http://www.elmessiri.com/encyclopedia/JEWISH/ENCYCLOPID/START
تبادل المصالح·· أساس أي علاقة·· حتى أن الفلاسفة والمفكرين يرون في علاقات الحب بين الجنسين، مصلحة·· فكلاهما يرغب في الوصول الى حالة الإشباع العاطفي ··!! لكن·· هل ينطبق ذلك على العلاقة بين الفن والسياسة؟ بين السلطة في بلد ما، والمشاهير من النجوم والنجمات··؟ ! الواقع يقول إن هناك تزاوجا بين الطرفين·· فالسلطة تحتاج دائما إلى من يسهل لها الوصول بأفكارها للناس·· ليكون قناة تمرر من خلالها سياساتها ومشروعاتها·· كما أن الفنان يحتاج أيضا لمن يسانده·· ويوفر له الأرضية الصلبة التي يستطيع عن طريقها تدعيم نفسه·· والانطلاق الى عالم أرحب من الشهرة والمجد، تحت غطاء آمن · هكذا يمتزج الثراء والشهرة في جانب مع النفوذ والسلطة في جانب آخر·· داخل إطار علاقة تكاملية تحقق لكليهما المصلحة والهدف·· ذلك ما تؤيده أحداث التاريخ في الشرق والغرب·· تلك الأحداث التي تؤكد حتمية هذه العلاقة !! لا شك أن فتح ملف هذه القضية يكشف عن حقائق غائبة عن الكثيرين من خلال استقراء أحداث وتفاعلات الوسط الفني بالسلطة منذ عصور مضت نستطيع أن نخرج بنتائج أكثر وضوحا عن شكل تلك العلاقة الخاصة جدا · إسمــهان ضابـطة مخــــابراتمن هذه الأسماء المطربة السورية >أسمهان< أو >آمال فهد الأطرش<، شقيقة المطرب >فريد الأطرش<، فرغم حياتها القصيرة ـ حيث ماتت في سن الـ23 ـ إلا أن مشوارها كان مليئا بالأحداث المثيرة·· يؤكد المقربون منها أنها لم تكن تحب الفن بقدر عشقها لكونها أميرة·· وربما هذا ما استهواها في اللعب مع الكبار خلف كواليس السياسة·· لكنها لم تكن تتقن أصول اللعبة·· فدفعت حياتها ثمنا لحفنة جنيهات استرلينية·· وكان من أبرز أدوارها السياسية ما قامت به أثناء الحرب العالمية الثانية لتحقيق استقلال بلادها·· وتعرضت لموت محقق عشرات المرات·· وقيل إنها كانت ضابطة في المخابرات البريطانية·· وقد قام قائد المخابرات بتجنيدها، حيث طلب منها السفر الى الدروز بصفتها زوجة الأمير >حسن الأطرش< وزير دفاع سوريا للتحدث في أمور تتعلق بعدم اعتداء الدروز على الجيش البريطاني أثناء دخوله البلاد·· خوفا من اجتياح جيوش المحور للبلاد · برعت >أسمهان< في تقديم المعلومات للاستخبارات·· حتى حكم عليها بالإعدام من قبل الألمان لما ألحقته بهم من أضرار·· فانتقلت للعمل في فلسطين وكان يرافقها بصفة دائمة ضابط بريطاني·· وحينما أصبح الألمان على أبواب مصر خشيت بريطانيا وقوعها في الأسر، فقرروا التخلص منها خشية أن تفضح ما سمعته وشاهدته·· فماتت أسمهان غرقا !! وكانت >أسمهان< ماهرة في التخفي، وقد شكلت حرسا خاصا بزي خاص من الدروز شاركوا في حماية الانجليز·· وكانت تحصل على أموال كثيرة نظير هذه الخدمات·· لكن نظرا لبذخها الشديد رفض الانجليز الإنفاق عليها·· فحاولت الاتصال بالألمان لكنها أعيدت من على نقطة الحدود، وقد ماتت أسمهان غرقا عام 4491 إثر حادث بسيارتها في طريق القاهرة ـ الاسكندرية الزراعي، بعد خلاف مع المنتج والممثل أحمد سالم ـ خامس أزواجها ـ وبعد شهرين من موتها أصر شقيقها >فريد الأطرش< على فتح ملف الحادث·· ولكنه فاجأ الجميع بإعلانه في الصحف أن أسمهان لم تقتل·· وبعد 26 عاما على هذه التراجيديا مازال السؤال المحيّر يطرح نفسه·· من قتل اسمهان؟ قد يكونون الألمان لاتصالها بالإنجليز·· وقد يكونون الانجليز خشية فضح أسرارهم·· أو بسبب صراعها مع الملكة نازلي على حب رئيس الديوان الملكي المصري آنذاك >أحمد باشا حسنين <· ويقول الكاتب الراحل >مصطفى أمين< عن أسمهان: إنها كانت ذات شهية غريبة·· كانت تفطر في الصباح طبق فول وفي المساء تأكل الكافيار، تشرب الشمبانيا وتنفق ببذخ فتبيع أزياءها لتسديد ديونها· وقد قالت عرافة لوالدتها ـ حينما كانت أسمهان طفلة صغيرة ـ إن ابنتها ستموت غرقا·· ونتيجة لهذا أحاطت الأسرة أسمهان بحالة من التشاؤم والخوف من الموت·· وذكرت أخصائية في الصحة النفسية تدعى >سوزان سعد رزق< في تحليلها لشخصيتها، أن أسمهان شخصية مليئة بالمتناقضات نتيجة الانقلاب المفاجئ الذي حدث لأسرتها وانتقالها من حياة الترف الى الفقر، وانفصال الوالد عن الأسرة·· كل هذه العوامل جعلت أسمهان انبساطية المزاج تحب الظهور والشهرة، والاتصال بعلية القوم · جـاسـوسة في فــراش المـــلك أما >كاميليا< أو >ليليان ليفي كوهين<·· غريمة >أسمهان< في عشق >أحمد سالم<·· كانت فنانة وراقصة استعراضية تنبّأ لها الجميع بمستقبل زاهر مع النجومية·· وفي الوقت نفسه اتهمت بالتجسس لصالح اسرائيل، والحكاية تقول إن الملك فاروق ـ آخر ملوك مصر قبل الثورة ـ أعجب بها أثناء مرافقتها لأحمد سالم في إحدى الحفلات الخيرية، وأصبحت محظية له وذلك عام 1946 ، مما جعل الوكالة اليهودية تنتبه لكاميليا وعلاقتها بفاروق·· فحاولت تجنيدها !! وقد وصفها الكاتب >حنفي المحلاوي< في كتابه >فنانات في الشارع السياسي< بأنها عميلة من الدرجة الممتازة للمخابرات الإسرائيلية، ولم يكن ارتباطها بالموساد عاطفيا ولكن باعتبارها يهودية، وقد لعبت دورا خطيرا منذ عام 1948 حتى 1950 ، ولو امتد بها العمر لهاجرت الى إسرائيل·· كانت كاميليا تعبد المال وتصلّي للذهب·· واستطاعت خلال خمس سنوات أن تجمع ثروة هائلة خلفتها وراءها·· وكانت في آخر أيامها تعاني من مرض السل بسبب إفراطها في تناول الخمور والتدخين·· ماتت وعمرها 12 عاما وكان ذلك عام 1950 محترقة داخل طائرة·· وقد تناولت السينما حياتها من خلال فيلم >حافية على جسر الذهب <· استغلت كاميليا علاقتها بالملك·· وكانت تمد اسرائيل بالأسرار التي كان يبوح بها فاروق ·· وحينما اتهمتها الصحافة بالتجسس لصالح اسرائيل، أعلنت أنها لم تسافر لإسرائيل أو القدس·· وقامت بجمع تبرعات للجيش المصري المحارب في فلسطين·· ولم يكن اتهامها آنذاك مبنيا على دليل مادي وإنما على أساس تصورات عامة·· منها كونها يهودية، وبراعتها في الاتصال بكبار الشخصيات، والتصاقها بالملك، وكذلك ثراؤها الفاحش · يقول الكاتب >محمود متولي<: إنها ظلت طوال 03 سنوات تحصل على معلومات عن سير حرب فلسطين من >فاروق<·· وكانت في نفس الوقت عضو في شبكة للإساءة بسمعة العرب·· ونظير تلك الخدمات كانت كاميليا تطمح في الوصول للسينما العالمية·· ونجحت الوكالة اليهودية في الاتفاق لها على بطولة فيلم عالمي·· على أن تظل بانجلترا·· ولكن عادت الوكالة تطلب منها السفر لمصر تمهيدا للاشتراك في عملية >صفقة الأسلحة الفاسدة< والتي اشترتها مصر عام 1948 وكانت سببا مباشرا في هزيمة الجيش المصري في حرب فلسطين 1948 · وظلت كاميليا على علاقتها بالموساد، وبعد الحرب وتأسيس دولة اسرائيل انضمت للجمعيات الخيرية لجمع التبرعات·· وأكد البعض أن موتها كان مدبرا من قبل الحرس الجديد للملك ـ سواء بعلمه أو بدون علمه ـ بينما أكد آخرون أن مقتلها كان بتخطيط أجنبي · ليلى مــراد تجمـــع تـــبرعات للجيـــش الصهيـــوني في عام 1952 اتهمت المطربة الشهيرة >ليلى مراد< بالتجسس لصالح الموساد واستغلال علاقتها بالملك لإمداد المخابرات الاسرائيلية بالمعلومات، وذلك بعد نشر خبر تسرّب الى الصحافة مفاده أن >ليلى مراد< زارت اسرائيل وجمعت تبرعات تقدر بـ( 50 ألف جنيه) لتمويل الجيش الصهيوني، وشجع على انتشار الخبر أنها يهودية الأصل·· وأحدث الخبر ردود فعل غاضبة منعت على إثرها أغاني ليلى مراد وأفلامها في سوريا، مما جعلها تقدم على إنتاج فيلم (الحياة حب) الذي تدور أحداثه حول ارتباطها وتعاطفها مع الجيش المصري لتحرير فلسطين·· وكان الفيلم ضعيف المستوى ولم يضف لتاريخها شيئا·· ونتيجة الحملة الشعواء ضدها تركت >ليلى< الأضواء عام 1955 ، وأكدت وسائل الاعلام ساعتها أن دوائر الأمن السوري وراء تلك الشائعة لمنع أفلامها في سوريا·· وقد وصل تأثير الشائعات لدرجة أن السلطات المصرية عزمت على اعتقالها ومصادرة أموالها·· وبعد تحريات قام بها مجلس قيادة الثورة تأكدت براءتها·· وتوسط >جمال عبد الناصر< لدى سوريا عام 1958 لرفع الحظر عن أغانيها وأفلامها · ويذكر أن >ليلى مراد< عقب سماعها الخبر أغمي عليها وقالت: >الله يجازيك يا أنور< ـ تقصد أنور وجدي ـ، وعقدت ليلى مراد مؤتمرا صحفيا نفت فيه جمع تبرعات لاسرائيل·· وبعد 74 عاما استطاع أحد الباحثين تجميع أدلة براءتها·· وهناك رسالة من >أنور وجدي< قال فيه إنه لم يطلق ليلى مراد بسبب خلاف ديني لأنها أشهرت إسلامها، أو بسبب خلاف سياسي أو ميول وطنية·· بل كان الطلاق لأسباب عاطفية·· وكانت الشبهات تدور حول تورط >أنور وجدي< في هذه الشائعة انتقاما منها بعد طلاقها منه · راقصــة في بــــلاط هتـــلر تتفق الأسانيد المختلفة على أن >بديعة مصباني< أول ممثلة وراقصة عربية ـ قد رحلت من لبنان الى مصر في مطلع القرن العشرين لتضع الكازينو الخاص بها وجميع العاملين به تحت تصرف القوات البريطانية طوال مدة الحرب العالمية الثانية· ومن الطريف أيضا، أن كازينو >بديعة< قدم ثلاث راقصات أصبح لهن ارتباطات سياسية بشكل أو بآخر · أولهن >حكمت فهمي< التي قامت قبل نشوب الحرب العالمية برحلة لإيطاليا وألمانيا والمجر·· ورقصت أمام هتلر وموسوليني·· وتعرفت على شاب ألماني أمّه مصريه، اسمه >حسين جعفر< وكان جاسوسا لألمانيا، فتعرف بدوره على >أنور السادات< والفريق >عزيز المصري<، وعرفت عوامة >حكمت فهمي< اجتماعات هؤلاء الذين كانوا يرغبون في الاتصال بالألمان من أجل طرد الانجليز من مصر·· إلا أنهم وقعوا في يد المخابرات البريطانية، فصدر حكم ضد الراقصة >حكمت فهمي< بالسجن لمدة 30 شهرا·· وطرد السادات من الخدمة العسكرية · ملــــكة لليــلة واحــــدة أما الراقصة الثانية فهي >سامية جمال<، واسمها الحقيقي >زينب خليل<·· وضعها النخاس الإيطالي >أنطوان بوللي< في طريق الملك فاروق·· فبدأت ترقص له·· وقد ذكر >مصطفى أمين< في كتابه >ليالي فاروق< بعنوان >ملكة لليلة واحدة< أن سامية جمال أمضت ليلة في غرفة الملك واستيقظت فلم تجده·· فقد اختفى دون أن يودعها·· بعد أن أمضى الساعات وهو راكع تحت قدميها يبثها غرامه·· فبحثت عنه في كل مكان قد تجده فيه ولكنه كان يتجاهلها·· وبسبب حبها لفاروق أنهت علاقتها بفريد الأطرش·· وهي الأخرى اتهمت بزيارة اسرائيل، فمثلت فيلمها عن فلسطين لدرء هذه التهمة · من المــلاهي الى المعتقــــلات الراقصة الثالثة التي تخرجت من > كازينو بديعة< هي >تحية كاريوكا<·· فلم تكن مجرد راقصة ولكنها شخصية معتزة بنفسها متفرّدة بتصرفاتها·· ولها باع طويل في المعترك السياسي·· فوالدها قضى بعض الوقت في المعتقلات، وعمّها قتل على يد الانجليز·· وفي الأربعينيات والخمسينيات كانت شديدة القرب من الحزب الشيوعي، وإن كانت قد نفت انضمامها لأي حزب · دخلت >كاريوكا< السجن في مطلع الثورة بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم عام 1954 ، حينما كانت متزوجة من الضابط >مصطفى صدقي<·· فقد كان موضوعا تحت المراقبة·· وعندما هاجم البوليس الحربي منزل الزوجية، عثروا على منشورات معادية للثورة·· فألقي القبض على الزوجين، وخرجت كاريوكا من السجن بعد ثلاثة أشهر · وكان لكاريوكا نشاط مع الفدائيين المصريين عام 1951 وعرفت السادات·· وظل مختبئا بمعرفة الفدائيين لفترة طويلة·· وكانت هي واحدة ضمن من ساعده على الهرب·· وفي أحد لقاءاتهما معا عام 1978 قال لها السادات وهو رئيس جمهورية: >إني كنت أعمل مع شقيقك<، وهنا وقفت وقالت: >لا يا ريّس·· أنت كنت هربان<·· فضحك السادات !! ضـــد الحـكـــــومــة في عام 1968 أصدر وزير الداخلية المصري >شعراوي جمعة< قرارا بمنع عرض مسرحية (كدابين الزفة)·· فقررت >تحية كاريوكا< الاعتصام والاضراب عن الطعام·· حتى رفع قرار المنع بعد حذف ما يقرب من نصف النص المسرحي · وفي عام 1972 وفي أعقاب قرار الرئيس المصري السادات طرد الخبراء السوفييت·· قدمت (كاريوكا) مسرحية (يحيا الوفد) بالتعاون مع زوجها (فايز حلاوة)·· وكانت المسرحية تحوي انتقادا صريحا لعبد الناصر وسياساته فتم اتهام كاريوكا بأنها قدمت هذه المسرحية كبوق دعاية للسادات·· وعرف عن كاريوكا تماسكها وشجاعتها في مواجهة فترة السجن·· فقامت في سجن النساء بنشاط لمحو الأمية·· وقال عنها المفكر الفلسطيني >ادوارد سعيد<: إن تحية كاريوكا مثل أم كلثوم ·· تحتل موقع الرمز المرموق في الثقافة الوطنية·· ويبدو أن نشأتها الصعبة وصعودها من قاع المجتمع وما لقيته من قسوة، إضافة الى رغبتها الملحة في أن تكون شيئا ذا قيمة للفئات الشعبية، والحس الوطني، والسعي الى التعرف برموز المجتمع السياسية والثقافية·· وقد حدث أن رقصت أمام الملكة >نازلي< فقالت: >لقد رقصت أمام ملكة مصر ولن أرقص مرة أخرى<·· واعتذرت عن العروض المقدمة لها متعللة بوعكة ألمت بها · عـلاقـة >وردة< بـوزير الـدفـــاع في منتصف الستينيات انطلقت أقاويل تؤكد علاقة وزير الدفاع المصري آنذاك المشير عبد الحكيم عامر بالمطربة الجزائرية وردة·· وقيل إن المشير يعيش معها قصة حب·· قيل أيضا إن مثل هذه العلاقات لا يطلق عليها وصف الحب إلا من باب التأدب مع القادة والشخصيات العامة الكبيرة·· ومن كتاب >ما لم تنشره الصحف< للكاتب >محمد رجب< قيل إن جمال عبد الناصر اختلف مع المشير حول هذه العلاقة، بل وخيّره بين أن يعزله، أو يطرد >وردة< من مصر·· وحينما أصدرت القيادة السياسية المصرية قرارا يتعلق بمستقبل >وردة< الفني في مصر·· كثرت الحكايات وتأكدت الأقاويل، وتأزم موقف وردة التي لم تكن تتوقع تدخل القيادة السياسية المصرية بهذا الشكل المثير·· وكانت البداية حينما اقتربت سيارة المشير من امرأة شابة تقف أمام سيارتها المعطلة وكان ذلك في دمشق·· فأمر ضباطه بإصلاحها·· وعندما سأل عنها، أبلغوه بأنها مطربة جزائرية تقوم بإحياء حفلات في دمشق وبيروت·· وبعد أسابيع من اللقاء استقرت >وردة< بالقاهرة، واستغلت شائعة ارتباطها بالمشير واستثمرتها جيدا·· فانهالت عليها العروض السينمائية والحفلات العامة·· ولم يستمر الحال طويلا، حيث أمر >عبد الناصر< بطردها من مصر، في حين نشرت الصحف، تقول إنها غادرت القاهرة في جولة فنية طويلة، لم تنته إلا بموت عبد الناصر · زواج الفـــن بالسيــــاسـة أما الفنانة >برلنتي عبد الحميد< فقد تزوجت من المشير عامر عرفيا لدواعي الأمن، والتي تتطلب عدم معرفة مكان المشير وتحركاته·· وقد كان حريصا على ألا يعرفه الناس، وكذلك كانت رغبة عبد الناصر· وأكدت برلنتي أن عبد الناصر لم يحضر العرس، ولكنه كان دائم الزيارة لهما هي وزوجها·· وكان يشاركهما في المناسبات العائلية·· وقال للمشير مداعبا >بيقولوا عليها حلوة قوي<·· وكان يتصل بهما أكثر من مرة في اليوم الواحد أحيانا·· وفي أحيان كثيرة كان يداعب برلنتي ـ حسب قولها ـ بعبارة: >اتركيه لعمله يا متوحشة<· وقد قام جهاز المخابرات ـ آنذاك ـ بقيادة >صلاح نصر< بجمع تحريات عن برلنتي عبد الحميد، خوفا من أن تكون جاسوسة مدسوسة، تستغل علاقتها بالمشير لتسريب أسرار البلاد·· وأثبتت التحريات براءتها من كل تلك التهم· والغريب أن الصحف ساعتها تجاهلت الخبر وتظاهرت بأنها لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم، وكانت هذه أول سابقة لزواج السياسة بالفن في العالم العربي· وكانت >برلنتي عبد الحميد< تلقب بملكة الإغراء والتمثيل، إلا أنها تركت الأضواء والشهرة، عندما بلغ أجرها عن الفيلم الواحد وقتها ( 1500 جنيه) أي ما يعادل أعلى أجر تتقاضاه فنانات اليوم·· لتعيش بعد ذلك كزوجة وأم، ولتصبح شاهدة وأحيانا شريكة في أدق وأحرج لحظات هذا العصر · وشهدت هذه الفترة أيضا زواجا عرفيا آخر بين مطربة كبيرة وأحد ضباط مكتب الوزير، واعتزلت التمثيل إلا أنها كانت سعيدة بمميزات هذه الزيجة التي جعلتها تأمر وتنهي تحت حماية المنصب الجديد · وفي حقبة الستينيات من القرن الماضي أيضا قام >صلاح نصر<، مدير المخابرات المصرية آنذاك، بالزواج عرفيا من النجمة >اعتماد خورشد< ـ عمة شريهان ـ وذلك بعد أن أجبر زوجها على تطليقها·· وقد شهدت >خورشد< ضده عند محاكمته، وقالت بأنها طارد عددا كبيرا من النجمات·· لدرجة أن البعض منهن هربن خارج البلاد خوفا من بطشه·· وقد أنكر >صلاح نصر< من جانبه كل هذه الاتهامات، بما فيها زواجه العرفي · أم كلثـوم·· الـوزيـرة المـوقـوفة ما لا يعرفه الكثيرون أن كوكب الشرق >أم كلثوم< كانت ستكون أول وزيرة في حكومة جمال عبد الناصر، حيث رشحها ضمن 10 شخصيات نسائية أخرى لاعتلاء وزارة الشؤون الاجتماعية·· لكن المشير عامر اعترض على فكرة أن تكون هناك امرأة ضمن التشكيل الوزاري، فأرجأ عبد الناصر الفكرة·· حتى عرضها على الكاتب >مصطفى أمين<، والذي اقترح بدوره أن تكون أم كلثوم وزيرة للثقافة·· لكن عبد الناصر أراد أن تكون بمصر وزيرة واحدة، فاختار >حكمت أبو زيد<· والغريب أن أم كلثوم علمت بالخبر بعد أن رفض عبد الناصر الفكرة·· وكانت لأم كلثوم مواقف وطنية، وكانت قريبة من السلطة، فقبل قيام الثورة منحها الملك فاروق أحد الألقاب الرسمية، وبعد الثورة اعتبرها البعض معادية لها·· وقرروا عدم إذاعة أغانيها حتى تدخل عبد الناصر·· وكان لها موقف بطولي في أحداث حصار ضباط الجيش المصري في الفالوجا بفلسطين عام , 1948 · وقامت بجولات فنية في العديد من الدول العربية والغربية لجمع تبرعات لبناء وتسليح الجيش المصري عقب هزيمة , 1967 · وفي عهد السادات تبوّأت مكانة عالية أثارت غيرة الكثيرين · الفنانـــون أبــواق دعـايــة في فترة ثورة جويلية بمصر·· جندت أصوات المطربين المعروفين أمثال عبد الحليم حافظ، محمد عبد الوهاب، شادية، أم كلثوم·· لتعريف الناس بمبادئ الثورة وبث الحماس في نفوسهم، كما حدث في حرب 1956 وبناء السد العالي، فكان الفن بوق دعاية للثورة وأهدافها·· كما شهد هذا العصر تقاربا كبيرا بين أهل الفن والسلطة·· فقد كان عبد الحليم حافظ من الأصدقاء المقربين لعبد الناصر، وكان الأخير يطلبه لكي يلعب معه الشطرنج، وكان عبد الحليم ـ كما تردد ـ يستغل صداقته لكبار الشخصيات والقادة في الانتصار على منافسيه في المجال الفني، فكان العندليب الأسمر أحد أعمدة نشر مبادئ الثورة، وغنى العديد من الأغنيات الوطنية والحماسية·· وقد تأثرت علاقته بالسادات نتيجة اعتقاد السادات القديم بولاء عبد الحليم لعبد الناصر · من الأسماء اللامعة، والتي قامت المخابرات المصرية بتجنيدها لصالحها، المطرب >سمير الاسكندراني<·· فأثناء وجوده في باريس حاول الموساد تجنيده وإغراءه بالمال·· فأبلغ المخابرات المصرية التي جنّدته كعميل مزدوج، فحصل على معلومات خطيرة، وكان على اتصال بالجاسوس المصري >رأفت الهجان< داخل اسرائيل · كذلك وظفت المخابرات المصرية الفن لصالحها، وقامت بتهريب بعض المعدات المهمة داخل أجهزة التصوير ومتعلقات العاملين بفيلم (عماشة في الأدغال ·· والفيلم برمته كان من تدبير المخابرات، واستطاعت من خلاله تنفيذ عملية تفجير الحفار الاسرائيلي في شواطئ غرب افريقيا، وعندما عرض الفيلم داخل دور العرض·· استهجنه الناس فقد كان شيئا جديدا أن يتم تصوير فيلم مصري بالكامل داخل الأدغال الافريقية · اللـغـــــز المحـــــــير ومن القصص التي مازالت لغزا محيرا·· علاقة مارلين مونرو وجون كيندي الذي كانت تلتقي معه داخل إحدى الغرف الخاصة بالبيت الأبيض·· فعرفت مارلين الكثير من الأسرار من خلال علاقتها بكندي·· وعندما حاول إنهاء علاقته بها فشل، فقد وقعت في غرامه، ويقال إنها لم تمت منتحرة، ولكن قتلها رجال كيندي، ويقال أيضا إن إدمانها الخمور وفشلها العاطفي وراء انتحارها ومازال سر نجمة الإغراء غامضا برغم مرور أكثر من 55 عاما على رحيلها ·· وهناك حاليا الصداقة التي تربط عائلة كلينتون بالمطربين مايكل جاكسون والتون جون، وكان مايكل جاكسون يرافق كلينتون في حملاته الدعائية لرئاسة الولايات المتحدة · المصلحـــة والمتـعـــــــة الكاتب الراحل >مصطفى أمين< فسر هذا التزاوج بين الفن والسياسة بأنه من الطبيعي أن يجتمع المال والشهرة متمثلة في الفنانين مع النفوذ والسلطة·· فكل منهما يحتاج الآخر ومكمل له·· فالسلطة تريد بوقا دعائيا لأفكارها، وليس هناك أداة أسهل من فنان يتمتع بجماهيرية وشعبية طاغية يمكن عن طريقه توصيل أفكارها، كما أن الفنان كحالة تعويضية يحتاج الى سلطة ونفوذ يساعدانه لتحقيق طموحاته الفنية والشخصية·· بدليل أن أغلب الفنانين ـ وهم من قاع المجتمع ـ يسعون دائما للالتصاق بالقادة والشخصيات الكبيرة، كحالة تعويضية عن الذل والمهانة والفقر الذي عاشوا فيه · أما علماء الاجتماع فيقولون إن الفن والسلطة لا يفترقان، فكلاهما يسعى نحو الآخر، والعلاقة بينهما علاقة نفعية قائمة على المصلحة والمتعة·· سواء الخاصة أو العامة، فالفنان يحتاج الى سلطة ونفوذ لتعظيم حجمه وتعويضه عن حياته السابقة·· وهو باتصال بالسلطة يستفيد لأنه يصبح من أصحاب النفوذ ويحمي بذلك عالمه الفني والخاص ·· والسلطة من جانبها تريد حماية أفكارها ومبادئها، كما حدث في عهد الثورة المصرية ونكسة 7691 ، فقد استغل الساسة الفن لتحميس الناس ونشر الأفكار الثورية·· وهناك جاذبية ما بين الشهرة والثراء من جانب والنفوذ من جانب آخر·· فكل منهما يكمل ويعوض الآخر·· وكل منهما يسعى لمغازلة واجتذاب الطرف الآخر · ***ما زالت أصداء اتهام بعض الفنانات المصريات بالتعاون مع جهاز الموساد الإسرائيلي مستمرة؛ حيث أعلن مؤخرا عن أسمائهن، ونفت كل منهن صلتها تماما بهذا الجهاز. جدير بالذكر أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يدعي فيها الموساد صلته بفنانين مصريين، لكن في المقابل نستطيع أن نرصد تاريخا طويلا لحكايات ترددت عن علاقات فنانين بأجهزة مخابرات مختلفة، وتمتد جذور تلك الحكايات إلى الحرب العالمية الثانية، ونروي في السطور التالية التفاصيل الكاملة لذلك الملف الأسود، سواء كانت أكاذيب رددتها الشائعات أو فيها جزء من الحقيقة. بداية لا ننكر أن هناك بعضا من رموز الفن المصري كانوا يعتنقون الديانة اليهودية، وأرادت إسرائيل أن تجندهم لخدمتها، ولكنها فشلت في ذلك، وفى السرد التاريخي الذي نقدمه نبدأ من مطربة ذات صوت جميل، ماتت في ريعان شبابها وكانت على منافسة مع مطربة كبيرة، وحققت شهرة واسعة النطاق في سنوات قليلة من عمرها الفني بعد أن جاءت إلى مصر، وهى طفلة صغيرة مع شقيقها ووالدتها؛ هربا من الاحتلال الفرنسي لبلدها، واتهمت بأنها على علاقة بالمخابرات الألمانية في بداية الحرب العالمية الثانية، ووصلت هذه الأقاويل إلى حد التأكيد، لكن لم تكن هناك أي مستندات أو صور أو شيكات بأنها كانت جاسوسة للألمان إبان الحرب العالمية الثانية، التي انتهت عام 1945وقد رحلت هذه المطربة عن عالمنا بعد انتهاء الحرب بقليل في حادث مأساوي، وقيل: إن المخابرات كانت وراء ذلك الحادث الأليم . مكالمة بيريز أما الفنانة ليلى مراد – اليهودية الأصل – فقد أعلنت إسلامها عام 1947 وتزوجت ثلاث مرات من فطين عبد الوهاب وأنور وجدي ووجيه أباظة، واتهمت بأنها على ديانتها اليهودية وأردات أن تدفن في إسرائيل وأنها دفعت 50 ألف جنيه تبرعات لإسرائيل، لكنها قبل وفاتها نفت ذلك تماما، وأكدت أنها مسلمة ومصرية وتريد أن تدفن في مقابر المسلمين بالقاهرة، وقيل: إن "شمعون بيريز" اتصل بها ذات مرة في أعقاب محادثات السلام المصرية – الإسرائيلية، التي بدأت في عام 1977 بزيارة السادات للقدس والكنيست الإسرائيلي، والتي أدت إلى توقيع معاهدة السلام في كامب ديفيد عام 1979 ولكن المطربة قالت للخادمة: أغلقي الخط في وجه بيريز ولم ترد عليه في أي محادثة تلفونية. أما الفنان اليهودي الأصل "ديفيد حاييم ليفي" الشهير بـ "داود حسنى" وهو ذلك الملحن المشهور الذي أشيع أن له علاقة بالموساد، فهل كان الموساد وقتها موجودا؛ وهو المولود 1870 وتوفى عن عمر ناهز 37 عاما، ولم يكن له أي نشاط سياسي في حياته، ولكن إسرائيل استطاعت أن تحصل على تراثه وألحانه، واعتبرته جزءا من تراثها الفني، والمعروف أن ابن داود حسنى المسمى "بديع هاجر"ذهب بالفعل إلى إسرائيل وعمل هناك مذيعا في الإذاعة لإسرائيلية. وأشيع أن اليهودية "راشيل إبراهيم" الشهيرة بـ "راقية إبراهيم" كانت على علاقة بالموساد، وهذه الفنانة بدأت حياتها الفنية مع محمد عبد الوهاب والمخرج محمد كريم في فيلم "رصاصة في القلب" مع بداية الأربعينيات وأعلنت إسلامها وتزوجت المهندس المصري المسلم "مصطفى والى" ثم انفصلت عنه وهاجرت إلى أمريكا بدون أسباب واضحة ثم عادت وتزوجت هناك من يهودي، وعملت في سكرتارية الأمم المتحدة إلى أن تقاعدت وافتتحت محلا للحلوى الشرقية، ولكن في السنوات العشر الأخيرة لا أحد يعلم عنها شيئا وكذلك تم ترويج إشاعة تتهم الفنان المصري "محمود المليجي" بأنه كان على علاقة بالموساد الإسرائيلي، وهى قصة كاذبة كالقصص والإشاعات الأخيرة؛ لأنه فنان وطني ومسلم يحترم عقيدته ووطنيته، وكان يشاهدـ في آخر أيامه ـ يوقف التصوير؛ من أجل أن يصلي الفريضة في وقتها بعد الأذان مباشرة، وربما انطلقت هذه الإشاعة من واقعة زواجه من الفنانة اليهودية الأصل "علوية جميل" التي أعلنت إسلامها، وهذه الواقعة لا تعيبه، كما أن جذوره الأصيلةـ وهو صاحب فيلم "الأرض" الذي يمثل الفلاح المصري ـ تجعله لا يمكن مطلقا أن يفكر مجرد التفكير في خيانة وطنه والتعامل مع الموساد مهما كانت الإغراءات؛ خاصة وأنه كان نجما وقاسما مشتركا في كل أفلام السينما في عصرها الذهبي تجنيد سمير الإسكندراني لكن القصة الحقيقية في هذا السياق، هي تجنيد الفنان "سمير الإسكندرانى" على يد الموساد الإسرائيلي عندما كان يدرس في إيطاليا خلال حقبة الستينيات وقد أوقع" سمير الإسكندرانى" من أرادوا تجنيده لحساب الموساد بدوره في شباك المخابرات المصرية، وعمل بالفعل معهم ولكن تحت رعاية المخابرات المصرية، حتى استطاعت المخابرات المصرية أن تسقط أكبر شبكة للتجسس الإسرائيلي في القاهرة، وطوال الفترة لم تكتشف المخابرات الإسرائيلية علاقة" سمير الإسكندرانى" بالمخابرات المصرية، وقد أعلن "الإسكندرانى" عن ذلك بعد أن تم تأمينه تماما وفى إطار الشائعات والمزاعم نفسها، قيل: إن هناك مطربة عربية من دول المغرب العربي تم تجنيدها ضد مسئول ليبي؛ لخدمة أحد أجهزة المخابرات؛ لذلك منع دخولهاـ خلال فترة من الفترات ـ لعاصمة عربية قبل أن يسمح لها بدخولها بعد أن تم التأكد بأن ما أشيع عن علاقتها بمخابرات بلادها ليس صحيحا ولا يخرج عن كونه من الإشاعات الكاذبة التي استهدفت فنانين آخرين،
/MAFAHIM/M0072.HTM
تبادل المصالح·· أساس أي علاقة·· حتى أن الفلاسفة والمفكرين يرون في علاقات الحب بين الجنسين، مصلحة·· فكلاهما يرغب في الوصول الى حالة الإشباع العاطفي ··!! لكن·· هل ينطبق ذلك على العلاقة بين الفن والسياسة؟ بين السلطة في بلد ما، والمشاهير من النجوم والنجمات··؟ ! الواقع يقول إن هناك تزاوجا بين الطرفين·· فالسلطة تحتاج دائما إلى من يسهل لها الوصول بأفكارها للناس·· ليكون قناة تمرر من خلالها سياساتها ومشروعاتها·· كما أن الفنان يحتاج أيضا لمن يسانده·· ويوفر له الأرضية الصلبة التي يستطيع عن طريقها تدعيم نفسه·· والانطلاق الى عالم أرحب من الشهرة والمجد، تحت غطاء آمن · هكذا يمتزج الثراء والشهرة في جانب مع النفوذ والسلطة في جانب آخر·· داخل إطار علاقة تكاملية تحقق لكليهما المصلحة والهدف·· ذلك ما تؤيده أحداث التاريخ في الشرق والغرب·· تلك الأحداث التي تؤكد حتمية هذه العلاقة !! لا شك أن فتح ملف هذه القضية يكشف عن حقائق غائبة عن الكثيرين من خلال استقراء أحداث وتفاعلات الوسط الفني بالسلطة منذ عصور مضت نستطيع أن نخرج بنتائج أكثر وضوحا عن شكل تلك العلاقة الخاصة جدا · إسمــهان ضابـطة مخــــابراتمن هذه الأسماء المطربة السورية >أسمهان< أو >آمال فهد الأطرش<، شقيقة المطرب >فريد الأطرش<، فرغم حياتها القصيرة ـ حيث ماتت في سن الـ23 ـ إلا أن مشوارها كان مليئا بالأحداث المثيرة·· يؤكد المقربون منها أنها لم تكن تحب الفن بقدر عشقها لكونها أميرة·· وربما هذا ما استهواها في اللعب مع الكبار خلف كواليس السياسة·· لكنها لم تكن تتقن أصول اللعبة·· فدفعت حياتها ثمنا لحفنة جنيهات استرلينية·· وكان من أبرز أدوارها السياسية ما قامت به أثناء الحرب العالمية الثانية لتحقيق استقلال بلادها·· وتعرضت لموت محقق عشرات المرات·· وقيل إنها كانت ضابطة في المخابرات البريطانية·· وقد قام قائد المخابرات بتجنيدها، حيث طلب منها السفر الى الدروز بصفتها زوجة الأمير >حسن الأطرش< وزير دفاع سوريا للتحدث في أمور تتعلق بعدم اعتداء الدروز على الجيش البريطاني أثناء دخوله البلاد·· خوفا من اجتياح جيوش المحور للبلاد · برعت >أسمهان< في تقديم المعلومات للاستخبارات·· حتى حكم عليها بالإعدام من قبل الألمان لما ألحقته بهم من أضرار·· فانتقلت للعمل في فلسطين وكان يرافقها بصفة دائمة ضابط بريطاني·· وحينما أصبح الألمان على أبواب مصر خشيت بريطانيا وقوعها في الأسر، فقرروا التخلص منها خشية أن تفضح ما سمعته وشاهدته·· فماتت أسمهان غرقا !! وكانت >أسمهان< ماهرة في التخفي، وقد شكلت حرسا خاصا بزي خاص من الدروز شاركوا في حماية الانجليز·· وكانت تحصل على أموال كثيرة نظير هذه الخدمات·· لكن نظرا لبذخها الشديد رفض الانجليز الإنفاق عليها·· فحاولت الاتصال بالألمان لكنها أعيدت من على نقطة الحدود، وقد ماتت أسمهان غرقا عام 4491 إثر حادث بسيارتها في طريق القاهرة ـ الاسكندرية الزراعي، بعد خلاف مع المنتج والممثل أحمد سالم ـ خامس أزواجها ـ وبعد شهرين من موتها أصر شقيقها >فريد الأطرش< على فتح ملف الحادث·· ولكنه فاجأ الجميع بإعلانه في الصحف أن أسمهان لم تقتل·· وبعد 26 عاما على هذه التراجيديا مازال السؤال المحيّر يطرح نفسه·· من قتل اسمهان؟ قد يكونون الألمان لاتصالها بالإنجليز·· وقد يكونون الانجليز خشية فضح أسرارهم·· أو بسبب صراعها مع الملكة نازلي على حب رئيس الديوان الملكي المصري آنذاك >أحمد باشا حسنين <· ويقول الكاتب الراحل >مصطفى أمين< عن أسمهان: إنها كانت ذات شهية غريبة·· كانت تفطر في الصباح طبق فول وفي المساء تأكل الكافيار، تشرب الشمبانيا وتنفق ببذخ فتبيع أزياءها لتسديد ديونها· وقد قالت عرافة لوالدتها ـ حينما كانت أسمهان طفلة صغيرة ـ إن ابنتها ستموت غرقا·· ونتيجة لهذا أحاطت الأسرة أسمهان بحالة من التشاؤم والخوف من الموت·· وذكرت أخصائية في الصحة النفسية تدعى >سوزان سعد رزق< في تحليلها لشخصيتها، أن أسمهان شخصية مليئة بالمتناقضات نتيجة الانقلاب المفاجئ الذي حدث لأسرتها وانتقالها من حياة الترف الى الفقر، وانفصال الوالد عن الأسرة·· كل هذه العوامل جعلت أسمهان انبساطية المزاج تحب الظهور والشهرة، والاتصال بعلية القوم · جـاسـوسة في فــراش المـــلك أما >كاميليا< أو >ليليان ليفي كوهين<·· غريمة >أسمهان< في عشق >أحمد سالم<·· كانت فنانة وراقصة استعراضية تنبّأ لها الجميع بمستقبل زاهر مع النجومية·· وفي الوقت نفسه اتهمت بالتجسس لصالح اسرائيل، والحكاية تقول إن الملك فاروق ـ آخر ملوك مصر قبل الثورة ـ أعجب بها أثناء مرافقتها لأحمد سالم في إحدى الحفلات الخيرية، وأصبحت محظية له وذلك عام 1946 ، مما جعل الوكالة اليهودية تنتبه لكاميليا وعلاقتها بفاروق·· فحاولت تجنيدها !! وقد وصفها الكاتب >حنفي المحلاوي< في كتابه >فنانات في الشارع السياسي< بأنها عميلة من الدرجة الممتازة للمخابرات الإسرائيلية، ولم يكن ارتباطها بالموساد عاطفيا ولكن باعتبارها يهودية، وقد لعبت دورا خطيرا منذ عام 1948 حتى 1950 ، ولو امتد بها العمر لهاجرت الى إسرائيل·· كانت كاميليا تعبد المال وتصلّي للذهب·· واستطاعت خلال خمس سنوات أن تجمع ثروة هائلة خلفتها وراءها·· وكانت في آخر أيامها تعاني من مرض السل بسبب إفراطها في تناول الخمور والتدخين·· ماتت وعمرها 12 عاما وكان ذلك عام 1950 محترقة داخل طائرة·· وقد تناولت السينما حياتها من خلال فيلم >حافية على جسر الذهب <· استغلت كاميليا علاقتها بالملك·· وكانت تمد اسرائيل بالأسرار التي كان يبوح بها فاروق ·· وحينما اتهمتها الصحافة بالتجسس لصالح اسرائيل، أعلنت أنها لم تسافر لإسرائيل أو القدس·· وقامت بجمع تبرعات للجيش المصري المحارب في فلسطين·· ولم يكن اتهامها آنذاك مبنيا على دليل مادي وإنما على أساس تصورات عامة·· منها كونها يهودية، وبراعتها في الاتصال بكبار الشخصيات، والتصاقها بالملك، وكذلك ثراؤها الفاحش · يقول الكاتب >محمود متولي<: إنها ظلت طوال 03 سنوات تحصل على معلومات عن سير حرب فلسطين من >فاروق<·· وكانت في نفس الوقت عضو في شبكة للإساءة بسمعة العرب·· ونظير تلك الخدمات كانت كاميليا تطمح في الوصول للسينما العالمية·· ونجحت الوكالة اليهودية في الاتفاق لها على بطولة فيلم عالمي·· على أن تظل بانجلترا·· ولكن عادت الوكالة تطلب منها السفر لمصر تمهيدا للاشتراك في عملية >صفقة الأسلحة الفاسدة< والتي اشترتها مصر عام 1948 وكانت سببا مباشرا في هزيمة الجيش المصري في حرب فلسطين 1948 · وظلت كاميليا على علاقتها بالموساد، وبعد الحرب وتأسيس دولة اسرائيل انضمت للجمعيات الخيرية لجمع التبرعات·· وأكد البعض أن موتها كان مدبرا من قبل الحرس الجديد للملك ـ سواء بعلمه أو بدون علمه ـ بينما أكد آخرون أن مقتلها كان بتخطيط أجنبي · ليلى مــراد تجمـــع تـــبرعات للجيـــش الصهيـــوني في عام 1952 اتهمت المطربة الشهيرة >ليلى مراد< بالتجسس لصالح الموساد واستغلال علاقتها بالملك لإمداد المخابرات الاسرائيلية بالمعلومات، وذلك بعد نشر خبر تسرّب الى الصحافة مفاده أن >ليلى مراد< زارت اسرائيل وجمعت تبرعات تقدر بـ( 50 ألف جنيه) لتمويل الجيش الصهيوني، وشجع على انتشار الخبر أنها يهودية الأصل·· وأحدث الخبر ردود فعل غاضبة منعت على إثرها أغاني ليلى مراد وأفلامها في سوريا، مما جعلها تقدم على إنتاج فيلم (الحياة حب) الذي تدور أحداثه حول ارتباطها وتعاطفها مع الجيش المصري لتحرير فلسطين·· وكان الفيلم ضعيف المستوى ولم يضف لتاريخها شيئا·· ونتيجة الحملة الشعواء ضدها تركت >ليلى< الأضواء عام 1955 ، وأكدت وسائل الاعلام ساعتها أن دوائر الأمن السوري وراء تلك الشائعة لمنع أفلامها في سوريا·· وقد وصل تأثير الشائعات لدرجة أن السلطات المصرية عزمت على اعتقالها ومصادرة أموالها·· وبعد تحريات قام بها مجلس قيادة الثورة تأكدت براءتها·· وتوسط >جمال عبد الناصر< لدى سوريا عام 1958 لرفع الحظر عن أغانيها وأفلامها · ويذكر أن >ليلى مراد< عقب سماعها الخبر أغمي عليها وقالت: >الله يجازيك يا أنور< ـ تقصد أنور وجدي ـ، وعقدت ليلى مراد مؤتمرا صحفيا نفت فيه جمع تبرعات لاسرائيل·· وبعد 74 عاما استطاع أحد الباحثين تجميع أدلة براءتها·· وهناك رسالة من >أنور وجدي< قال فيه إنه لم يطلق ليلى مراد بسبب خلاف ديني لأنها أشهرت إسلامها، أو بسبب خلاف سياسي أو ميول وطنية·· بل كان الطلاق لأسباب عاطفية·· وكانت الشبهات تدور حول تورط >أنور وجدي< في هذه الشائعة انتقاما منها بعد طلاقها منه · راقصــة في بــــلاط هتـــلر تتفق الأسانيد المختلفة على أن >بديعة مصباني< أول ممثلة وراقصة عربية ـ قد رحلت من لبنان الى مصر في مطلع القرن العشرين لتضع الكازينو الخاص بها وجميع العاملين به تحت تصرف القوات البريطانية طوال مدة الحرب العالمية الثانية· ومن الطريف أيضا، أن كازينو >بديعة< قدم ثلاث راقصات أصبح لهن ارتباطات سياسية بشكل أو بآخر · أولهن >حكمت فهمي< التي قامت قبل نشوب الحرب العالمية برحلة لإيطاليا وألمانيا والمجر·· ورقصت أمام هتلر وموسوليني·· وتعرفت على شاب ألماني أمّه مصريه، اسمه >حسين جعفر< وكان جاسوسا لألمانيا، فتعرف بدوره على >أنور السادات< والفريق >عزيز المصري<، وعرفت عوامة >حكمت فهمي< اجتماعات هؤلاء الذين كانوا يرغبون في الاتصال بالألمان من أجل طرد الانجليز من مصر·· إلا أنهم وقعوا في يد المخابرات البريطانية، فصدر حكم ضد الراقصة >حكمت فهمي< بالسجن لمدة 30 شهرا·· وطرد السادات من الخدمة العسكرية · ملــــكة لليــلة واحــــدة أما الراقصة الثانية فهي >سامية جمال<، واسمها الحقيقي >زينب خليل<·· وضعها النخاس الإيطالي >أنطوان بوللي< في طريق الملك فاروق·· فبدأت ترقص له·· وقد ذكر >مصطفى أمين< في كتابه >ليالي فاروق< بعنوان >ملكة لليلة واحدة< أن سامية جمال أمضت ليلة في غرفة الملك واستيقظت فلم تجده·· فقد اختفى دون أن يودعها·· بعد أن أمضى الساعات وهو راكع تحت قدميها يبثها غرامه·· فبحثت عنه في كل مكان قد تجده فيه ولكنه كان يتجاهلها·· وبسبب حبها لفاروق أنهت علاقتها بفريد الأطرش·· وهي الأخرى اتهمت بزيارة اسرائيل، فمثلت فيلمها عن فلسطين لدرء هذه التهمة · من المــلاهي الى المعتقــــلات الراقصة الثالثة التي تخرجت من > كازينو بديعة< هي >تحية كاريوكا<·· فلم تكن مجرد راقصة ولكنها شخصية معتزة بنفسها متفرّدة بتصرفاتها·· ولها باع طويل في المعترك السياسي·· فوالدها قضى بعض الوقت في المعتقلات، وعمّها قتل على يد الانجليز·· وفي الأربعينيات والخمسينيات كانت شديدة القرب من الحزب الشيوعي، وإن كانت قد نفت انضمامها لأي حزب · دخلت >كاريوكا< السجن في مطلع الثورة بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم عام 1954 ، حينما كانت متزوجة من الضابط >مصطفى صدقي<·· فقد كان موضوعا تحت المراقبة·· وعندما هاجم البوليس الحربي منزل الزوجية، عثروا على منشورات معادية للثورة·· فألقي القبض على الزوجين، وخرجت كاريوكا من السجن بعد ثلاثة أشهر · وكان لكاريوكا نشاط مع الفدائيين المصريين عام 1951 وعرفت السادات·· وظل مختبئا بمعرفة الفدائيين لفترة طويلة·· وكانت هي واحدة ضمن من ساعده على الهرب·· وفي أحد لقاءاتهما معا عام 1978 قال لها السادات وهو رئيس جمهورية: >إني كنت أعمل مع شقيقك<، وهنا وقفت وقالت: >لا يا ريّس·· أنت كنت هربان<·· فضحك السادات !! ضـــد الحـكـــــومــة في عام 1968 أصدر وزير الداخلية المصري >شعراوي جمعة< قرارا بمنع عرض مسرحية (كدابين الزفة)·· فقررت >تحية كاريوكا< الاعتصام والاضراب عن الطعام·· حتى رفع قرار المنع بعد حذف ما يقرب من نصف النص المسرحي · وفي عام 1972 وفي أعقاب قرار الرئيس المصري السادات طرد الخبراء السوفييت·· قدمت (كاريوكا) مسرحية (يحيا الوفد) بالتعاون مع زوجها (فايز حلاوة)·· وكانت المسرحية تحوي انتقادا صريحا لعبد الناصر وسياساته فتم اتهام كاريوكا بأنها قدمت هذه المسرحية كبوق دعاية للسادات·· وعرف عن كاريوكا تماسكها وشجاعتها في مواجهة فترة السجن·· فقامت في سجن النساء بنشاط لمحو الأمية·· وقال عنها المفكر الفلسطيني >ادوارد سعيد<: إن تحية كاريوكا مثل أم كلثوم ·· تحتل موقع الرمز المرموق في الثقافة الوطنية·· ويبدو أن نشأتها الصعبة وصعودها من قاع المجتمع وما لقيته من قسوة، إضافة الى رغبتها الملحة في أن تكون شيئا ذا قيمة للفئات الشعبية، والحس الوطني، والسعي الى التعرف برموز المجتمع السياسية والثقافية·· وقد حدث أن رقصت أمام الملكة >نازلي< فقالت: >لقد رقصت أمام ملكة مصر ولن أرقص مرة أخرى<·· واعتذرت عن العروض المقدمة لها متعللة بوعكة ألمت بها · عـلاقـة >وردة< بـوزير الـدفـــاع في منتصف الستينيات انطلقت أقاويل تؤكد علاقة وزير الدفاع المصري آنذاك المشير عبد الحكيم عامر بالمطربة الجزائرية وردة·· وقيل إن المشير يعيش معها قصة حب·· قيل أيضا إن مثل هذه العلاقات لا يطلق عليها وصف الحب إلا من باب التأدب مع القادة والشخصيات العامة الكبيرة·· ومن كتاب >ما لم تنشره الصحف< للكاتب >محمد رجب< قيل إن جمال عبد الناصر اختلف مع المشير حول هذه العلاقة، بل وخيّره بين أن يعزله، أو يطرد >وردة< من مصر·· وحينما أصدرت القيادة السياسية المصرية قرارا يتعلق بمستقبل >وردة< الفني في مصر·· كثرت الحكايات وتأكدت الأقاويل، وتأزم موقف وردة التي لم تكن تتوقع تدخل القيادة السياسية المصرية بهذا الشكل المثير·· وكانت البداية حينما اقتربت سيارة المشير من امرأة شابة تقف أمام سيارتها المعطلة وكان ذلك في دمشق·· فأمر ضباطه بإصلاحها·· وعندما سأل عنها، أبلغوه بأنها مطربة جزائرية تقوم بإحياء حفلات في دمشق وبيروت·· وبعد أسابيع من اللقاء استقرت >وردة< بالقاهرة، واستغلت شائعة ارتباطها بالمشير واستثمرتها جيدا·· فانهالت عليها العروض السينمائية والحفلات العامة·· ولم يستمر الحال طويلا، حيث أمر >عبد الناصر< بطردها من مصر، في حين نشرت الصحف، تقول إنها غادرت القاهرة في جولة فنية طويلة، لم تنته إلا بموت عبد الناصر · زواج الفـــن بالسيــــاسـة أما الفنانة >برلنتي عبد الحميد< فقد تزوجت من المشير عامر عرفيا لدواعي الأمن، والتي تتطلب عدم معرفة مكان المشير وتحركاته·· وقد كان حريصا على ألا يعرفه الناس، وكذلك كانت رغبة عبد الناصر· وأكدت برلنتي أن عبد الناصر لم يحضر العرس، ولكنه كان دائم الزيارة لهما هي وزوجها·· وكان يشاركهما في المناسبات العائلية·· وقال للمشير مداعبا >بيقولوا عليها حلوة قوي<·· وكان يتصل بهما أكثر من مرة في اليوم الواحد أحيانا·· وفي أحيان كثيرة كان يداعب برلنتي ـ حسب قولها ـ بعبارة: >اتركيه لعمله يا متوحشة<· وقد قام جهاز المخابرات ـ آنذاك ـ بقيادة >صلاح نصر< بجمع تحريات عن برلنتي عبد الحميد، خوفا من أن تكون جاسوسة مدسوسة، تستغل علاقتها بالمشير لتسريب أسرار البلاد·· وأثبتت التحريات براءتها من كل تلك التهم· والغريب أن الصحف ساعتها تجاهلت الخبر وتظاهرت بأنها لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم، وكانت هذه أول سابقة لزواج السياسة بالفن في العالم العربي· وكانت >برلنتي عبد الحميد< تلقب بملكة الإغراء والتمثيل، إلا أنها تركت الأضواء والشهرة، عندما بلغ أجرها عن الفيلم الواحد وقتها ( 1500 جنيه) أي ما يعادل أعلى أجر تتقاضاه فنانات اليوم·· لتعيش بعد ذلك كزوجة وأم، ولتصبح شاهدة وأحيانا شريكة في أدق وأحرج لحظات هذا العصر · وشهدت هذه الفترة أيضا زواجا عرفيا آخر بين مطربة كبيرة وأحد ضباط مكتب الوزير، واعتزلت التمثيل إلا أنها كانت سعيدة بمميزات هذه الزيجة التي جعلتها تأمر وتنهي تحت حماية المنصب الجديد · وفي حقبة الستينيات من القرن الماضي أيضا قام >صلاح نصر<، مدير المخابرات المصرية آنذاك، بالزواج عرفيا من النجمة >اعتماد خورشد< ـ عمة شريهان ـ وذلك بعد أن أجبر زوجها على تطليقها·· وقد شهدت >خورشد< ضده عند محاكمته، وقالت بأنها طارد عددا كبيرا من النجمات·· لدرجة أن البعض منهن هربن خارج البلاد خوفا من بطشه·· وقد أنكر >صلاح نصر< من جانبه كل هذه الاتهامات، بما فيها زواجه العرفي · أم كلثـوم·· الـوزيـرة المـوقـوفة ما لا يعرفه الكثيرون أن كوكب الشرق >أم كلثوم< كانت ستكون أول وزيرة في حكومة جمال عبد الناصر، حيث رشحها ضمن 10 شخصيات نسائية أخرى لاعتلاء وزارة الشؤون الاجتماعية·· لكن المشير عامر اعترض على فكرة أن تكون هناك امرأة ضمن التشكيل الوزاري، فأرجأ عبد الناصر الفكرة·· حتى عرضها على الكاتب >مصطفى أمين<، والذي اقترح بدوره أن تكون أم كلثوم وزيرة للثقافة·· لكن عبد الناصر أراد أن تكون بمصر وزيرة واحدة، فاختار >حكمت أبو زيد<· والغريب أن أم كلثوم علمت بالخبر بعد أن رفض عبد الناصر الفكرة·· وكانت لأم كلثوم مواقف وطنية، وكانت قريبة من السلطة، فقبل قيام الثورة منحها الملك فاروق أحد الألقاب الرسمية، وبعد الثورة اعتبرها البعض معادية لها·· وقرروا عدم إذاعة أغانيها حتى تدخل عبد الناصر·· وكان لها موقف بطولي في أحداث حصار ضباط الجيش المصري في الفالوجا بفلسطين عام , 1948 · وقامت بجولات فنية في العديد من الدول العربية والغربية لجمع تبرعات لبناء وتسليح الجيش المصري عقب هزيمة , 1967 · وفي عهد السادات تبوّأت مكانة عالية أثارت غيرة الكثيرين · الفنانـــون أبــواق دعـايــة في فترة ثورة جويلية بمصر·· جندت أصوات المطربين المعروفين أمثال عبد الحليم حافظ، محمد عبد الوهاب، شادية، أم كلثوم·· لتعريف الناس بمبادئ الثورة وبث الحماس في نفوسهم، كما حدث في حرب 1956 وبناء السد العالي، فكان الفن بوق دعاية للثورة وأهدافها·· كما شهد هذا العصر تقاربا كبيرا بين أهل الفن والسلطة·· فقد كان عبد الحليم حافظ من الأصدقاء المقربين لعبد الناصر، وكان الأخير يطلبه لكي يلعب معه الشطرنج، وكان عبد الحليم ـ كما تردد ـ يستغل صداقته لكبار الشخصيات والقادة في الانتصار على منافسيه في المجال الفني، فكان العندليب الأسمر أحد أعمدة نشر مبادئ الثورة، وغنى العديد من الأغنيات الوطنية والحماسية·· وقد تأثرت علاقته بالسادات نتيجة اعتقاد السادات القديم بولاء عبد الحليم لعبد الناصر · من الأسماء اللامعة، والتي قامت المخابرات المصرية بتجنيدها لصالحها، المطرب >سمير الاسكندراني<·· فأثناء وجوده في باريس حاول الموساد تجنيده وإغراءه بالمال·· فأبلغ المخابرات المصرية التي جنّدته كعميل مزدوج، فحصل على معلومات خطيرة، وكان على اتصال بالجاسوس المصري >رأفت الهجان< داخل اسرائيل · كذلك وظفت المخابرات المصرية الفن لصالحها، وقامت بتهريب بعض المعدات المهمة داخل أجهزة التصوير ومتعلقات العاملين بفيلم (عماشة في الأدغال ·· والفيلم برمته كان من تدبير المخابرات، واستطاعت من خلاله تنفيذ عملية تفجير الحفار الاسرائيلي في شواطئ غرب افريقيا، وعندما عرض الفيلم داخل دور العرض·· استهجنه الناس فقد كان شيئا جديدا أن يتم تصوير فيلم مصري بالكامل داخل الأدغال الافريقية · اللـغـــــز المحـــــــير ومن القصص التي مازالت لغزا محيرا·· علاقة مارلين مونرو وجون كيندي الذي كانت تلتقي معه داخل إحدى الغرف الخاصة بالبيت الأبيض·· فعرفت مارلين الكثير من الأسرار من خلال علاقتها بكندي·· وعندما حاول إنهاء علاقته بها فشل، فقد وقعت في غرامه، ويقال إنها لم تمت منتحرة، ولكن قتلها رجال كيندي، ويقال أيضا إن إدمانها الخمور وفشلها العاطفي وراء انتحارها ومازال سر نجمة الإغراء غامضا برغم مرور أكثر من 55 عاما على رحيلها ·· وهناك حاليا الصداقة التي تربط عائلة كلينتون بالمطربين مايكل جاكسون والتون جون، وكان مايكل جاكسون يرافق كلينتون في حملاته الدعائية لرئاسة الولايات المتحدة · المصلحـــة والمتـعـــــــة الكاتب الراحل >مصطفى أمين< فسر هذا التزاوج بين الفن والسياسة بأنه من الطبيعي أن يجتمع المال والشهرة متمثلة في الفنانين مع النفوذ والسلطة·· فكل منهما يحتاج الآخر ومكمل له·· فالسلطة تريد بوقا دعائيا لأفكارها، وليس هناك أداة أسهل من فنان يتمتع بجماهيرية وشعبية طاغية يمكن عن طريقه توصيل أفكارها، كما أن الفنان كحالة تعويضية يحتاج الى سلطة ونفوذ يساعدانه لتحقيق طموحاته الفنية والشخصية·· بدليل أن أغلب الفنانين ـ وهم من قاع المجتمع ـ يسعون دائما للالتصاق بالقادة والشخصيات الكبيرة، كحالة تعويضية عن الذل والمهانة والفقر الذي عاشوا فيه · أما علماء الاجتماع فيقولون إن الفن والسلطة لا يفترقان، فكلاهما يسعى نحو الآخر، والعلاقة بينهما علاقة نفعية قائمة على المصلحة والمتعة·· سواء الخاصة أو العامة، فالفنان يحتاج الى سلطة ونفوذ لتعظيم حجمه وتعويضه عن حياته السابقة·· وهو باتصال بالسلطة يستفيد لأنه يصبح من أصحاب النفوذ ويحمي بذلك عالمه الفني والخاص ·· والسلطة من جانبها تريد حماية أفكارها ومبادئها، كما حدث في عهد الثورة المصرية ونكسة 7691 ، فقد استغل الساسة الفن لتحميس الناس ونشر الأفكار الثورية·· وهناك جاذبية ما بين الشهرة والثراء من جانب والنفوذ من جانب آخر·· فكل منهما يكمل ويعوض الآخر·· وكل منهما يسعى لمغازلة واجتذاب الطرف الآخر · ***ما زالت أصداء اتهام بعض الفنانات المصريات بالتعاون مع جهاز الموساد الإسرائيلي مستمرة؛ حيث أعلن مؤخرا عن أسمائهن، ونفت كل منهن صلتها تماما بهذا الجهاز. جدير بالذكر أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يدعي فيها الموساد صلته بفنانين مصريين، لكن في المقابل نستطيع أن نرصد تاريخا طويلا لحكايات ترددت عن علاقات فنانين بأجهزة مخابرات مختلفة، وتمتد جذور تلك الحكايات إلى الحرب العالمية الثانية، ونروي في السطور التالية التفاصيل الكاملة لذلك الملف الأسود، سواء كانت أكاذيب رددتها الشائعات أو فيها جزء من الحقيقة. بداية لا ننكر أن هناك بعضا من رموز الفن المصري كانوا يعتنقون الديانة اليهودية، وأرادت إسرائيل أن تجندهم لخدمتها، ولكنها فشلت في ذلك، وفى السرد التاريخي الذي نقدمه نبدأ من مطربة ذات صوت جميل، ماتت في ريعان شبابها وكانت على منافسة مع مطربة كبيرة، وحققت شهرة واسعة النطاق في سنوات قليلة من عمرها الفني بعد أن جاءت إلى مصر، وهى طفلة صغيرة مع شقيقها ووالدتها؛ هربا من الاحتلال الفرنسي لبلدها، واتهمت بأنها على علاقة بالمخابرات الألمانية في بداية الحرب العالمية الثانية، ووصلت هذه الأقاويل إلى حد التأكيد، لكن لم تكن هناك أي مستندات أو صور أو شيكات بأنها كانت جاسوسة للألمان إبان الحرب العالمية الثانية، التي انتهت عام 1945وقد رحلت هذه المطربة عن عالمنا بعد انتهاء الحرب بقليل في حادث مأساوي، وقيل: إن المخابرات كانت وراء ذلك الحادث الأليم . مكالمة بيريز أما الفنانة ليلى مراد – اليهودية الأصل – فقد أعلنت إسلامها عام 1947 وتزوجت ثلاث مرات من فطين عبد الوهاب وأنور وجدي ووجيه أباظة، واتهمت بأنها على ديانتها اليهودية وأردات أن تدفن في إسرائيل وأنها دفعت 50 ألف جنيه تبرعات لإسرائيل، لكنها قبل وفاتها نفت ذلك تماما، وأكدت أنها مسلمة ومصرية وتريد أن تدفن في مقابر المسلمين بالقاهرة، وقيل: إن "شمعون بيريز" اتصل بها ذات مرة في أعقاب محادثات السلام المصرية – الإسرائيلية، التي بدأت في عام 1977 بزيارة السادات للقدس والكنيست الإسرائيلي، والتي أدت إلى توقيع معاهدة السلام في كامب ديفيد عام 1979 ولكن المطربة قالت للخادمة: أغلقي الخط في وجه بيريز ولم ترد عليه في أي محادثة تلفونية. أما الفنان اليهودي الأصل "ديفيد حاييم ليفي" الشهير بـ "داود حسنى" وهو ذلك الملحن المشهور الذي أشيع أن له علاقة بالموساد، فهل كان الموساد وقتها موجودا؛ وهو المولود 1870 وتوفى عن عمر ناهز 37 عاما، ولم يكن له أي نشاط سياسي في حياته، ولكن إسرائيل استطاعت أن تحصل على تراثه وألحانه، واعتبرته جزءا من تراثها الفني، والمعروف أن ابن داود حسنى المسمى "بديع هاجر"ذهب بالفعل إلى إسرائيل وعمل هناك مذيعا في الإذاعة لإسرائيلية. وأشيع أن اليهودية "راشيل إبراهيم" الشهيرة بـ "راقية إبراهيم" كانت على علاقة بالموساد، وهذه الفنانة بدأت حياتها الفنية مع محمد عبد الوهاب والمخرج محمد كريم في فيلم "رصاصة في القلب" مع بداية الأربعينيات وأعلنت إسلامها وتزوجت المهندس المصري المسلم "مصطفى والى" ثم انفصلت عنه وهاجرت إلى أمريكا بدون أسباب واضحة ثم عادت وتزوجت هناك من يهودي، وعملت في سكرتارية الأمم المتحدة إلى أن تقاعدت وافتتحت محلا للحلوى الشرقية، ولكن في السنوات العشر الأخيرة لا أحد يعلم عنها شيئا وكذلك تم ترويج إشاعة تتهم الفنان المصري "محمود المليجي" بأنه كان على علاقة بالموساد الإسرائيلي، وهى قصة كاذبة كالقصص والإشاعات الأخيرة؛ لأنه فنان وطني ومسلم يحترم عقيدته ووطنيته، وكان يشاهدـ في آخر أيامه ـ يوقف التصوير؛ من أجل أن يصلي الفريضة في وقتها بعد الأذان مباشرة، وربما انطلقت هذه الإشاعة من واقعة زواجه من الفنانة اليهودية الأصل "علوية جميل" التي أعلنت إسلامها، وهذه الواقعة لا تعيبه، كما أن جذوره الأصيلةـ وهو صاحب فيلم "الأرض" الذي يمثل الفلاح المصري ـ تجعله لا يمكن مطلقا أن يفكر مجرد التفكير في خيانة وطنه والتعامل مع الموساد مهما كانت الإغراءات؛ خاصة وأنه كان نجما وقاسما مشتركا في كل أفلام السينما في عصرها الذهبي تجنيد سمير الإسكندراني لكن القصة الحقيقية في هذا السياق، هي تجنيد الفنان "سمير الإسكندرانى" على يد الموساد الإسرائيلي عندما كان يدرس في إيطاليا خلال حقبة الستينيات وقد أوقع" سمير الإسكندرانى" من أرادوا تجنيده لحساب الموساد بدوره في شباك المخابرات المصرية، وعمل بالفعل معهم ولكن تحت رعاية المخابرات المصرية، حتى استطاعت المخابرات المصرية أن تسقط أكبر شبكة للتجسس الإسرائيلي في القاهرة، وطوال الفترة لم تكتشف المخابرات الإسرائيلية علاقة" سمير الإسكندرانى" بالمخابرات المصرية، وقد أعلن "الإسكندرانى" عن ذلك بعد أن تم تأمينه تماما وفى إطار الشائعات والمزاعم نفسها، قيل: إن هناك مطربة عربية من دول المغرب العربي تم تجنيدها ضد مسئول ليبي؛ لخدمة أحد أجهزة المخابرات؛ لذلك منع دخولهاـ خلال فترة من الفترات ـ لعاصمة عربية قبل أن يسمح لها بدخولها بعد أن تم التأكد بأن ما أشيع عن علاقتها بمخابرات بلادها ليس صحيحا ولا يخرج عن كونه من الإشاعات الكاذبة التي استهدفت فنانين آخرين،
/MAFAHIM/M0072.HTM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق