ان الحق ينزع ولايمنح!سالم القطامي .إذا أرادت هذة الأمة البقاء فحتماً أن يكون مصير طغاتها الفناء! لـن يمتـطى مبارك ظهـرك مالم تبرك له!ثوروا تصحوا!!!! سالم القطامي #ثوروا_تصحوا #سالم_القطامي هيفشخ العرص
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ضربتا جزاء ضائعتان من مبابي وصلاح. المنحوس منحوس ياأبوعكة إحراز هدف بالريال أضحى كابوسإذهبغيرمأسوفعليك
ضربتا جزاء ضائعتان من مبابي وصلاح. سجل أليكسيس ماك أليستر وكودي غاكبو في الشوط الثاني، ليفوز ليفربول الإنجليزي على ضيفه ريال مدريد الإسبان...
-
http://www.mediafire.com/watch/bdga95p7nevmech/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D9%81%D8%B7%D8%A7%D8%B7%D8%A7_10.mov بالفيديو الكاراتيه د...
-
#لاترحمواخونةكهنةالكفاتسةأبدا الإرهابي الصليبي اللقيط نطفة الإحتلال الصهيوصليبي الأجنبي لبلادالمسلمينNabil Ibrahimصليب الحلوف إبن الزانيةال...
-
سفانتي بابو يفوز بجائزة نوبل منحت جائزة نوبل في الطب هذا العام للعالم السويدي “ سفانتي بابو “ ، لأبحاثه الرائدة في مجال الشريط الوراثي ول...
هناك 3 تعليقات:
Nice blog. Thats all.
Concentrate to the things that could give information to the people.
عاطف بطرس العطار
يمر أقباط اليوم بأزمة حرجة ومعقدة تحتاج إلى مراجعات كثيرة. فمن المسلم به أن مجتمع الأغلبية هو الأكثر قدرة وفعالية، وصحيح أنه يمكن إرجاع زيادة دور المؤسسة الدينية منذ بداية السبعينات وتغلغلها في كثير من الجوانب الاجتماعية والثقافية في حياة الأقباط إلي سيادة الخطاب الإسلامي السلفي المتشدد وانتشار حركات الإسلام السياسي الرافض للأخر.
وصحيح أن الدولة قد تقاعست عن حل هذه المشكلات، بل شاركت في تهميش الأقباط وأن الشارع المصري قد تحول في العقود الأخيرة إلى بيئة معادية لكل ما هو مغاير للصورة التي ترسخ لها الأفكار الأصولية المتعصبة، وهذا يعمق لدى الأقباط الإحساس بالظلم والاضطهاد. كل هذا صحيح ولكن الإشكالية الكبرى هي لجوء أقباط مصر للهجرة الداخلية ( بجانب الهجرة الخارجية المطردة ) والتقوقع داخل أروقة الكنيسة والعزلة التدريجية عن مجتمع الأغلبية، فسيطرت المؤسسة الدينية علي حياة الأقباط وخصوصاً الشباب منهم وهو ما سمي "بالنهضة الروحية" مما أدى إلى اختزال الهوية لتقتصر على الشق الديني القبطي على حساب المكون الأساسي والواقعي لها وهو الثقافة العربية الإسلامية.
فالقبطي يفكر ويتكلم ويقرأ بالعربية وينتمي إلى حضارة تأثرت إلى أبعد الحدود بتقاليد الإسلام وميراثه الثقافي. وهو يتعاطى ويتفاعل مع كل جوانب هذه الثقافة كالأدب والموسيقى والعمارة، ولكنه يحاول إنكار كل هذا عندما يتخذ لنفسه هوية قبطية أحادية متخيلة ، فيعيش حالة انفصام. فإذا ما حاول أن يعيش هذه الهوية المتصنعة لم يستطع، لأنه لا يتكلم القبطية ولا يعيش في العصر القبطي، فيغترب عن الواقع وينعزل داخل مجتمع الأقباط ويلجأ إلى المؤسسة الدينية متقمساً دور الضحية المفعول بها لاغياً دوره كفاعل اجتماعي وسياسي. أما إذا ما توهم أنه أقرب إلي المجتمع الغربي فسيكتشف أن ما يربطه به هو القليل الواهي.
فلا يعقل أن يكون المواطن البريطاني أو السويدي أقرب إلى القبطي ثقافياً من المصري المسلم الذي يشاركه كل شيء إلا الموروث الديني، كما أن المسلم الاندونيسي أو الماليزي لا يمكن أن يكون أقرب إلى المسلم المصري ثقافياً من القبطي لمجرد أنهم يشتركون في مواعيد الصلاة و الشعائر الدينية. ومع هذا فقد انقرضت الأسماء العربية كليتاًً في الأجيال القبطية الحديثة التي غلبت عليها الأسماء الغربية والغريبة أو القبطية القديمة والتي تكون أحياناً أكثر غرابةً. فكيف يطالب الأقباط بإلغاء خانة الديانة في البطاقات والمستندات الرسمية إذا كانت هناك أجيالاً كاملة تحمل أسماء دالة على الديانة؟
ومن الأفكار المؤسسة للهوية القبطية تلك الفكرة الأسطورية التي تزعم اختلاف الأصل العرقي بين الأقباط والمسلمين، وتعتمد قراءة تاريخية تبالغ في تقدير أعداد جنود الجيوش الإسلامية إبان ضم مصر إلى دولة الخلافة والذين اختلطوا أو تزاوجوا من سكان مصر. وتخلص هذه الرؤية التاريخية إلى أن سكان مصر الحاليين من مسيحيين هم السكان الأصليين للبلاد والذين تعود أصولهم بدون أي "شوائب" عرقية إلى المصريين القدماء أصحاب الحضارة الفرعونية العظيمة، بينما لا يتمتع مسلمي مصر بهذا "النسب العريق" بسبب اختلاطهم.
وهذا الفهم مرفوض لأسباب كثيرة، أولها أنه قائم على فكرة التميز العرقي العنصرية التي يجب لفظها في كل أشكالها، لا سيما في سياق المطالبة بحقوق الأقليات التي لابد وان تنطلق من مفاهيم حديثة كالمواطنة وحقوق الإنسان، لا من خطابات عنصرية بالية. وتبدو عبثية هذه الفكرة على نحو خاص عندما يتبناها أقباط المهجر الذين يطالبون، مثلهم كباقي المهاجرين، بحقوق المواطنة الكاملة في مجتمعات غربية غريبة عنهم كما هم غرباء عنها بعد سنوات قليلة على هجرتهم، فكيف يمكن اعتبار الأقباط هم السكان الأصليين والمسلمين الحاليين أقل "أصالة" لمجرد تعرض أجدادهم للإختلاط في القرن السابع للميلاد؟!
هذا بالإضافة إلى أن نظريات نقاء العنصر ما هي إلا خرافات لا أساس لها تساعد على تعميق التوتر والشقاق. كما أن الشعب المصري بالأخص هو من أخر الشعوب التي يمكن أن تدعي "النقاء العرقي"، فقد تعاقبت عليه بعد العصر الفرعوني نتيجة للموقع الجغرافي المتميز أجناس وشعوب لا تحصى في شكل قوافل وجيوش لابد أنها اختلطت بالمصريين بشكل أو بآخر بداية بالفرس والإغريق والرومان ومروراً بالصليبيين الفرنجة حتى المماليك بكل أجناسهم والأتراك والشراكسة. وربما كان هذا الإدعاء أيضاً بمثابة رد فعل واضح على نرجسية الأصولية الإسلامية.
لابد من مراجعة سؤال الهوية القبطية التي تم تشويهها في العقود الأخيرة بين سندان الفكر السلفي والأصولية في مجتمع الأغلبية وبين مطرقة المؤسسة الدينية التي قضت علي مشاركة الأقباط السياسية والاجتماعية والثقافية في المجتمع وعزلته عن الآخر. فالمصري المسيحي مثله مثل المسلم يتكلم ويفكر بنفس اللغة، يولد ويعيش ويرتبط ويموت بنفس المكان، يأكل ويتذوق نفس الطعام، يشرب الشاي الأسود مع الكثير من السكر، يلبس ذات الجلباب بالريف وذات الملابس الأوروبية بالمدن ويصاب بنفس الأمراض كما تضحكه ذات النكات وتطربه نفس الموسيقى، ويختلف معه فقط في مواعيد و أسماء الصوم والصلاة إن كان يصلي أو يصوم.
ولابد من إعادة مكانة اللغة والثقافة العربية إلى القبطي ليس لإثبات انتماء أو ولاء أو حسن النية فهو غير مطالب بهذا ولكن لسبب بسيط جداً وهو أن القبطي لا يملك سوى الثقافة العربية كما هو لا يتكلم إلا العربية فإذا ما لفظ هذه الثقافة وأنكرها أنكر ذاته. أما إذا أراد أن يتجنب هذا الإفلاس أو الانفصام الثقافي، فلابد أن يتعلم ثانيةً كيف يحب و يحترم ثقافته العربية الإسلامية حتى وإن كانت تعاني أكبر أزماتها وتعيش أصعب عصورها، كما أن عليه أن يعيد التفكير فيما يتعلق باتخاذ الأسماء الغربية بدلاً من العربية.
فالتحدي الثقافي الذي يواجهه الأقباط يتمثل في الفصل التام بين الأزمة التاريخية التي يعيشها المسلمون والتي أدت إلى هذا التردي الحضاري وسيادة الخطاب الأصولي وما أفرزه من تطرف وبين الحضارة العربية الإسلامية التي استطاعت عبر القرون أن تحافظ على التعددية وتسمح بوجود الأقليات فنجد الشيعة والعلويين والإسماعيليين و الدروز والبهائيين وجميع الطوائف المسيحية واليهودية ( حتى ستينات القرن العشرين ) كما نجد الأكراد والأرمن والبربر، هذا علي العكس من أوروبا التي لم تسمح بهذه التعددية.
وإن كان تاريخ أهل الذمة في كنف الإسلام لم يكن دائماً مليئاً بالورود - حيث عانت الأقليات في عصور التدهور كما ازدهرت في العصور الذهبية - إلا أن مقارنته بتاريخ الأقليات في المجتمع الأوروبي تبين بوضوح أن وضع الأقليات في العالم العربي الإسلامي كان الأفضل بكافة المعايير. ولكن هذه المقارنة التاريخية قد اختلت تماماً فأصبح العالم العربي طارداً لأقلياته كما أصبح الغرب قابلا للتعددية بعد ترسيخ فكرة الدولة الأوروبية الحديثة التي تقوم على مبادئ المواطنة. إذاً فالمخرج الوحيد هو هذه الدولة الحديثة والتي يجب أن يشارك الجميع في بنائها لأنها الملاذ الوحيد الذي يتسع للجميع.
الذاكرة الجمعية للأقباط وإدراك التاريخ
ترتبط آليات اختزال الهوية في الانتماء الديني فقط بقراءات تاريخية انتقائية تؤدي إلى بناء ما يسمى "بالذاكرة الجمعية". وقد عرفها المنظر الألماني يان أصمان بأنها ليست كيان ثابت أو وعاء يحتوي على مجموعة بعينها من الذكريات التي تشترك فيها الجماعة ولكنها تتسم بالتغير الدائم حيث يعاد بنائها مجدداً على أساس ما يتم استدعائه من التاريخ أو الموروث في إطار موقف لحظي محدد. فإذا ما تفهمنا موقف الأقباط في خلال الثلاثة عقود الأخيرة وما اعتراها من متغيرات جوهرية فمن الممكن أن نعي حدود و ملامح الإدراك التاريخي المهيمن على الوعي القبطي المعاصر.
ومن أهم القراءات التاريخية المؤسسة للهوية القبطية الأحادية اعتبار أن مصر ظلت دولة مسيحية الديانة قبطية اللغة والثقافة "فرعونية العنصر" ثم تحولت مع دخول الجيوش العربية وضمها للخلافة إلى الديانة الإسلامية واللغة والثقافة العربية كما اختلطت أجناسها واقترن هذا التحول بالاضطهاد الديني والعنف أو الاغتصاب الثقافي. وللوصول إلى نظرة أكثر شمولية للتاريخ فلابد من استعراض سريع لدخول المسيحية مصر. والبداية الموثقة تاريخياً للكنيسة القبطية ترجع إلى العام المائة والثمانون بعد الميلاد وهو العام الذي اعتلي فيه ( ديمتريوس )، أول بطريرك، كرسي الإسكندرية، وكانت مصر وقتئذ جزءا من الإمبراطورية الرومانية التي سوف تعتنق المسيحية عام 313 (إعلان ميلانو).
وعلى هذا فإن هذه الحقبة الأولى قد استمرت حوالي مائة وثلاثون عاماً، عانى فيها أصحاب الدين الجديد أقصى درجات الاضطهاد. ولم يكن هذا الدين هو الدين الرسمي للدولة بعد، كما كانت تنافسه ديانات وفلسفات أخرى عديدة أكثر قدماً. انطلاقاً من هذا الموقف لا يمكن تعميم القول بأن مصر كانت خلال هذه المرحلة تدين بالمسيحية التي لم تكن بعد الديانة الرسمية كما لم يكتمل انتشارها. أما بعد اعتناق روما للمسيحية، التي أصبحت بالتبعية الديانة الرسمية لمصر وبالتالي انتهاء عصر الاضطهاد، عمت فترة تميزت باستقرار حالة الأقباط والقوة السياسية لكنيسة الإسكندرية التي لعبت دوراً هاماً علي مستوى الإمبراطورية، ولكن هذه الفترة انتهت تحديداً في عام 451 إبان انعقاد مجمع خلقدونيه الذي ضم الكنائس القديمة وأدى إلى خلافات عقائدية انتهت بعزل كنيسة الإسكندرية.
ولهذه الأسباب وقع إمبراطور الدولة البيزنطية - وقد صارت مصر تابعة لها بعد انقسام الإمبراطورية الرومانية لجزء شرقي عاصمته القسطنطينية (الدولة البيزنطية) وأخر غربي عاصمته روما - على مصر والكنيسة القبطية عقوبات متعنتة وبالغ في اضطهاد الأقباط باعتبارهم تابعين للمذهب اللاهوتي "المونوفيزيقي" وبالتالي خارجين عن الإيمان أو مهرطقين من وجهة نظر كنيسة القسطنطينية، أي اعتبارهم أقلية منحرفة عن دين الدولة البيزنطية. وظل هذا الاضطهاد المسيحي المسيحي العنيف إلى أن انتقلت مصر من تبعية الإمبراطورية البيزنطية إلى دولة الخلافة الإسلامية عام 641.
بهذا تكون الحقبة التاريخية الوحيدة التي سادت فيها المسيحية بمصر بوصفها دين الدولة، ولم يعاني فيها الأقباط من الاضطهاد، هي تلك الفترة الواقعة بين إعلان ميلانو 313 و انعقاد مجمع خلقدونيه 451، أي حوالي 140 عام من تاريخ مصر الذي يمتد أكثر من خمسة ألاف عام تغيرت فيها التبعية السياسية والثقافية والدينية مرات عديدة كما تطورت فيها اللغة وتبدلت من الهيروغليفية إلى الديموطيقية التي طغت عليها القبطية في القرن الثالث والرابع وصارت تكتب بالحروف اليونانية مع الاحتفاظ ببعض الحروف الديموطيقية، كما كانت تنقسم إلى خمسة لهجات أهمها الصعيدية والبحيرية. واستمرت القبطية إلى أن سادت العربية ما بين القرن العاشر والثالث عشر ثم اختفت القبطية من الحياة العامة في القرن السابع عشر.
إذاً فقد كان هذا الانتقال السياسي بين تبعية الإمبراطوريات الكبرى بمثابة أمر يتفق وروح العصر، ولا يقتصر على مصر وأقباطها وحدهم، كما يمكن إدراكه طبقاً لآليات هيمنة القوى السياسية والعسكرية التي كانت الدولة الإسلامية واحدة منها في ذلك الوقت. ولهذا فإن القراءة السابق الإشارة إليها تكشف عن رؤية انتقائية متحيزة بل ومأدلجة، تحاول تجميد لحظة تاريخية معينة بإهمال ما سبقها وما تبعها، كما أنها لا تعتد بالسياق التاريخي وروح العصر وسماته، فتعتبر أن مصر القبطية كانت تصحيحاً لما قبلها من وثنية ولهذا فهي الأصل الذي كان لابد له من الاستمرار، والذي تم انتهاكه بدخول الإسلام.
وإن كان هذا التأويل يمنح الشرعية لما يتعلق بتغيير هوية مصر من دياناتها وثقافتها القديمة إلى المسيحية خلال القرن الثالث والربع فهو ينكر هذه الشرعية إذا كان الأمر يتصل بتغيير الهوية من المسيحية إلى الإسلام، ومع إنه بالمقارنة تغيير جزئي بطيء نسبياً فهو يعتبر وفقاً لهذا التأويل مأساوياً ظالماً. إذاً فهذا الفهم للتاريخ لا ينطلق من مفهوم إنساني عام وشامل ولكن من مفهوم جزئي ضيق يغلب عليه الإدراك الديني ولا يتعدى حدود الذات. فالأقباط طبقاً لهذا الوعي تعرضوا في وقت ما لاغتصاب ظالم لهويتهم الدينية والثقافية.
فبعد أن كان الشعب المصري كله من الأقباط وكانت الدولة تدين بالمسيحية وتتكلم بالقبطية، تبدل الحال وولت العصور الذهبية فذهبت اللغة والثقافة أدراج الرياح وتحولت الأغلبية للإسلام وصار الأقباط وهم "السكان الأصليون" أقلية صغيرة تعاني وتتعرض للاضطهاد في بيتها. ومن الطبيعي أن يتم استدعاء التاريخ وقراءته بما يخدم بناء الذاكرة الجمعية على هذا النحو وتشكيل هوية واحدة قوية ومركزية يغلب عليها فكرة الضحية المظلومة وتدفع بالجماعة إلى المؤسسة الدينية وتنأى بها عن ثقافة "الآخر" وتلفظها بعد أن تم تحديد معالمها. فالأنا وفقاً لهذه القراءة هي صاحبة الحق المغتصب وهي الضحية دائماً وهي الأصيلة أما الآخر فهو الدخيل وهو الظالم والمغتصب.
والدليل على هذه القراءة الضيقة والمتحيزة أن الدارس لهذه الحقبة القصيرة والوحيدة التي سادت فيها العقيدة والثقافة الدينية القبطية (313- 451) يمكنه بسهولة أن يتيقن من أنها، مثلها مثل باقي الثقافات والأديان، حاولت فرض الهيمنة والانتشار على حساب الثقافات والديانات الأخرى السابقة لها، ومارست نفس التعصب الديني الذي مارسه الآخرون، فكانت تحارب الديانات القديمة التي تعتبرها وثنية كافرة وتضطهد أتباعها. فما أن انتهى عصر الاستشهاد الروماني، الذي تقدر ضحاياه بثمانمائة ألف من الأقباط، حتى بدأ الرهبان والمتدينين في تحويل المعابد إلي كنائس وطمس النقوش الفرعونية وتحطيم التماثيل اليونانية والرومانية وملاحقة واضطهاد أصحاب الديانات القديمة.
وقد شهدت هذه المرحلة العديد من أحداث الاضطهاد والتدمير بسبب التعصب الديني مثل تدمير معبد السرابيوم الذي يرجح حدوثه عام 392 في عهد البطريرك ثيوفيلوث (385 – 412). وربما كان اغتيال الفيلسوفة الشهيرة وعالمة الرياضيات اليونانية هيباتيا عام 415 على يد رهبان ورجال دين أقباط قاموا بالتمثيل بجسدها وسحبها عبر شوارع الإسكندرية فيما يعد من أبشع جرائم التعصب الديني على مر التاريخ وما أكثرها. و قد تم هذا في عهد البطريرك كيرلس (412 – 444) الذي يرجح بعض المؤرخين تورطه في هذه الجريمة، كما قام هذا البطريرك بتحويل العديد من المعابد اليهودية إلى كنائس. وطالما ظل هذا التاريخ القبطي محذوفاً ومهمشاً في الحياة العامة والإعلام ومناهج التعليم فسيظل محصوراً في دائرة المقدس والأسطوري.
إرسال تعليق