، وأكد أن الطلب المقدم منه يطالب برفع الحصانة البرلمانية عن نشأت القصاص وأحمد أبو عقرب النائبين عن الحزب "الوطني".
من جانبه، حاول القصاص الدفاع عن نفسه، وقال خلال الجلسة العامة لمجلس الشعب أمس إن مطالبته بإطلاق الرصاص كان يقصد بها تطبيق القانون في الدفاع الشرعي عن النفس، وإنه كان يقصد أنه من حق الشرطة استخدام الرصاص دفاعا عن نفسها حتى لا يسقط شهداء من الشرطة.
وبدت على وجه النائب علامات الاضطراب والتوتر، رغم محاولته التخفيف من عنف تصريحاته حين داعب أحد نواب "الوطني" الذي كان جالسًا خلفه بالقول: "أنا قلت يضربوهم بالرصاص بالشيكولاتة والبونبوني"، بينما طالبه زميله النائب هشام مصطفي خليل بإغلاق الموضوع، قائلاً له: "اقفل الموضوع ده بقى".
وكان القصاص توجه بيان للدكتور سرور وزملائه نواب البرلمان برر فيه دعوته المثيرة للجدل بأنها جاءت بهدف التأكيد على تطبيق القانون على الخارجين عنه، وأن تستخدم الشرطة الوسائل التي يتيحها القانون في مواجهة هؤلاء.
واتهم الإعلام بأنه أساء تأويله حديثه تحت قبة البرلمان يوم الأحد الماضي حين انتقد "حنية" وزارة الداخلية في مواجهة المتظاهرين من أعضاء جماعة "شباب 6 أبريل" وطالبها باستخدام طلقات الرصاص الحي ضدهم، وهو ما أثار ردود فعل منددة بدعوة النائب، واتهامات له بالتحريض على قتل المشاركين في المظاهرات.
غير أن القصاص برر تصريحاته حول إطلاق النار ضد المتظاهرين بأنه لتأكيد الحق القانوني في استخدامه في حالة الدفاع عن النفس، مشددًا على حق الشرطة باستخدام الرصاص دفاعًا عن النفس طبقًا للقانون، "حتى لا نرى مزيدًا من الشهداء في أعياد الشرطة فهم حماة الوطن والقانون".
وكلّف سرور المستشار سامي مهران الأمين العام للمجلس بتفريغ الشريط الخاص بالواقعة على أن يتم إرساله إلى اللجنة التشريعية المختصة بشئون الأعضاء، واعتبر أن ما حدث ناجم عن سوء فهم، وأن النواب أنكروا هذا الكلام، واستدرك: لو قال أحد النواب هذا الكلام فأنه لا يصلح أن يكون نائبا.
وكان سرور رفض في بداية الأمر مناقشة أي طلب خاص حول الواقعة، وقال مستنكرا: كيف تقدم ورقة تحدث فتنه، وهل مقبول أن يطالب نائب بإطلاق الرصاص علي المتظاهرين، وقال موجها حديثه للنائب الإخواني الدكتور حمدي حسن عليك تمزيق هذه الورقة وإلقائها خارج القاعة.
في المقابل، حاول النائب أحمد أبو عقرب الدفاع عن نفسه وعن زميله نشأت القصاص، وقال إنه حديثه تعرض للتحريف "قال إن حركة شباب 6 ابريل غير شرعية ولا تنتمي لأي حزب أو نقابه ولم تحصل علي تصريح للقيام بتلك الوقفة من قبل مديرية أمن القاهرة"، واعتبر أن ما نسب إليه بشأن إطلاق النار على المتظاهرين تحريفًا هدفه تشويه الحزب "الوطني" ونوابه ومجلس الشعب.
وقال أبو عقرب: إنني أتعاطف مع أكثر من 15 ضابطًا وجنديًا أصيبوا بإصابات مختلفة بعد أن واجهوا الأمر بضبط النفس، وأضاف: أنني لا أدافع عن القصاص لكنه قال بالحرف الواحد "إننا سنحاكم وزارة الداخلية لو أندس بين المتظاهرين عناصر إجرامية أو مخربه"، وأوضح أن القصاص قال إنه من حق وزارة الداخلية مواجهة المظاهرات لدرجة "أنه من حقها ضرب النار لو تم الاعتداء علي رجال الشرطة" ودعا النائب المحررين البرلمانيين إلى أن يتقوا الله عند نقلهم للأحداث داخل المجلس.
من ناحيته، نفى عبد الرحمن راضي النائب عن "الوطني" ما نشرته الصحف منسوبا إليه، وقال: لم يصدر عني هذا الكلام وأنا لم أطالب بضرب المتظاهرين بالنار.. بينما قلت إن حق الاحتجاج مكفول للجميع لكن بشرط الحصول على تصريح من الأمن".
استغربت من تنامي المعارضة في بلد اعتاد على وجود "فرعون".. نيوزويك: إذا لم يجد مبارك جماعة الإخوان المسلمين لمعارضته لكان عليه أن يخترعها |
قالت مجلة أمريكية بارزة أن سياسة الدولة البوليسية التي يستخدمها النظام الحاكم في مصر و القبضة الحديدية التي تستخدمها أجهزة الأمن لفرض النظام أدت إلى إنتشار جو من الركود و الترهيب السياسي، و كما يقول البرادعي: "الحكومة تجعل الناس يشعرون بأنهم يجب أن يكونوا شاكرين لأنهم يُحكمون".
و قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أنه على الرغم من تأكيد البرادعي على أن هدفه هو "تحريك المياه السياسية الراكدة" إلا أن ما يحاول فعله يتخطى ذلك بكثير، فمخطط البرادعي هو قيادة حركة جماهيرية من أجل التغيير من شأنها إجبار الحكومة على التخلي عن قانون الطوارئ المعمول به منذ عام 1981 و فتح النظام السياسي بطرق من شأنها أن تضمن إنتخابات رئاسية حرة و نزيهة العام المقبل، و ربما عندها فقط يمكن للبرادعي أن يقدم نفسه على أنه مرشح رئاسي و يقوم بركوب موجة من الحماس الشعبي تقوده إلى داخل القصر الرئاسي.
و أضافت قائلة أن البرادعي إختار التوقيت بشكل جيد، فمصر على أعتاب تغيير جذري سواء كانت على إستعداد لذلك أم لا، فالرئيس مبارك بعد مرور نحو ثلاثة عقود على توليه السلطة بدأ يظهر سنه الحقيقي، و خصوصاً بعد إبتعاده لفترة عقب خضوعه لجراحة في ألمانيا مؤخراً مما دفع الناس للإعتقاد بأنه ربما قد توفي. و قالت أن مبارك قد أو قد لا يترشح لفترة رئاسية قادمة، كما أنه قد أو قد لا يعيش حتى ذلك الوقت، مشيرة إلى أن مبارك لم يعين حتى الآن نائباً له و لذلك فلا أحد متأكد ممن قد يخلفه.
و أشارت إلى أنه في الوقت نفسه فإن المعارضة السياسية – مدعومة من قبل الشباب المتعلم المحبَط – قد نمت بشكل كبير و إن كان عشوائياً على مدى العقد الماضي، و أن مصداقية جمال مبارك كـ"ولي للعهد" آخذه في الإنخفاض وسط شعور واسع بأنه ربما يكون ذكياً و وسيماً و راقياً و لكنه يفتقد للجاذبية بشكل تام.و قالت أنه ربما يكون هناك رجل عسكري ينتظر في الخفاء، مشيرة إلى أن عمر سليمان هو الاسم الذي يذكر بشكل مستمر و لسبب جيد: هو رئيس أقوى جهاز مخابرات في مصر.
و أكدت المجلة على أن هذا كله أمر جديد جداً على بلد إعتاد على وجود "الفراعنة" و هو أمر مقلق لحلفاء مصر، حيث قامت واشنطن بدعم نظام مبارك على مدى عقود بمئات الملايين من الدولارات سنوياً من المساعدات التنموية و اكثر من مليار دولار من المساعدات العسكرية سنوياً، و ذلك مكافأة لمصر لتوقيعها إتفاقية سلام مع إسرائيل في عام 1979 و التي تعتمد على مصر في الحفاظ على السلام، إلا أن إستقرار و إلتزامات مصر لم تعد أمراً مفروغاً منه كما كان الحال على مدى العقدين الماضيين، مؤكدة على أن الطريقة التي ستقود بها مصر الفوضى المحتملة في السنوات القليلة الماضية ستحدد المسار لبقية المنطقة.
و قالت أن الفتور في مصر أصبح معتاداً حتى أصبح من السهل نسيان الثقل الحقيقي الذي تحمله مصر في الثقافة و السياسة العربية، فمصر بسكانها البالغ عددهم 80 مليون نسمة هي أكبر من العراق و سوريا و السعودية مجتمعين، و أشارت إلى ان مصر قد تستمر على نفس المسار الراكد مع شخص من صنع مبارك، و قد تنزلق نحو الفوضى أو الأسلمة، أو أن يتم فرض النظام من قبل نظام عسكري كالذى حكم باكستان لمعظم العقد الماضي، أو بإمكان مصر أن تبدأ بالفعل في قيادة الطريق نحو مستقبل أكثر ديموقراطية و تقدمية للعالم العربي كله، و هو ما يأمل البرادعي تحقيقه.
و أضافت أن الفجوة بين الفقراء و الأثرياء في مصر أصبحت ضخمة و هي آخذة في الإزدياد، و أنه حتى في أوساط رجال الأعمال ذوي العلاقات الوثيقة مع السلطة فإن هناك تكنهات عن ثورة دموية غير مرئية تختمر بين 60 مليوناً من السكان يمثلون ثلاثة أرباع الشعب المصري الذين يعيشون في البؤس أو على حافة ذلك.
و أشارت المجلة إلى أن معظم مجموعات المعارضة لا تشكل أي تهديد للنظام، و المفارقة الكبرى للدولة البوليسية المصرية تكمن في سجلها الطويل من ترويض التطرف – و الذي تجده مفيداً لتبرير نهجها البوليسي – و في الوقت نفسه سحق المعتدلين المتحمسين، و قالت أنه من أشهر الكليشيهات في التعليق السياسي المصري أنه إذا لم يجد مبارك جماعة الإخوان المسلمين لمعارضته فكان سيكون عليه إختراعها.
و ذكرت أن حكومة مبارك تسمح لنحو 90 من أعضاء جماعة الإخوان "المحظورة" بدخول البرلمان بإعتبارهم "مستقلين" و هو ما يعطيها 20 في المائة من الأصوات مما يجعلها أكبر جماعة معارضة، و من جانبها فإن جماعة الإخوان المسلمين تلعب على أي زاوية تستطيعها فالتصقت بالبرادعي العلماني القوي، و يقول البرادعي: "لم أكن أعرف أي شخص من الإخوان المسلمين حتى عدت إلى هنا، و لكن رئيس كتلة الإخوان البرلمانية محمد سعد الكتاتني جاء إلى منزلي عدة مرات"، و أضاف قائلاً أنه شعر بالطمأنينة عندما أكد الكتاتني على أنهم "مع الدولة المدنية، و من أجل الديموقراطية".
و أشارت المجلة إلى ما كتبه إيلان بيرمان نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأمريكية في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن الإخوان المسلمين يستخدمون البرادعي كغطاء سياسي فقط مع الإستمرار في الدفع بأجندتهم المتطرفة، و كتب بيرمان: "البرادعي قد بدأ في مغازلة خطيرة مع الحركة الإسلامية الرئيسية في مصر، و بالطبع هناك الكثير من الشكوك بشأنهم"، و أضاف: "و لكن في سياسة الإدماج من أجل تمكين المعتدلين، قم بإستبعادهم و ستحصل على المتشددين. و لكن لا يمكننا أن نتجاهلهم فهم لديهم الكثير من المصداقية في الشارع".
و يؤكد البرادعي، حسب المجلة، أن ما يسعى لتغييره هو عقلية الطراز الفرعوني للسلطة حيث لديك منقذ و كل ما تفعله هو الجلوس و المشاهده فهذا لن يحدث، على حد قوله. و لكن في الشوارع من الصعب الحكم على مدى الزخم الذي تملكه حملة البرادعي، فعندما قام بزيارة المنصورة مؤخراً ظهرت كل الأمال و التناقضات التي خلقها البرادعي، و كذلك ظهرت قدرة الحكومة في التلاعب بالنظام ضده حيث تعاملت الشرطة بحكمة، فهي لن تجعل منه شهيداً، و لكن تم إغلاق بوابات الجامعة و لم يسمح لأي من مؤيدي البرادعي بالدخول، وحتى خطيب المسجد الذي أدى فيه البراعدي الصلاة تم إحضاره من القاهرة ليلقى خطبة حول طاعة السلطة. و قام البرادعي بالتجول قليلاً في المدينة محاطاً ببضع مئات من أنصاره و لكنه لم يقل أي شئ خوفاً من إتهامه بالتجمع غير القانوني بموجب قانون الطوارئ.
و أكدت الصحيفة على أن البرادعي يدرك جيداً أنه من أجل تحقيق إنتخابات نزيهة عليه أولاً أن يبني ثقة الجمهور في القوة التي تتمتع بها الحركة الجماهيرية لهزيمة مناخ الخوف، إلا أن فرصه للترشح في الإنتخابات العام القادم تتضاءل يوماً بعد يوم في ظل النظام الدستوري الحالي و الذي صمم ليعمل فقط لصالح النظام الحالي و المعارضة الرسمية، و يقول البرادعي أنه لا يريد أن يضفي شرعية على حكومة مبارك و ذلك بخوض الإنتخابات ضد مرشحها في عام 2011 سواء كان مبارك نفسه أو ابنه جمال أو أي وريث آخر يتم إختياره إذا لم يتم تغيير النظام، و لكن إذا بقت الأمور على حالها فسوف يدعو البرادعي إلى مقاطعة الإنتخابات.
في غضون ذلك فإن التجمع الرخو من الشخصيات المعارضة التي تجمعت حول البرادعي في وقت سابق من العام سيكون عرضه للكسور، فقد دعا أيمن نور - الذي خاض الإنتخابات ضد الرئيس مبارك عام 2005 ثم قضى بعدها أربع سنوات في السجن بتهم ملفقة – البرادعي إلى التخلي عن الوقوف خارج الحلبة و الدخول مع الناس الذين يتلقون اللكمات. و إختتمت قائلة أنه هناك بعض المصريين يتمنون أن يستمر مبارك – الفرعون الذي عرفوه - مدة أطول في الحكم أقباط بني سويف حاصروا مركز شرطة "سمسطا" بتعليمات من البابا شنودة.. قائلاً: هو كل شوية واحد هايسلم بقي ولا إيه.. ما ينفعش الكلام ده
لا تزال أجواء من التوتر تخيم على مدينة سمسطا ببني سويف، بعد يومين من الاحتجاجات التي قام بها أكثر من 400 قبطي، حين قذفوا مركز الشرطة مساء الأحد بالحجارة فأصابوا ضابطين وأربعة جنود، احتجاجًا على إشهار قبطي إسلامه على يد جاره المسلم، ظنًا منهم أن الشرطة تتحفظ عليه في مكان آمن.
يأتي هذا في الوقت الذي تسعى فيه الشرطة إلى الحصول على تعهد من أهل الشاب سامي عزيز (18 عامًا) بعدم التعرض له، بينما تحاول الكنيسة إثبات عدم قانونية تحوله للإسلام بزعم أنه أصغر من السن القانوني لإشهار الإسلام، وذلك حتى يكون الأمر مبررًا للضغط عليه من أجل الارتداد عن الإسلام.
وكان أكثر من 400 مواطن مسيحي تجمعوا في وقت متأخر من مساء الأحد أمام مركز شرطة قرية سمسطا بمحافظة بنى سويف بعد أن ردد بعض الأهالي شائعات مفادها اختباء الشاب الذي أشهر إسلامه داخل مركز الشرطة بقصد حمايته، وقاموا بإلقاء الحجارة على مبنى المركز مما أدى إلى إصابة اثنين من الضباط وأربعة من الأفراد.
وكشفت مصادر قبطية مطلعة لـ "المصريون" أن الأنبا أسطفانوس أسقف ببا والفشن هو الذي عمل على حشد الأقباط بدعوته أسرة الشاب والأقباط في سمسطا لاسترداد الشاب المتحول إلى الإسلام ولو اقتضى الأمر استخدام القوة، وإثر ذلك خرج المئات من الأقباط وقاموا بمحاصرة مركز الشرطة، مرددين هتافات: "بالروح بالدم نفديك يا صليب، بالروح بالدم نفديك يا صليب".
وأضاف المصادر أن دعوة الأنبا أسطفانوس جاءت بضوء أخضر من المقر البابوي، حيث أجرى اتصالاً هاتفيًا حول آلية التحرك، وأمره البابا شنودة بالتحرك للاسترداد الشاب عنوة قائلاً: "هو كل شوية واحد هايسلم بقي ولا إيه.. ما ينفعش الكلام ده" ، ومن ثم قال الأسقف للأقباط: تحركوا ولا تتركوا حقكم تحت مزاعم إجبار الشاب من قبل جاره المسلم عياد شعبان "على الدخول في الإسلام مقابل المال".
يذكر أن تلك الواقعة ليست الأولى من نوعها، ففي مارس الماضي طالب الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي وزارة الداخلية بتسليم فتاة تدعى نعمة عادل عزيز أشهرت إسلامها إلي الكنيسة مرة أخرى لإيداعها أحد الأديرة.
وأكد ديمتريوس خلال اتصالاته بقيادات الأمن وقتها أن الأقباط في ملوي مستاءون مما زعم أنه خطف قصري للفتاة التي تبلغ من العمر – 18 سنة – لإجبارها علي الدخول في الإسلام مما حدا بالأقباط للتظاهر في ملوي آنذاك، بالرغم من أنه كان قد مضى 9 أشهر على اختفائها إلا أنه لم يتحرك لهم ساكن إلا عندما قررت الفتاة التوجه إلى السجل المدني لتغير لتسجيل بياناتها الجديدة.
وكانت أجهزت الأمن قامت العام الماضي بالقبض على فتاة مسيحية أشهرت إسلامها في حي عين شمس بالقاهرة تدعي كريستين المصري وسلمتها إلى الكنيسة التي احتجزتها بأحد الأديرة، وذلك بعد أن تركت كريستين المصري التي تبلغ من العمر 18 عاما منزل أسرتها بعد أن أعلنت إسلامها خوفاً من بطش أهلها وأقامت في بيت صديقة مسلمة إلا أن والدها أبلغ أجهزة الأمن، واتهم بعض المسلمين بخطفها وإجبارها على اعتناق الإسلام، فداهمت منزل صديقة كريستين التي كانت تقيم فيه بحي عين شمس وألقت القبض عليها بناء على البلاغ الذي تقدم به والدها .
وقبلها قامت مباحث أمن الدولة بمركز ملوي بالمنيا بإلقاء القبض على فتاة تدعي عبير ناجح إبراهيم أشهرت إسلامها وسلمتها للكنيسة.
وكان نبيه الوحش المحامي بالنقض والدستورية العليا قد تقدم ببلاغ للنائب العام ضد البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط الأرثوذكس وحبيب العادلي وزير الداخلية المصري يطالب فيها بالتحقيق معها بعد تسليم الأمن للقبطيات اللاتي أشهرن إسلامهن للكنيسة مرة أخري وكأن هناك مؤامرة على السلم الاجتماعي، لصالح منظمات غربية مشبوهة تهدف لزرع فتيل الفتنة لضرب الوحدة الوطنية.
واتهم البلاغ الدولة بانتهاج سياسة الكيل بمكيالين، فإذا أسلمت قبطية قامت الدنيا، إلا بعد أن يتدخل المشكو في حقه الأول (شنودة الثالث) ولا يهدأ له بال إلا بعد أن يتم تسليمها له وكأن حالة وفاء قسطنطين أصبحت قاعدة، أما على الجانب الآخر عندما تتنصر أحد الفتيات أو الشباب ( يقصد محمد حجازى المتهرب من العسكرية) أو ماهر الجوهري عجزت كل مؤسسات الدولة عن إرجاعهم لدينهم الأصلي وهو الإسلام وهو ما يعد عجزًا شديد من جانب المشكو في حقه الثاني (وزير الداخلية) يستوجب التحقيق معه.
وكان الوحش صرح لـ "المصريون" في وقت سابق بأن تحجج قيادات الكنيسة بأن الفتيات لم يبلغن سن الرشد ليس له سند قانوني ، فهناك فرق بين التمثيل القانوني والتقاضي ، فأهلية التقاضي يقرها القانون للبالغين سن 15 سنة، أي أن يستطيعا رفع دعاوى قضائية بمفردهن، أما الحديث عن التمثيل القانوني فالمقصود به الزواج وغيره، ولا زواج إلا بولي في الأساس مهما كانت المرأة راشدة. طبيعة الفكر الشنودي الإرهابي !
لو أن فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين قال ما قاله الأنبا شنودة ، وورد في حيثيات حكم محكمة القيم في جلستها يوم الثالث من يناير 1982م : حخلى الدم للركب ! ماذا كان سيقول الإعلام والمثقفون والسياسيون ؟
كانت أبواب جهنم ستنفتح عليه ، ولا يبقى صغير ولا كبير من الموالين للسلطة والمتملقين للكنيسة وأحباب الصهاينة ، إلا ويشهر سكاكينه وأسلحته البيضاء والحمراء في وجه فضيلته ، وتنهال آلاف الدعوات المطالبة برجمه وصلبه حتى الموت بعد محاكمته أمام محكمة عسكرية عاجلة ، لأنه يدعو إلى الدم والموت !
أما الأنبا شنودة ، فالقوم يرون في كلامه نوعا من المزاح الذي يغفر له ، ويجب مسحه من الآذان بعد سماعه ، بل إن بعض المسئولين ، سيبادرون بتوبيخ من يتوقف أمام كلام الأنبا ،لأن الرجل لا ينطق أبدا بما يسوء ، حتى لو كان التهديد بإهراق الدماء وجعلها أنهارا تصل إلى الركب ؟!!
في السنوات الماضية اقتنص صحفي من إياهم لفظة " طز " من فم المرشد السابق للإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف ، وقد وردت في سياق ما ، ولكن الصحفي والجوقة المعادية للإسلام والموالية للاظوغلي والكنيسة والغرب الاستعماري الصليبي ؛ ما عتمت أن وجدت في هذه الكلمة فرصة ذهبية ، حتى انهالت على المرشد والإخوان والمسلمين بكل النعوت القبيحة والمقززة ، وراحت تتهم الرجل ومن معه في وطنيتهم وولائهم ، وانتمائهم ، وجردتهم من مصريتهم ، وبنت على ذلك كثيرا من الأفكار والتصورات التي توجب إقامة الحد على الرجل وجماعته !
أما أن يقول الأنبا شنودة :كما في ورد في حكم محكمة مصرية رفيعة : حخلى الدم للركب . فهذا لا يثير انتباه كتابنا ومثقفينا الذين يصطادون هفوة لعالم إسلامي أو باحث ، ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها ..!!
الأنبا شنودة يدين بالولاء لمدارس الأحد ، وهي التي خرجت جماعة الأمة القبطية الإرهابية التي انقضت على الأنبا يوساب واختطفته ، ويقال إنها قتلته في المستشفى القبطي ، لأنه لم يوافق على أفكارها الإرهابية الدموية ، والدخول في معمعة الصراع السياسي مع الأغلبية الإسلامية ، واختطاف الطائفة الأرثوذكسية وإدخالها إلى جيتو الكنيسة ، وقطع علاقاتها مع بقية أبناء الوطن ، انطلاقا من كون المسلمين المصريين غزاة جاءوا من الجزيرة العربية أو البادية ، ولذا يجب وفقا لمفاهيم الجماعة الإرهابية تحرير مصر منهم وإعادتها نصرانية خالصة !
وقد عبر الأنبا شنودة عن فكر هذه الجماعة عمليا في الوثيقة التي نشرها الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه( قذائف الحق ) ، وسبق أن أشرت إليها في مناسبات متعددة ، والنقطة الأبرز فيها العمل على تساوي المسلمين والنصارى في العدد بعد سنوات معينة ، من خلال اتخاذ أساليب معينة وضعها في خطته التي كشف عنها الغزالي .
و لا أظن أن الأنبا تخلى عن خطته قيد شعرة ، فهو يعمل بجد ودأب لتكون مصر أندلسا أخرى يصنعها الجهد المستمر ، والعمل الذي لا يكل .. ولعل حركته في الداخل والخارج من خلال أذرعه العديدة ، حققت نجاحات غير قليلة ، في مقدمتها اختطاف الطائفة الأرثوذكسية ، ووضعها في الجيتو الكنسي بحيث أصبح المواطن النصراني لا يعرف إلا الكنيسة حكومة وقاضيا ورجل بوليس وسجلا مدنيا ومدرسة ومكانا للترفيه وقاعة للحفلات والندوات ، على مدار اليوم والليلة ، ومن ثم فقد تشبع المواطنون النصارى بفكر الكنيسة ، وخيالات جماعة الأمة القبطية الإرهابية ، وتسرب إلى أعماقهم أنهم مضطهدون من الغزاة المسلمين الذين احتلوا مصر ، وفرضوا عليها اللغة والجزية والاحتلال ، وهو ما ينبغي في الفكر الإرهاب ي الطائفي أن يزول تماما .. أضف إلى ذلك ضرورة أن يعمل النصارى على إزاحة الهوية العربية الإسلامية من جبين مصر ، وذلك عن طريق بناء الكنائس على هيئة قلاع ذات صلبان ضخمة تضيء بقوة في بالليل ، وشراء الأراضي وخاصة في الصحارى ، والترويج لفكرة إقصاء الإسلام من خلال طرح ما يسمى ازدراء المسيحية في التعليم والإعلام والثقافة ،والمطالبة عبر الأقلام النصرانية ، والموالين للكنيسة من المسلمين اسما ، بحذف القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والتاريخ الإسلامي من المناهج التعليمية والإذاعات والقنوات الفضائية والأرضية والكتب التي تطرح على الناس .. يرافق ذلك ويلاحقه حركة فعالة من الناشطين النصارى ( من المحامين وغيرهم ) الذين يقيمون جمعيات باسم حقوق الإنسان يصدرون البيانات المتتالية عن اضطهاد النصارى والتمييز ضدهم ، ويقومون برفح الدعاوى ضد الكتاب والمفكرين الإسلاميين وأساتذة الجامعات الذين يتناولون المسيحية تناولا علميا ؛ لإرهابهم وإخافتهم بتهمة ازدراء الأديان وإثارة الفتنة الطائفية ، والإساءة إلى شركاء الوطن وامتد نفوذ هؤلاء إلى الأزهر ، المؤسسة العلمية الإسلامية التي يفترض أن تكون بمنأى عن الاستهداف الطائفي الذي يمارسه المتمردون الطائفيون بحكم العلاقة الحميمة بين الشيخ والأنبا .. ولكن الأزهر لم يسلم من الإرهاب الطائفي ولعل في إرغام مجمع البحوث الإسلامية على سحب كتاب محمد عمارة ( تقرير علمي ) ، الذي يرد فيه على كتاب غير علمي يسب الإسلام ويطعن في نبيه صلى الله عليه وسلم ، أبرز الأمثلة على الإرهاب الذي لم يتوقف عند التشهير والدعاية ، فهناك إرهاب دموي آخر يمارسه بعض عوام النصارى بسبب الشحن الطائفي في الكنيسة وصل إلى حد القتل ، ومن أمثلته ما قام به المدعو رامي عاطف خلة وعمه رأفت خلة من إطلاق الرصاص ضد شقيقة الأول التي أسلمت وزوجها وطفليهما بمنطقة الأميرية في القاهرة في الصيف الماضي (2009م) وكان الأهالي قد فوجئوا بقطع التيار الكهربائي عن المنطقة وإطلاق الرصاص بغزارة من سلاح آلي مما خلف قتيلا هو الزوج ومعاقا هو طفلته ومصابا هو الزوجة .!
إلى جانب ذلك فأثرياء الطائفة انطلاقا من التعصب الذميم الذي زرعته الكنيسة قاموا بدور مهم في تمويل المخططات الكنسية (الأندلسية ) ببناء الكنائس الضخمة ، وإنشاء القنوات التلفزيونية التي تتبني اللهجة العامية بوصفها أقرب إلى لغة المصريين القدماء وليس اللغة العربية التي يفترض إزاحتها تماما لأنها لغة الغزاة البدو، واستقطاب أكبر عدد من الصحفيين والكتاب والإعلاميين الباحثين عن الرزق أو المعادين للإسلام مع أنهم يحملون أسماء إسلامية ، أو يرون الإسلام مجرد صلوات بين أربعة جدران ومأذون عند الزواج وإمام يصلى الجنازة !
في الخارج كان المخطط أكثر توحشا . قنوات فضائية طائفية تسب الإسلام والمسلمين ، وتطعن في النبي – صلى الله عليه وسلم – على مدار الساعة ، وحين سئل الأنبا عن إحداها التي بلغت درجة في الفحش غير مسبوقة قال : إنها حرية فكر ! ونسي أن ضيفا تلفزيونيا قال على إحدى القنوات إنني لست المسيح ، فلم يسلم من الزمرة الإرهابية المتوحشة التي تحركها الكنيسة ، حيث أثارت ضده كل الضغوط القضائية والإعلامية والسياسية ، حتى ركع الشخص المذكور على ركبتيه أمام الكنيسة ورجالها !
أما خونة المهجر الذين يتظاهرون ضد الدولة والسلطة فحدث ولا حرج ! كلما زار الرئيس عاصمة أوربية ، وجدهم في انتظاره ، يرفعون شعارات الاضطهاد والاتهام بالوحشية للنظام وأفراده ، أضف إلى ذلك مواقعهم الإلكترونية ، التي لا تقل بذاءة وخبثا وكذبا وخسة عن القنوات الفضائية الطائفية ، واقرأ ما شئت من موضوعات آثمة خائنة ، وتحريض على قتل رئيس الدولة ومسئوليها ، وشتائم لا تليق بمن ينتمون إلى المسيح حقا الذي يدعو كما يقول إنجيلهم إلى المحبة ومباركة اللاعنين وحب الأعداء .. ثم تأمل الرسائل البريدية على الشبكة الضوئية وبعضها لا يمت بصلة إلى من لديه أدني إيمان بالمسيح عليه السلام وتعاليمه .. والمفارقة أن الأنبا يصف هؤلاء الخونة بأنهم أبناء طيبون صالحون ، ويرى أن من يطالبون باستعداء الدول الكبرى ، ودعوة الكيان الصهيوني للتدخل في مصر مجر فرد مجنون ؟!!
ويبدو أن الأنبا لا يعرف شيئا عما يجري من تنظيمات وجماعات طائفية مجرمة ترفع لافتات أن النصارى هم أصل مصر – أي أن المسلمين دخلاء ! – وكأنني بلوني الأسمر ، وسحنتي الإفريقية لا أنتمي إلى مصر ، مع أن سحنة كثير من النصارى أقرب إلى اليونان وروما ومالطة والشام .. من منا مصري أي قبطي ؟
كنت أتمنى من الأنبا لو كان لديه بعض من الدبلوماسية أن يستفيد من فرصة حديثه إلى صحيفة نداء الوطن الطائفية (10/4/2010م ) ، ليطلب من خونة المهجر أن يكفوا ، وأن يحترم هو الشريعة الإسلامية عندما تكلم عن الميراث ، فنصيب المرأة في التركة قد يصل أضعاف الرجل في بعض الحالات ، والمرأة في كل الأحوال ملزمة من الرجل ، وإن لم يوجد لها قريب فبيت المال – أي وزارة بطرس الحفيد في مصر – مسئولة عنها ، هكذا علمنا الإسلام ، علما أن الأنبا درس الشريعة الإسلامية جيدا ويعرف تفاصيلها ودقائقها فلماذا إهانة الشريعة ، ورفض تطبيقها على النصارى الذين يريدون ذلك ، والقول إنها تميز بين الرجل والمرأة ؟
إن طبيعة الفكر الدموي الإرهابي الذي تتبناه الكنيسة ، لن يحقق لها شيئا ، حتى لو التزمت الحكومة الرخوة الصمت وعدم المبالاة ، لأسباب تخصها ، ولكن النتائج قد تكون في غير صالح الكنيسة المتمردة في كل الأحوال !
هامش :
- تكريم الأديب الكبير جابر قميحة في نقابة الصحفيين بمعرفة مركز الإعلام العربي ، وحضور نخبة تمثل ضمير الأمة الحي وصوتها النقي النظيف ؛ أكبر من جوائز الدولة الكبرى التي يمنحها مثقفو الحظيرة ، وكتاب البلاط !
- نواب القتل والضرب في المليان بالرصاص الحي ؛ نوع جديد من أنواع النواب الذين تختارهم السلطة الفاشلة وتصنعهم على عينها ، يضاف إلى الأنواع الأخرى : الكيف والتأشيرات والعلاج وسميحة والسي دي والنقوط وسب الدين والسرقات العلمية والقمار والمحمول . نسأل الله أن يذوقوا القتل على يديها - أي السلطة !
- كيف يدعو النظام إلى ما يسمى المواطنة ، وبعض صحفه الرسمية والملحقة بها من صحف الأحزاب الحكومية تخصص صفحة أسبوعية للطائفة تكرس فيها الفرز الطائفي والاستعلاء الطائفي ؟
- كان منتفخا حتى كادت النرجسية تمزقه ، وهو يتحدث باشمئناط ومن طرف لسانه عن الحسبة ، وفضله الذي لم يسبق أحد إليه عن خدمة التراث الإسلامي ، ونسي أن الناس تعلم أن ورشته هي التي تحقق وتكتب ، وأن تجنيده لخدمة المؤسسة إياها هو الذي جعله يتقاضى عشرات الألوف شهريا ، ويملك شبكة علاقات عامة . رحم الله آل شاكر وهارون الذين عملوا بجهدهم وإخلاصهم في صمت وماتوا في صمت ! .
مسلسل "ساوث بارك" الكارتوني يسئ للرسول الكريم |
هاجم موقع الكتروني معدي مسلسل "ساوث بارك" الكرتوني الساخر بعدما أظهروا النبي محمد، "صلى الله عليه وسلم"، وهو يتنكر بزيّ دبّ.
وذكرت شبكة "سي أن أن" أن موقع "revolutionmuslim.com" وضع تعليقا يحذر معديّ البرنامج تيري باركر ومات ستون من عواقب عنيفة بعد إظهار الرسول الكريم وهو يرتدي بزة دبّ.
وتضمنت الحلقة مناقشة ساخرة بين الشخصيات حول إظهار صورة الرسول الكريم وقرروا بعدها إظهاره وهو يتنكر بزيّ دبّ.
وجاء في التعليق على الموقع الالكتروني "علينا أن نحذر مات وتيري من أن ما يقومان به غبيّ، وعلى الأرجح سينتهي بهما الأمر مثل ثيو فان غوغ لعرض هذه الحلقة، هذا ليس تهديدا بل تحذير من حقيقة ما قد يحصل لهم".
وفان غوغ هو صانع أفلام هولندي قتل على يد متشدد إسلامي عام 2004 بعد إعداده فيلما وثائقيا عن العنف ضد النساء في بعض المجتمعات الإسلامية.
ويشير التعليق إلى الأمكنة التي يمكن فيها الاتصال بالمعدين من خلال وضع عناوين شركتهما في لوس انجلس وعنوان شركة "كوميدي سنترال" المنتجة في نيويورك.
غير أن مدوّن التعليق أبو طلحة الأميركي نفى لشبكة "سي ان أن" أن يكون وضع العناوين هو تهديد، مشيراً الى انه وضعها لمنح الناس فرصاً للاحتجاج.
ويظهر الموقع صورة لفان غوغ وقد قطع عنقه وغرس خنجر في صدره فيما يسمع في الخلفية خطاب لرجل الدين اليمني – الأميركي أنور العولقي يتكلم فيها عن اغتيال الذين أساؤوا للرسول محمد "صلى الله عليه وسلم".
وقال الأميركي إنه تم وضع خطاب العولقي لتذكير المسلمين بأن إهانة الرسول إساءة خطيرة وعقوبتها الموت في الإسلام، مشيراً إلى احتمال إقامة احتجاج ضد البرنامج.سأفترض أن "نايب" الضرب في المليان صادق في عدم معرفته بحركة 6 أبريل، ولم يكن "يصيع" على الاعلامية منى الشاذلي عندما قال إنه سأل فأجيب بأنه عيد ميلاد جميلة إسماعيل!
سأفترض أيضا أنه ليس "نايب صايع" عندما طلب من جميلة ألا تتعصب لأن "حلاوتها تزيد مع العصبية".. وأنه طلب إطلاق النار فقط على "الخارجين على القانون" الذين يعتدون على رجال الشرطة.
وسأذهب في نيتي الحسنة إلى أبعد من ذلك، فأظن أن ثقافته التي ظهرت من خلال برنامج العاشرة مساء في مواجهة منى وجميلة لا تؤهله أكثر من معرفة النطق بمصطلح "المحظورة" الذي تكتبه صحافة الحزب الوطني المعروفة مجازا بالقومية، كناية عن جماعة الإخوان المسلمين، وعندما سألته مقدمة البرنامج الذكية "ودي ليه عرفتها"؟!.. أجابها "لأنها تنظيم دولي"!
في الواقع كان النايب "صايع" جدا في مراوغاته والتخلص من الموقف البايخ الذي وضع نفسه فيه.. فهو لا يعرف 6 أبريل وليس ضد المتظاهرين لأنه كان يوما – على حد قوله – متظاهراً عام 1968 في البحيرة. لم ينكر أنه وصف الشباب الذي تجمع في قصر العيني وميدان التحرير بشوية "صُيع" لكنه لم يوضح كيف عرف أنهم "خارجون عن القانون" فهو يقصدهم وحدهم بهذا التعبير لأنه لم يكن غيرهم في وقفتهم السلمية عندما تعرضوا للسحل والاعتقال!
وبحسن نيتي سأخلصه من مأزق كلمة "الصيع" فالعامية المصرية مطاطة وذكية وعندها أريحية، فربما قصد المعنى الجميل الذي استخلصته أنا عندما وصفته بـ"النايب الصايع" بسبب ردوده في العاشرة مساء، فالصياعة هنا ليست على محمل السوء، وإنما تعني أنه مراوغ، ماكر، ذكي، دبلوماسي، قادر على أن يبيعنا "الهوا في أزايز" ولهذا جعل جميلة إسماعيل تعلن في جزء من الحوار أسفها على أن وسائل الاعلام نقلت خطأ تصريحات إطلاق الرصاص في المليان على شباب 6 أبريل!
لكني هنا لن أفلت من التعليقات التي ستتهمني بمحاباة "النايب الصايع".. أعني الذكي.. واختلاق الأعذار له.. ففي رأيهم أنه عندما وصف شباب 6 أبريل بهذا المعنى، أراد التصغير من شأنهم واهانتهم وتحقيرهم، فهل يعقل أن يطلب من الداخلية قتلهم بالرصاص لهذا الذنب وحده والكف عن مواجهتهم بخراطيم المياه!
ماذا سنفعل إذا عممنا عقاب "الصُيع" على شغب الملاعب ومعاكسات الشوارع ومخالفي المرور ورواد دور السينما وأطفال الشوارع وغيرهم وغيرهم.. من سيبقى على قيد الحياة؟!
لفظ "الخارجين عن القانون" مطاط وسيؤدي "بالنايب" في ستين داهية، لأنه لم تمر 24 ساعة على تصريحاته، إلا والمئات من الشباب يهاجمون مركز شرطة في بني سويف ويصيبون ضباطه وجنوده، وبعضهم إصاباته مؤلمة، لمجرد شائعة أن شابا مسيحيا تحول إلى الاسلام موجود داخل القسم.
لو كنت مكان منى الشاذلي أو جميلة إسماعيل لسألته: ماذا يحدث لو قام رجال الداخلية بتطبيق قانونه على هذه الواقعة؟!
سيموت المئات وستحترق مصر طائفيا وتدخل في حرب أهلية يعلم الله نهايتها ونتائجها بسبب ثقافة نائب لا يعلم أن هناك حركة اسمها 6 أبريل، أو جماعة إسمها "الإخوان المسلمين" ولم يسمع عن "كفاية" ولا سعد زغلول ولا الفرق بين ما كان يطبقه الاحتلال الانجليزي على المتظاهرين المصريين، وبين واجب حكومة مصر أمام مواطنيها وشبابها والرأي الآخر!
والسؤال الأهم: كيف يناقش رجل هذا مستواه الثقافي والسياسي والإجتماعي والتعليمي، أوضاع الأمن والحاضر والمستقبل كونه عضوا في لجنة الأمن القومي وحقوق الإنسان؟!
الآن والآن فقط عرفت لماذا سيمنعون عنا النيل.. ونحن نغني ظلموه!
لا أستطيع أن أجد أي مبرر منطقي لصمت الحكومة المصرية والبرلمان المصري والنائب العام المصري على فضيحة رشاوى المرسيدس التي انتشرت تقاريرها مؤخرا ، إلا أن يكون هناك تواطؤ فاضح على حماية المرتشي المعروف والتستر عليه ، ربما لأنه يمسك "ذلة" على الآخرين ، القضية بدأت عندما تعرض أحد كبار موظفي شركة "ديملر بنز" المنتجة لسيارات المرسيدس لمشكلات مع الشركة وظلم وظيفي فادح ، فأراد الانتقام من الشركة فسرب وثائق دامغة إلى شركة أمريكية منافسة عن قيام شركة مرسيدس في الفترة من عام 1998 إلى عام 2008 بدفع رشاوى منتظمة إلى مسؤولين كبار في العديد من دول العالم الثالث من أجل تمرير صفقات سيارات وشاسيهات وغيرها من منتجات مرسيدس بالأمر المباشر بعيدا عن المنافسة الشريفة والتجارة المتسمة بالشفافية ، الشركة الأمريكية لجأت إلى هيئة سوق المال والتداول الأمريكية وقدمت لها المستندات والوثائق التي حصلت عليها ، فتم فتح تحقيق في الموضوع ، انتهى إلى اعتراف شركة "ديملر بنز" بالجرم المشهود ، وأنها قدمت رشاوى بلغت عشرات الملايين من الدولارات لمسؤولين كبار في إطار تمرير منتجاتها ، وهو ما اعتبرته هيئة سوق المال والتداول الامريكية خرقا لقواعد الشفافية والمنافسة الشريفة في الأسواق الدولية ، وانتهى الأمر قضائيا بإدانة الشركة وقضت المحاكم الأمريكية بتغريم "ديملر بنز" مائة وثمانين مليون دولار كعقوبة ملائمة للسلوك المعيب الذي سلكته الشركة ، إلى هنا والقضية تخصهم هم ، أما ما يخصنا نحن في مصر فهو أن التحقيقات في القضية كشفت عن أن أحد هؤلاء الذين تلقوا رشاوى من شركة مرسيدس لتمرير صفقاتها في مؤسسات حكومية مصرية ، هو "مسؤول حكومي مصري كبير" على حد وصف جهات التحقيق ، وقد حصل على ما يقرب من سبعة ملايين جنيه مصري رشوة في هذه العملية وحدها ، حاولت بعض الجهات السياسية أو الإعلامية الحصول على اسم "المسؤول المصري الكبير" الذي تلقى رشوة مرسيدس ، إلا أن الجهات الأمريكية امتنعت عن التصريح باسمه ، وقالت متحدثة باسم وزارة العدل هناك أنهم يملكون اسم المسؤول ولكنهم لا يتعاملون في طلبات الكشف عن أشخاص في هذا الموضوع إلا مع جهات رسمية ، فإذا طلبت جهة رسمية مصرية الملف يمكن أن نسلمه لها ، ومن ساعتها والنداءات متوالية لرئيس الوزراء أحمد نظيف ، وللنائب العام عبد المجيد محمود ، ولرئيس مجلس الشعب أحمد فتحي سرور ، من أجل أن يتحرك أحد في البلد ويخاطب الجانب الأمريكي ـ رسميا ـ بطلب الملف ، لكي تأخذ العدالة مجراها في مصر ، لكن الجميع جعلوا أذنا من طين وأخرى من عجين ، وهو ما وضع علامات استفهام كبيرة جدا ، وليست علامة استفهام واحدة ، عن طبيعة هذه الشخصية "الرفيعة" التي حصلت على الرشاوى من مرسيدس ، وأيضا عن سر هذا الصمت المطبق والمحرج جدا للحكومة المصرية والدولة المصرية بكامل أجهزتها ومؤسساتها ، لأنها بدت في صورة المتستر على المجرمين والمرتشين ، وبطبيعة الحال مثل هذا الصمت والتواطؤ على إخفاء اسم الشخص ، يجعل الفرضيات تذهب إلى أسماء كثيرة ، في أعلى هرم السلطة وفي وسطها كذلك ، لأن الصفة التي أطلقتها جهات التحقيق على المسؤول المصري تعني أنه شخصية لا تقل عن وزير ، ويمكن أن يكون رئيسا للوزراء ، لأن هذا الوصف لا يطلق على وكيل وزارة مثلا ، كما أن صلاحيات منح الأمر المباشر في مثل هذه التعاملات الكبيرة لا يمكن أن تصدر إلا من وزير كحد أدنى أو ما يعلوه ، المشكلة أيضا أن تعاملات مرسيدس كانت متنوعة ومع جهات عديدة ، منها جهات سيادية ، وبدون شك ، فإن واقعة مرسيدس ليست هي الواقعة الوحيدة في مسلسل الفساد الرسمي واسع النطاق ، ولكنها هي الواقعة التي تم الكشف عنها مصادفة ، فكانت فضيحة ، والحظ الأغبر لهذا المسؤول المصري جعل موظف "ديملر بنز" يختلف مع قيادة الشركة ويسلم "وثائق" الاتهام بالرشوة لهيئة سوق المال والتداول الامريكية ، وإلا كان قد ظل في ستر يطل علينا بطلاته البهية في التليفزيون الرسمي للدولة |
|
|
|
|
|
|
|
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق