الخميس، يوليو 16، 2009

لكأني بفرانسيس فوكوياما الذي بشر بنهاية التاريخ بعد انهيار الشيوعية وانتصار الليبرالية الغربية ووحدانية السوق كما أطلق عليها جارودي لكأني به ينقلب على

لكأني بفرانسيس فوكوياما الذي بشر بنهاية التاريخ بعد انهيار الشيوعية وانتصار الليبرالية الغربية ووحدانية السوق كما أطلق عليها جارودي لكأني به ينقلب على عقبيه مائة وثمانين درجة في كتابه الأخير الذي هو عبارة عن محاضرتين له جمعهما في كتاب تحت عنوان" بناء الدول" حيث يتطرق فيه إلى الأسباب التي تقود إلى فشل الدول ، مذكرا أن فشل الدول لم يبدأ فقط بسبب" الإرهاب ورعايته" وإنما سبقه حين تدخلت واشنطن في الصومال من خلال التدخل الإنساني تحت اسم عملية الأمل، مذكرا أن فشل الدول الطرفية البعيدة النائية مهدد للأمن العالمي ظهر ذلك في أفغانستان وبعد أحداث الحادي عشر من أيلول، مناقضا بالتالي المؤرخ الأميركي بول كندي في كتابه الدول المحورية، إذ أن الدول الطرفية مثل أفغانستان والصومال وغيرهما أصبحتا أكثر أهمية من كثير من الدول العالمية في ظل تنامي ظاهرة ما تعرف بـ " اللاعبين غير الحكوميين " ..
يتطرق في كتابه إلى فشل الدول وعدم بناء مؤسساتها بشكل فاعل ويرى بأنه يعود إما إلى المشروعية الشعبية وقناعة الشعب فيما إذا كانت هذه الحكومات تمثلهم أم لا، بالإضافة إلى قدرتها على إدارة الدولة وتقديم الخدمات العامة الرئيسية لشعبها ، وهنا يتطرق إلى قضية بالغة الحساسية وهي أن منظمات المجتمع المدني في البداية كان مرحب بها من قبل العالم الغربي على أساس أنها ستضعف ديكتاتورية وسلطة الدولة وبالتالي ستتعزز المشاركة الشعبية لتضعف قبضة الدول البوليسية، لكن ذلك تراجع وانهار تحت مطرقة أحداث الحادي عشر من أيلول ليتم الدفع بتعزيز قبضة الدولة وإيثار الآني على البعيد، وتفضيل مصالح الأمن بمفهومه الضيق على مفهوم الأمن الأشمل ..
ويدعو الكاتب إلى التركيز على بناء الدول من حيث الجانب الصحي والتعليمي والبنكي وإصلاح الشرطة والأجهزة الأخرى، وأن أفضل الحلول هو ترقية الحل الوطني وليس فرض حلول من الخارج التي أثبتت فشلها فاستنبات حلول في بيئة مغايرة ستكون عواقبه كارثية ووخيمة، فما يصلح في بلد بالتأكيد لن يصلح في أخرى ..
الكاتب يرى إن كان ما يتردد عن مخاطر وقوع سلاح نووي بأيدي إرهابيين صحيحا!!! فإن مبدأ الضربات الوقائية والاستباقية الذي دشنته أميركا أثار فوضى واضطرابا كبيرين في العالم ..ويخلص إلى إظهار التباين في الرؤيتين الأميركية والأوربية في تسيير شؤون العالم فينقل عن كاغان قوله إن الأميركيين يعتقدون أن العالم لا يزال تقليديا ولا بد من التعاطي معه بشكل تقليدي من خلال الحرب والقوة وهو ما فعلوه مع القاعدة والعراق، بينما الأوربيون يرون أن العالم وصل إلى مرحلة يمكن التعاطي معه من خلال الديبلوماسية والتدرج والاتفاقيات وادماج الآخر وليس بالوسائل التقليدية القديمة ..

ليست هناك تعليقات:

ينتزع اللقب بفارق نقطتين عن أرسنال.في سبع سنوات أفوز بلقب الدوري الإنجليزي ست مرات

    أشاد جوسيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي بإنجاز تتويج فريقه بلقب الدوري الإنكليزي لكرة القدم للمرة الرابعة على التوالي. وبات مانش...