الخميس، أبريل 29، 2010

مواجهات عنيفة بين الشرطة والمواطنين في سوهاج بسبب نقل رفات الموتى من مقبرة غنية بالآثار
اشتبك أمس 15 ألف مواطن مع قوات الأمن بمدينة أخميم التابعة لمحافظة سوهاج والواقعة على مسيرة خمسمائة وخمسين كيلومترا جنوب العاصمة المصرية وذلك بعد أن خرجوا في مظاهرة ضخمة اعتراضا على قرار السلطات بوقف دفن الموتى في المقابر القديمة بالمنطقة الأثرية بداية من شهر ايار/ مايو المقبل، ونقل المقابر إلى منطقة الكوثر بأخميم الجديدة.
وتحولت المدينة الى مساكن للأشباح على إثر تدفق عشرات الالآف من الشرطة التي استعانت بها السلطات المدنية لإتمام العملية وفرضت قوات الأمن سياجا أمنيا حول المدينة واشتبكت مع ما يقرب من 15 ألف متظاهر. وبسبب تزايد عدد المتظاهرين واشتباكهم مع الشرطة صدرت الأوامر للجنود بإلقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريق الجموع الغاضبة من قرار المحافظ، بعد أن رشقوا بالحجارة مقر الحزب الوطني بالمركز، ومقر مجلس المدينة، والمستشفى المركزي، وأشعلوا النار في حافلة، وقطعوا طريق سوهاج أخميم.
وقامت الشرطة بإلقاء القبض على 250 مواطنا من المتظاهرين، وإيداع 100 مواطن منهم بمراكز ونقاط الشرطة المنتشرة في المحافظة.
وقد قام المواطنون بتحطيم سيارة أمام مطرانية الأقباط، والإعتداء على مستشفى أخميم، وقذفوا مقر المحكمة، وحطموا شبابيك مجلس المدينة مما دفع الأجهزة الأمنية للنزول للشوارع بكثافة من أجل ضبط الموقف ونجم عن ذلك ضرب المتظاهرين بالهراوات، لتفريق المتظاهرين، وتم فرض حظر التجوال على المدينة بالكامل.
ولا يعترض المتظاهرون على قرار نقل المقابر في حد ذاته، إنما يعترضون على أنهم سيستخدمون أراضي المقابر الجديدة بحق الانتفاع وليس بالتملك.
وساهم في تأجيج مشاعر المسلمين قيام السلطات باستثناء المسيحيين من قرار نقل المقابر.
وهتف المتظاهرون ضد الحزب الوطني وأعضاء مجلس الشعب.
يذكر أن المقابر الجديدة تبعد عن القديمة حوالى 20 كيلومترا، في المدينة التاريخية الأثرية التي تقع على الشاطئ الشرقي لنهر النيل.
وبحلول الساعات الأولى من يوم أمس قامت قوات الأمن في مديرية أمن سوهاج بفرض حظر التجول في مدينة أخميم، مساء الثلاثاء، وأجبرت أصحاب المحال التجارية على إغلاقها، بعد الاحتجاجات التي شهدتها المدينة بسبب قرار المحافظ وقف دفن الموتى في مدافن أخميم القديمة.
وكان اللواء محسن النعماني محافظ سوهاج قد أصدر القرار المثير للجدل والذي تضمن نقل الجبانات إلى حي الكوثر بدءا من أول مايو المقبل، وطافوا شوارع المدينة حاملين نعشا رمزيا، ومزقوا اللافتات التي وضعتها المحافظة في الشوارع لإخطارهم بنقل المدافن.
وردد المتظاهرون هتافات معادية للمحافظ ورموز الحزب الحاكم وأعضاء مجلس الشعب مما اضطر الشرطة للدخول في مواجهات مع المواطنين الغاضبين لبسط سيطرتها على المدينة بعد خمس ساعات من المظاهرة، واستعانت الشرطة بقوات تعزيز من الأمن المركزي.
وفي محاولة لإحتواء الغضب المتزايد قام محافظ سوهاج بعقد اجتماع ضم مدير أمن سوهاج اللواء أحمد خميس وجميع القيادات التنفيذية، بينما امتنع أعضاء مجلسي الشعب والشورى عن الحضور، وأكد المحافظ خلال الاجتماع بأن غلق الجبانة القديمة سيكون في نهاية شهر نيسان/ إبريل الجاري، وأن هذا الاجتماع يخص رفات أهالينا ويجب أن نتعامل معها بالشكل اللائق، ولابد من أن تكون الجبانة الجديدة متوافر بها جميع الخدمات من إنارة ومياه وارصفة وطرق، وتوفير سيارات لنقل الموتى وسيارات للمشيعين، كما يجب توفير الحراسة الأمنية اللازمة للمكان.
وأضاف المحافظ بأنه لا يوجد قانون يجعل للمواطن الأحقية فى ملكية الجبانة الخاصة به، وبالتالى يجب على المواطنين معرفة أنه لا ملكية لأحد في هذه الجبانات، بل له حق الانتفاع فقط، كما أنه لا تفرض أي ضرائب أو رسوم على هذه الجبانات، ولا مدة محددة لحق الانتفاع بها، وأن نقل جبانة أخميم القديمة إلى جبانة أخميم بحي الكوثر يحمل في جوفه أكبر كشف أثري يحدث على أرض مصر، مما دفع الرئيس مبارك لإصدار قرار بتوفير ملياري جنيه، من أجل التنقيب أسفل تلك الجبانات التي سوف تجعل أخميم، وفق الدراسات، أهم من محافظة الأقصر من ناحية النقلة الحضارية والتنموية.
وتدخلت الشرطة بعد قيام المواطنين بمحاولة رشق الحجارة على القيادات النيابية والتنفيذية وأعضاء مجلس الشعب من أهالي المحافظة دون اعتداء الأهالي على أعضاء برلمانيين، حاولوا تهدئة المتظاهرين الغاضبين، وتمكن النائب مازن أبو النور عضو مجلس الشعب من إقناع المتظاهرين بعدم الاعتداء على باقي النواب، وهو ما استجاب له الأهالي، خاصة وأن أبو النور كان من أول المحتجين على قرار النقل.
وقررت مديرية الأوقاف بسوهاج أن تكون خطبة الجمعة غداً عن حرمة مقاومة السلطات والخروج على الشرعية وتم تكليف عدد من أئمة المساجد بمركز أخميم بالحديث عن 'أزمة المقابر'، وأن يعملوا على توعية المواطنين بأهمية تسليم مقابرهم القديمة للسلطات وعدم الخروج على الشرعية.
غير أن المظاهرات الغاضبة سرعان ما اندلعت مجدداً بعد فشل اللقاء الذي عقده المحافظ مع المواطنين، والذي سعى خلاله لإقناعهم بأهمية نقل المقابر 'للنهوض بالمحافظة سياحيا، بعد التأكد من أن منطقة الجبانات القديمة، منطقة أثرية'.
واشارت المحافظة الى 'ان الجبانة الجديدة تمتاز بتوافر جميع الإمكانيات والخدمات من مياه وإنارة وسيارات للمشيعين، ولكن المشكلة تكمن في عادات وتقاليد يتبعها الأهالي منذ القدم'.
ويعتبر العديد من المواطنين تلك المنطقة مصدر رزقهم وطريقهم نحو الثراء وذلك من خلال التنقيب عن الكنوز الأثرية وينشط هناك العديد من السحرة الذين يزعمون قدرتهم الخارقة في العثور على الآثار من خلال تسخير الجان.
الكندي عمر خضر المعتقل منذ سن الخامسة عشرة يمثل امام محكمة عسكرية بغوانتانامو



يمثل عمر خضر الشاب الكندي الذي اعتقلته القوات الامريكية في افغانستان عندما كان في الخامسة عشرة من عمره، اعتبارا من الاربعاء امام محكمة عسكرية استثنائية في قاعدة غوانتانامو البحرية، في الجلسات التمهيدية لمحاكمته.
وقد اصبح عمر خضر، الذي يبلغ من العمر اليوم 23 عاما، شابا ملتحيا ولم يعد الفتى النحيل الذي كان عند اعتقاله.
وهو آخر غربي ما زال معتقلا في السجن الذي فتحه الرئيس الامريكي السابق جورج بوش لاحتجاز اسرى الحرب على الارهاب.
وستشكل محاكمته التي يفترض ان تبدأ هذا الصيف، فرصة لاختبار المحاكم العسكرية الاستثنائية فعليا بعد اصلاحها من قبل ادارة الرئيس باراك اوباما والكونغرس في الخريف.
وفي غياب مكان آخر لاستضافة هذه المحاكمات، ستنعقد هذه المحاكم العسكرية مثل المحاكم السابقة، في غوانتانامو، المعتقل الذي ارجىء اغلاقه الى اجل غير مسمى.
وعمر خضر ملاحق 'لجرائم حرب ومتهم بالقاء قنبلة يدوية ادت الى مقتل ضابط امريكي والانضمام طوعا الى الجهاد.
وقالت جنيفر تورنر التي تعمل في المنظمة الامريكية للدفاع عن الحريات العامة وتحضر الجلسات في القاعدة العسكرية الامريكية في كوبا 'من المزعج جدا ان تقوم ادارة اوباما ليس فقط باعادة المحاكم الاستثنائية المثيرة للجدل بل ان تختبرها مع شاب كان ربما طفلا تم تجنيده وامضى ثلث عمره في المعتقل وتعرض للعنف لسنوات'.
وحاليا، يعتمد محاموه على القواعد الجديدة التي تحكم هذه المحاكم للحصول على سحب بعد اقوال موكلهم من الملف مؤكدين انها انتزعت بالاكراه ان لم يكن تحت التعذيب.
وينص القانون الجديد على ان 'اي لجنة عسكرية لا يمكن ان تقبل اي افادة تم الحصول عليها تحت التعذيب او عبر معاملة وحشية او لا انسانية او مهينة، سواء تحت غطاء القانون او غير ذلك'.
ويشير محامو خضر في طلب سحب هذه الاقوال الى ان موكلهم تعرض 'لاوضاع غير مريحة' ابقى فيها لساعات وكذلك 'لحالات اختناق حتى فقدان الوعي' وجلسات استجواب طويلة بدون السماح بالتوجه الى المرحاض 'الى درجة جعلته يتبول في ملابسه'.
كما يتحدثون عن حرمانه من النوم وتعرضه للضرب والتهديد.
وكتبوا في حجتهم انه 'تعرض لاعمال عنف حتى الانهيار ثم استخدم من قبل الشرطة العسكرية 'كمكنسة بشرية' لازالة البول ومواد التنظيف في قاعة للاستجواب.
ورفض الاتهام كل هذه 'الادعاءات' مؤكدا ان الشاب لم يتحدث عنها 'سوى لمصلحته الشخصية'.
وسيستمع القاضي العسكري باتريك باريش الى عشرات الشهود الذين ذكرهم طرفا القضية لعشرة ايام قبل ان يبت في امكانية استخدام الاقوال التي ادلى بها الفتى في سجن باغرام في افغانستان ثم في غوانتانامو يمكن ان تستخدم ضده.
وكان اوباما علق يوم توليه الرئاسة المحاكم العسكرية الاستثنائية التي واجهت انتقادات في عهد ادارة بوش.
الا انها اعيدت بعد ادخال تعديلات كبيرة عليها لضمان مزيد من حقوق الدفاع، مما اثار ارتياح الجمهوريين وبعض الديمقراطيين.
أنا منحرف إذن أنا حر ما بين زمن الخلفاء المثليين وزمن اللجوء الجنسي لاسرائيل

لم تكن أوروبا كما ما هي عليه الآن، فحتى مشارف السبعينات من القرن الماضي كانت تقوم باعدام المثليين كونها لا تعترف بهم ضمن نطاقها الاجتماعي العام، بينما كان المشرق في العصور الوسطى أكثر تحللا من الانماط الاجتماعية الصارمة بهذا الشأن حيث سادت تجارة الغلمان خاصة في بلاط الخلفاء والولاة وانتشرت ثقافة التغزل بهم 'شعرا' مما ساعد على ترويج هذه الظاهرة واعتيادها .
حسب ليليان داوود في برنامج ما لا يقال الذي تبثه الـ'بي بي سي' العربية - انعكست الآية وانقلبت المعادلة فما السبب؟
'براين ويتيكر' مراسل 'الغارديان' في الشرق الاوسط يرى ان الشرق لم يعد كما كان ملاذا للمستشرقين والمثليين، فقد اصبحت المثلية هنا جريمة اجتماعية وخطيئة اخلاقية في حين نجد أن المثليين في الغرب حصلوا على الكثير من الحقوق المدنية في المجتمع ومنها 'الزواج' ..... فماذا تبقى على القيامة؟
الفرص الممنوحة للضيوف كانت محدودة لا تفي بالغرض لان الأسئلة التي تم توجيهها لهم من الاهمية بما يستحق ان تستوفى الاجابة عنها غير ان عامل الوقت لم يتح المجال لذلك. ففي الفيلم الوثائقي الذي عرض قبل تداول الحوار بدا ان السياحة الجنسية في المغرب تلاقي رواجا ملفتا مما استنكره الضيف المغربي واصرت عليه داوود مؤكدة على امانة التوثيق قاطعة الطريق امام اي استرسال حول الموضوع، وهو ما اغاظ الضيف الذي حاول دون جدوى توضيح الامر.
الدهشة تأتي مما اكدته المحاضرة سمر حبيب من سيدني على رواج المثلية في العصور الاسلامية الاولى وهي تستشهد بالامين اخ الخليفة المامون تحديدا، مشيدة بتلك المرحلة التي عكست استيعابا مرنا لهذه النماذج في المجتمع بشكل طبيعي أكثر بكثير مما تعيشه الان مجتمعاتنا ونحن في عصر التكنولوجيا والعولمة، لتتوجه مديرة الحوار الى الداعية الدكتور العوضي من الكويت طالبة منه نصا شرعيا صريحا يحرم المثلية الجنسية ..
وهذا بدا مهتما بالادلة العلمية علما بان لكل ضيف دوره في الحلقة وكان اولى به ان يحرص على التركيز على الناحية الشرعية لأن في القصص القرآني ما يزيد عن المطلوب لكنه اكتفى بآية رقم 88 من سورة لوط والتي يعتبر اللواط فيها فاحشة...
الا ان هذا كاف كرد على وجهة نظر الدكتورة حبيب لان لوطية الامين (مثليته) لا تعني بالضرورة ان المجتمع الاسلامي تعامل مع تلك الظاهرة من منطلق الاعتراف بها او تشريعها، لانها منافية للقيم الاسلامية أصلا .
أما 'قرة' الضيفة الباكستانية المحجبة و'البويا'، حسب التعبير الشائع في المجتمع الخليجي فلم تجد حرجا في التصريح بانها وجدت صيغة خاصة بها مكنتها من ارتداء الحجاب وممارسة المتعة الجنسية مع صديقتها المثلية دون ان تخاف على ايمانها من ممارستها وهي سعيدة بهذه القناعة!
فكيف يستطيع المرء ان يحافظ على ايمانه وهو يصر على الفاحشة؟
هذا ليس تناقضا ابدا بل انه مسخرة، لان للايمان شروطا من خرج عنها انتفى ايمانه.
ببساطة وانت تستمع الى هؤلاء تحس بالمرارة اذ تدرك معنى تعميم العبث كثقافة!
من تابع فيلم 'برونو' وكنت تطرقت اليه سابقا في تقرير مفصل، يعرف أين يتجه العالم، الى الدرك الاسفل من الحرية التي هي تخبط في واقع الحال، اقول قولي هذا ليس لاننا امة لا تحترم الحرية الشخصية والقرار الذاتي انما لاننا تعودنا على احترام الطبيعة ومصالحتها لا تحديها واختراقها بما اوتينا من متعة مدمرة وهواجس جنسية منحرفة، والا فما علينا سوى رفع شعار انا منحرف إذن انا حر! أو ربما العكس ما دام الأمر كله يسير الى 'الوراء در يا منحرف يا حر '!
ليس المهم ان تحدد زاوية الانحراف لانه سيأتي زمن على أمتي لن تعد العدة فيه للعدو بل للحرية، فالعدو من امامها والحرية من الوراء!!!!! وحذار من الانحناء!

لجوء جنسي

هل تستطيع أن تحصل على الحرية الجنسية في وطن مسلوب وأسير؟
بمعنى كيف تكون حرا أو تبحث عن الحرية في معتقل او سجن؟
يعني ببساطة هل تستطيع ان تمارس حريتك في اسرائيل الدولة المحتلة التي تصادر الحرية وتعتقل الحياة؟
روضة الفتاة الفلسطينية التي توجهت الى تل ابيب بحثا عن الامان والاعتراف بها كمثلية وجدت ان تل ابيب اكثر اضطهادا لها كفلسطينية من مجتمعها الذي لم يتقبلها فعادت ادراجها الى فلسطين كي تؤسس لمشروع يدعم المثلية ويكرسها تحت شعار 'صمتك تصريح قتل' ... السؤال هو: كيف تحصلين على الحرية الجسدية في وطن بلا حرية بلا جسد؟
وان كانت روضة محقة بان الاحتلال هو الجرم الاكبر والاول فمتى نضاهي الاحتلال اجراما بحق انفسنا ووطنا وحريتنا؟
شاؤول صاحب الملهى الليلي في اسرائيل صرح بان الشباب الفلسطينيين يرتادون ملهاه بحثا عن الحرية التي يفتقدونها في مجتمعهم وان هؤلاء يتألمون لدى رؤية الملهى عرضة للاحزمة الناسفة؟ فمن المدين بالحرية للأخر نحن أم المحتل؟
هل يكون حينها الاحتلال هو الخطر الحقيقي؟
صحيح أن لكل بيت مصرفه حين يغدو هؤلاء سموما تسيء الى مسيرة الوعي النضالي من اجل التحرر.
لا اتمنى ان ارى البعض يرهن وطنه كي يحرر جسده، لأن الجسد ليس هو الوطن البديل، ولا هو الطريق الى الوطن، انه الابن الضال في حانة شاؤول، وطز يا حرية!

مستشار عرفات

لبسام ابو شريف حضور خاص في اي برنامج يستضيفه، لكن حلقة 'مثير للجدل' على قناة ابو ظبي حملت خصوصية مختلفة عبرت عنها مقدمة البرنامج لما احتج شريف اكثر من مرة على اسئلتها وحنق كثيرا منها في الوقت الذي استوعبت هي غضبه بصبر وسعة صدر، يعوزهما العمق الذي كان ينشده شريف في الحوار او ربما الاصح ان اقول في الاسئلة، الى الحد الذي بدا فيه مستفزا من ذاك الجهل كما قالها صراحة! وهو ما تمنينا لو انه لم يقله!
أثيرت مسألة السلاح الفلسطيني في المخيمات الفلسطينية في لبنان وقد ربطها شريف بشرطين أستغربهما حقا، لأن حصول الفلسطيني على حقوقه المدنية متساويا في ذلك مع اللبناني، ما هو إلا حق إنساني لا يمكن ان نقرنه كشرط بسحب السلاح الذي هو أيضا حق إنساني آخر، فلو أنه اكتفى بربط توفير الحماية للفلسطينيين من قبل الدرك اللبناني كشرط أساسي لبدا الأمر أكثر منطقية خاصة وانه اصر على ان يصدر قرار فوري بذلك لو تمت تسوية الامر على هذا النحو.
أثيرت مواضيع عدة كاختراق الموساد الاسرائيلي للبنان من عقود خلت، وكذلك مسألة العمالة وقتل الحريري ومغنية، مما حول الحلقة الى لقاء استثنائي وهو ما يستلزم وعيا اعلاميا يستطيع ان يخدم الوعي السياسي ويستفزه استفزازا ايجابيا كي يبلغ من التصريح الاعلامي مبلغ السبق الصحافي الذي يروض حدة المزاج لصالح ارتجال الحقيقة لا تجملها او اضطرارها.

ايران والامارات

أما ان يكون الاحتلال الايراني للجزر الاماراتية على نفس القدر من الاحتلال الاسرائيلي، فنعم ولا.
نعم حيث اغتصاب الارض من اصحابها مبدأ قام عليه الاحتلالان، ولا لأن الاحتلال الاسرائيلي قام على مبدأ الأبادة العرقية والتزوير التاريخي والاسر والقتل والمجازر، هنا تحديدا عليك ان تحذر اللغة، لان للواقع قيمة لغوية قد تختلف في معطيات عدة عن الجوهر الحقيقي للمعنى الخاص بالمصطلح.
ما على ايران اذن سوى اثبات حسن النوايا للعرب والبحث عن سبل التعاون المشترك بين الامارات وايران من اجل حل قضية اللغة تلك! ودحض مساعي امريكا واسرائيل لتحويل ايران الى عدو اول في المنطقة.
ليونة مع جواسيس اسرائيل وتشدد مع حزب الله




لا يمكن وصف الاحكام التي اصدرتها محكمة امن الدولة المصرية يوم امس بحق 26 متهماً اعضاء في ما يعرف بخلية 'حزب الله' الا بانها احكام جائرة الهدف منها توتير العلاقات مع لبنان، وحركة المقاومة الاسلامية فيه على وجه التحديد.
فإذا نظرنا الى طبيعة الاتهامات الموجهة الى هؤلاء، ومعظمهم من الفلسطينيين والمصريين، نجد انها غير مقنعة على الاطلاق، خاصة تلك المتعلقة بتهديد امن مصر ومحاولة تخريب اقتصادها.
المتهمون كانوا يقومون بواجبهم الوطني والديني في دعم اشقائهم المحاصرين الذين يتعرضون لجرائم حرب اسرائيلية من خلال تزويدهم باحتياجاتهم الأساسية من وسائل الصمود وأدوات الدفاع عن النفس، ولذلك لا يستحقون احكاماً تصل الى السجن المؤبد لقائد المجموعة محمد قبلان واثنين آخرين، واحكام اخرى تتراوح بين السجن ستة اشهر وخمسة عشر عاماً.
بمعنى آخر كانت هذه الخلية، وباعتراف السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني، تقدم امدادات عسكرية لابناء القطاع للدفاع عن أنفسهم، ولم تخطط مطلقاً للإقدام على اي اعمال عنف او تخريب في مصر.
فحزب الله اللبناني لم يقدم مطلقاً على اي اعمال عنف تهدد الامن الوطني او القومي لأي دولة عربية او اجنبية، ولم ينفذ اي عمليات عسكرية او 'ارهابية' خارج الاراضي اللبنانية، وظلت مقاومته محصورة دائما في ضرب القوات الاسرائيلية المحتلة، او في اطار التصدي للعدوان الاسرائيلي الذي استهدف لبنان، خاصة الاخير، في تموز (يوليو) عام 2006.
لا نجادل في حق الحكومة المصرية في الحفاظ على سيادتها، ومنع اي اعمال تراها خارجة عن القانون تهدد امنها الداخلي، بسبب ظروفها الخاصة، والتزاماتها بمعاهدات 'سلام' مع جارها الاسرائيلي، رغم اختلافنا مع هذا المنطق ومعارضتنا لهذه المعاهدة منذ اليوم الاول لتوقيعها، ولكن هذا لا يعني ان تتعاطى السلطات المصرية بمثل هذه القسوة مع مواطنين مصريين وعرب انتصروا لاشقائهم المحاصرين المجوعين الذين تمزق اجسادهم الصواريخ وقنابل الفوسفور الاسرائيلية في قطاع غزة.
فالسلطات المصرية لم تتعامل بالقسوة نفسها مع الجواسيس الاسرائيليين وآخرهم عزام عزام، الذين اخترقوا السيادة والامن المصريين، وتجسسوا على مصر بتكليف من 'الموساد' الاسرائيلي دون اي احترام لمعاهدات السلام المذكورة.
وعندما نقول ان هذه الاحكام جائرة، ونضيف ايضا بانها ذات طابع سياسي ثأري، تتناغم مع الحملة الامريكية والاسرائيلية الشرسة التي يتعرض لها لبنان وقوى المقاومة الشريفة على ارضه فإننا لا نجافي الحقيقة مطلقا. فالمحكمة التي اصدرت هذه الاحكام هي محكمة امن دولة، لا مجال فيها امام المتهمين للدفاع عن انفسهم من خلال محامين اكفاء، كما ان احكامها هذه غير قابلة للطعن او الاستئناف.
رحم الله تلك الايام المجيدة التي كانت تقوم فيها السلطات المصرية بدعم القضايا العربية العادلة بكل الطرق والوسائل، وتخوض حروبا لنصرتها، وتتباهى بالمدافعين عن كرامة هذه الأمة وعقيدتها، وتفتخر بالشهداء وتضحياتهم، من اي جنسية عربية او اسلامية كانوا.

ليست هناك تعليقات: