الأربعاء، سبتمبر 03، 2008

أين ذهب هذا المبلغ الضخم وهو " 130 مليار دولار" ؟.....

أنه خلال الثلاثين سنة الأخيرة حصلت مصر على 150 مليار دولارعلى شكل منح وقروض وهبات .. صرف منها حوالى 12 مليار دولارعلى مشاريع البنية الأساسية وستة مليارات دولارعلى مشروع مترو الأنفاق .. ومصيرالمبلغ الباقى غير واضح !!!! أين ذهب هذا المبلغ الضخم وهو " 130 مليار دولار" ؟..... !!! وها نحن الأن كدولة مدينون وحسب آخرتقرير للبنك الدولى بمبلغ 106.6 مليار دولار كديون داخلية و 29 مليار دولار للعالم الخارجى ولا توجد خطة واضحة المعالم عن كيفية سداد هذه الديون. وقبل أن نتعرض لموضوع كيفية سداد الديون لابد من القاء نظرة سريعة على مصادر الدخل الأساسية للدولة المصرية والتى هى متغيرة ومرتبطة بالتغيرات الدولية .. وهى كالتالى : أولا : تحويلات المصريون بالخارج وبالذات من دول الخليج بلغت 6 مليار دولار سنة 2006 . وهذه التحويلات فى سبيلها للهبوط لأن دول الخليج وليبيا بدأت فى برامج جادة يتم من خلالها احلال العمالة الوطنية بدلا من الأجنبية . وكما نعلم جميعا أن العمالة المصرية فى دول الخليج ليست على مستوى تقنى مرتفع وتحتاج الى اسثمار لثقلها. ثانيا : صادرات البترول والغاز الطبيعى : تنتج مصر حوالى 274 مليون برميل بترول سنويا واحتياطى مصرمن البترول 3700 مليون برميل وهو احتياطى هزيل وقد يتم استهلاكه خلال عشرة سنوات. أما الغاز الطبيعى فلقد عقدت مصراتفاقيات مجحفة ولمدة خمسة عشرعاما لبيع الغاز الطبيعى لكل من : الأردن واسرائيل وأسبانيا بأسعار تفضيلية ولم نسمع عن مصطلح الأسعار التفضيلية فى بيع الثروات الطبيعية وبالذات من دولة غارقة فى الديون فاسرائيل وأسبانيا ليس لديهم ديون خارجية ومستوى دخل الفرد فى هاتين الدولتين 17.360 دولار فى اسرائيل - 21.530 فى أسبانيا فما حاجتهم لأسعار تفضيلية ؟؟؟؟ أما بالنسبة للأردن فمتوسط دخل الفرد حوالى 2.190 دولار سنويا وهو أعلى من نظيره المصرى .. علما بأن ديون الأردن الخارجيه حوالى 8 مليار دولار. وهنا لابد أن تناقش الحكومة المصرية بلا خجل من جديد هذه الاتفاقيات وقد سبقتنا روسيا وفنزويلا فى ذلك .. فروسيا تفاوضت لرفع سعر الغاز الطبيعى الذى كانت تبيعه لشرق أوروبا وبالذات أوكرانيا بسعر مخفض وهددت بقطعه اذا لم يرتفع السعر!! وفى فنزويلا أصر شافيزعلى مناقشة عقود البترول مع الشركات الأجنبية على ضوء الأسعار العالمية المستجدة وقد نجحت روسيا وفنزويلا !!! ثالثا : دخل قناة السويس : وهو حوالى 3.500 مليار دولار سنويا وهو لن يزيد ان لم ينقص بسبب التوسعات الحالية فى قناة بنما والمشروع الاسرائيلى بربط الاردن و العراق والخليج وبشبكة سكك حديدية والالتفاف حول قناة السويس. رابعا : السياحة وهى مصدر رئيسى للدخل وتجلب حوالى 6.600 مليار دولار سنويا . وهى أيضا متغيرة طبقا للوضع المتذبذب فى الشرق الأوسط والخوف من وقوع هجمات ارهابية. خامسا : المساعدات الأمريكية 2 مليار دولار وهى مساعدات معظمها عينى ومرتبطة بشروط الادارة الأمريكية. وأخيرا علقت الولايات المتحدة جزء من هذه المساعدات تحت بند اخلال مصر بشروط معاهدة السلام الاسرائيلى والذى من أجلها منحت هذه المعونه والفشل المصرى فى مراقبة الحدود المصرية الفلسطينية الأمر الذى جعل حماس تستطيع تهريب سلاح من اتجاه مصر الى غزه وهو سبب واهى الا أنه يؤكد على عدم ثبات هذه المساعدة كبند أصيل فى الاقتصاد المصرى. وهنا يمكن لنا أن نحدد المشكلة فى نقطتان : الأولى : الديون الخارجية. والثانية : قلة الموارد . ولحل مشكلة الديون الخارجية أقترح أن تحاول مصر التفاوض للحصول على اعفاء من ديونها الخارجية .. أقول تحاول!! وهذا لن يتم فى ظل عدم وجود نظام ديموقراطى سليم والقضاء على الفساد والسرقة ووجود عدالة اجتماعية حقيقية فى مصروهذا مطلب أساسى لسقوط الديون من الدول الدائنه.. ولكن يمكن لمصر اسقاط كثيرمن ديونها اذا ما اتبعت الطريقة الصحيحة للتفاوض وهى "استيراتيجية عشرة سنتات على الدولار" ويعرفها جميعا كل من تعامل مع البنوك الغربية ويعانى من صعوبة فى دفع الدين . وبمقتضى هذه الاستراتيجية تدفع مصر ديونها وتتخلص من عبئها فقط بعشرة فى المائه فقط من حجم الديون الكلى .. وهناك مكاتب عالمية كل عملها وتخصصها هو التفاوض لدفع القروض بهذه الطريقة للاشخاص والدول المتعثرة على السواء. وللعلم الجزائر وروسيا استغلوا ارتفاع اسعار البترول وتخلصوا نهائيا من قروضهم المرهقة فلقد دفعت الجزائر 118 مليار دولار لدائنيها منها 34 مليار دولار كفوائد فقط .. وأيضا للتذكرة هناك دولا بلا ديون خارجية اطلاقا وهى : اليابان وكل دول الاتحاد الأوربى واسرائيل . أما مشكلة قلة الموارد فحلها يكمن أولا: فى جذب الاستثمارات الخارجية هل يعقل أن تكون مصر فى المرتبه 141 للدول الجاذبة للاستثمار الخارجى طبقا لتقريرمؤسسة التمويل الدولى التابعة للبنك الدولى من أصل 155 دولة وقد سبقتها كل الدول العربية تقريبا واحتلت السودان المرتبة ال151 ؟؟ فدول مجلس التعاون الخليجى تستثمر 542 مليار دولار فى الخارج حصلت الولايات المتحدة على أكثرمن 300 مليار وأوربا 100 مليار والشرق الأوسط 60 مليار وحوالى 20 ملياراخرى حول العالم . وحجم الاستثمارات السعودية فقط فى الولايات المتحدة يتراوح مابين 400 الى 600 مليار دولار. وأخيرا كان تصريح مدير البنك المركزى الاسرائيلى عن فرص الاستثمارات الخليجية فى اسرائيل بحلول السلام .. كل هذه الاستثمارات الخارجية تمر وتلتف حول مصربسبب سوء الادارة ونصيبنا من الاستثمارات الخارجية فقط حسب تصريحات الوزير غالى ارتفعت فى خلال الثلاث سنوات الأخيرة من 450 مليون دولار الى 11 مليار دولار!!! ثانيا : مشكلة قلة الموارد حلها يكون أيضا فى بيع شركات القطاع العام للمستثمرين المصريين أولا والعرب ثانيا بأسعارعادلة وليست على طريقة البيع للمختارين من المحاسيب وأن توجه حصيلة البيع لسداد الديون الخارجية والتفرغ للتركيز على الثروة البشرية التى طبقا لما سبق هى مستقبل مصرالحقيقى . نعود لربط ما سبق بفكرة ثقافة الهزيمة ونقول أن الثروات الطبيعية غير ثابته وأن حاجة مصرواعتمادها على الثروة البشرية ضرورى وأساسى ولاغنى عنه .. هذه الثروة التى تعرضت فى خلال الثلاثين عاما الأخيرة الى تسمم فكرى متعمد. أخيرا : خطأ فادح أن يتصور البعض أن التقدم يحتاج الى نظام رأسمالى حر فقط !! فالتقدم يحتاج الى حد أدنى من القانون .. والديموقراطية...وعدم وجود ادارة فاسدة ...وهذه هى مشكلة مصر بكل أسف.

ليست هناك تعليقات:

ضربتا جزاء ضائعتان من مبابي وصلاح. المنحوس منحوس ياأبوعكة إحراز هدف بالريال أضحى كابوسإذهبغيرمأسوفعليك

  ضربتا جزاء ضائعتان من مبابي وصلاح. سجل أليكسيس ماك أليستر وكودي غاكبو في الشوط الثاني، ليفوز ليفربول الإنجليزي على ضيفه ريال مدريد الإسبان...