بروفايل:هشام طلعت مصطفي.. أصغر أبناء العائلة وصانع ملياراتها

دوار ريفي في قلب قرية «بني غريان» بالمنوفية، شهدت مولد ٤ أبناء لأحد أعيان القرية، يدعي مصطفي حسبو، التحق اثنان منهم بالجيش، أحيل الأول إلي التقاعد برتبة لواء، فيما تدرج الثاني في عدة مناصب حتي وصل إلي الرتبة نفسها في المخابرات الحربية، أما الثالث والرابع فقد قررا العمل في المقاولات.

الابن الأكبر يدعي طلعت، وكعادة شباب القرية آنذاك، فقد تربي في كنف جماعة الإخوان المسلمين حتي اشتد عوده وسافر إلي الكويت بعد زواجه من ابنة خالته، وأنجب ٣ أبناء هم: طارق وهاني وسحر، وفي عام ١٩٥٩ كان مولد الابن الرابع هشام.

عمل الأب مهندساً في إحدي شركات المقاولات في الكويت طيلة ١٤ عاماً، حاول نهايتها أن يعمل مقاولاً لحسابه الخاص، واستطاع بالفعل أن يحقق نجاحاً ملحوظاً، صحيح أنه لم يكن كبيراً بالقدر الكافي، إلا أنه شجعه فيما بعد علي تكوين شركة للمقاولات، سرعان ما تحولت إلي مجموعة أكبر أطلق عليها «المجموعة الوطنية الخاصة».

اختار الأب أن يدرس ابناه الكبيران طارق وهاني الهندسة، فيما أتمت الابنة الوحيدة «سحر» تعليمها لتتزوج من أحد أفراد الأسرة، طلقها فيما بعد، أما «هشام» الابن الأصغر فقد برز تفوقه الدراسي بشكل كبير، مما أهله إلي الالتحالق بكلية الهندسة لمدة ٣ أشهر قبل أن يقنعه والده بأهمية أن يدرس التجارة ليساعده في إدارة شركاته، التي تحولت إلي واحدة من أهم المجموعات الاستثمارية العملاقة في مجال المقاولات والتشييد والبناء في مصر تحت اسم «مجموعة طلعت مصطفي».

بدأ هشام عمله في شركات والده قبل أن يتخرج في كلية التجارة عام ١٩٨٠، وعمره لم يزل ٢١ عاماً، ليتدرج في عدة مناصب إدارية مثبتاً نجاحاً وتميزاً ملحوظاً، فأسند إليه الأب مناصب متتالية أهلته فيما بعد ليصبح «المفكر المالي» للعائلة.

وبعد عام ١٩٩٢ قدم هشام مصطفي أوراق اعتماده في الحزب الوطني، وتم تصعيده بشكل لافت للنظر مقارنة بسنه، حتي أصبح عضوا مهما في المجلس الأعلي للسياسات، إضافة إلي ترؤسه لجنة الإسكان بمجلس الشوري، فهو عضو بالتزكية عن دائرة المنتزه والرمل وسيدي جابر، كل ذلك جعل البعض يشيع أن ثمة قرابة تجمع بينه وبين السيدة سوزان مبارك، وهو ما نفاه أحد أفراد العائلة في حديث مع «المصري اليوم»، مؤكداً أنها معلومة مغلوطة، سببها النجاح الاقتصادي والسياسي اللذان حققهما «هشام» خلال وقت قياسي، هو أعوامه التسعة والأربعون.

المناصب التي يشغلها الآن متنوعة، فهو رئيس شعبة الاستثمار العقاري باتحاد الغرف التجارية، وعضو مجلس إدارة جمعية المستقبل، وهو أيضاً عضو المجلس الأعلي للسياحة، علاوة علي ترؤسه مجلس إدارة شركات الاستثمار العقاري السياحي التي تتبع مجموعة «طلعت مصطفي» التي تضم ٢١ شركة متعددة التخصصات، تعمل في مجالات التطوير العقاري، وإقامة المدن العمرانية الجديدة، ومشروعات التنمية السياحية والفندقية، وصناعات مواد البناء المغذية لها، بجانب مشروعات استصلاح الأراضي وتنمية الإنتاج الزراعي والحيواني.

تزوج هشام مرتين: الأولي كانت تعمل في المجال الإعلامي وأنجب منها أولاده الثلاثة عمر، ومحمد، وهاني، الذين تتراوح أعمارهم بين ١٤ و١٨ سنة، وتلقي ثلاثتهم تعليمهم كاملاً في المدارس الأمريكية، أما الزوجة الثانية فهي طليقة المذيع طلعت موسي.

يؤمن هشام دائماً بالمثل القائل: «لا تضع البيض كله في سلة واحدة»، ولعل هذا هو سبب تنوع شركاته، وعندما زاره الرئيس مبارك في افتتاح مدينة «الرحاب»، سأله: «لو عينتك وزير تحول (البلد) وتبقي زي مدينتك»؟ فأجابه: «نعم»، فقال الرئيس: «يبقي الوزرا بتوعنا هما اللي مقصرين» وربت علي كتفه.

علاقته الوثيقة بالرئيس مبارك ونجله والشائعات التي نشرت عن قرابته بالسيدة سوزان مبارك، أعطته قوة أكثر مما أعطته أمواله.. والآن يقضي هشام مصطفي فترة من الحبس احتياطياً في سجن المزرعة، مع كبار رجال الأعمال القابعين خلف القضبان، بعد أن وافق مجلس الشوري علي رفع الحصانة عنه، تري هل يسدل الستار علي هذه القضية بالبراءة، أم تتلون النهاية بأحد اللونين، الأزرق أوالأحمر؟.